"علماء" اخر زمان!

 

الادعاء بالموضوعية في التصدي الى تواريخ الشعوب من خلال العقد النفسية والشعور بالنقص والانطلاق من مشاعر الحقد والكراهية هو احد مواصفات فايروس "العنصرية" الذي يصيب حتى بعض من يحملون القابا علمية محترمة ، وهناك الكثير من الامثال السيئة لمن تصدى للتاريخ الكوردي ولغته وثقافته ، ومع وجود كم من الكتاب المنصفين من العرب والفرس والترك ، لكن هناك ايضا بعض المؤرخين الفرس وبعض الكتبة العرب والترك الذين كتبوا روايات وقصصا خيالية في محو الوجود الكوردي ، حتى ان بعضهم توصل الى ان الكورد هم من احفاد "الجن" ، واذكر هنا "مؤرخا" اسمه رشيد الفيل كتب في الستينيات كراسا اسود يعيد فيه اصول معظم العشائر الكوردية الى عشائر عربية ، وحسب رأيي انه فعل ذلك في تلك الفترة بطلب من النظام العراقي فقد لوحظ انه حتى بعض المسؤولين انذاك تحولوا الى "مؤرخين" ويبحرون فيه حفاة عراة وفقط في الموضوع الكوردي ...ولغرض واحد وهو تشويه التاريخ والوجود الكوردي ، وقبل ايام فقط كتب احدهم وهو يحمل لقب دكتور تعقيبا بليدا وغبيا ينم عن سريرة مريضة وحقد كامن في وجدانه ضد الشعب الكوردي بدأه بالسؤال:

أي تاريخ كوردي قديم؟

ويكتب بغباء منقطع النظير ، منطلقا من منطق مريض ودون ان يتحسب الى انه بعمله هذا انما يسيء الى امة ، و يسفه وجود وتاريخ شعب تعداده يصل الى اربعين مليون انسان سكن سنام جبال زاكروس وسهوله منذ الاف السنين واشعل نيران حكمته ووجوده فوق رواسيها، وان كل الغزاة المتنوعين الذين حاولوا ازالته ذهبوا ....لكنه ظل باقيا متشبثا بصخرة الجبل الاشم الى اليوم ...يقول "الدكتور":

"من خلال تخصصي ولأكثر من ثلاثين عاماً من الخبرة في مجال الاثار , وبمعية المئات من الاصدقاء والزملاء من علماء الاثار , لم يسبق لي أن سمعت عن كذبة كبرى كهذه وتزوير وتحريف للتاريخ. الكورد مع أحترامي لهم ليس لهم تاريخ قديم وآثار قديمة بموجب قانون الاثار العراقي وكان اخرها قانون رقم 55 لسنة 2002 ففي هذا القانون كل شيء أقدم من 200 سنة أعتبر آثاراً وتاريخا قديما , والكورد لم يكونوا من ضمن هذا الاطار الزمني.ليس عيباً في أن قسما من الشعوب ليس لديها تاريخ طويل , لكنه من العار والمخزي ان تقوم نفس هذه الشعوب بسرقة تاريخ شعوب آخرى. لا توجد أي وثائق تذكر الكورد في تاريخ بلاد ما بين النهرين. وبقدر كوني الشخص المسؤول في الآثار العراقية فأني أشعر بالقلق. لا أريد تكرار هذا الامر ولكني بحاجة الى ذكر بأن :هناك العديد من المحاولات لإعادة كتابة تاريخ الكورد وذلك بالاستيلاء على التاريخ الحقيقي لشعب حقيقي، وربط انفسهم بتاريخ ذلك الشعب، وبدون أي خجل، كما يقال في اللغة العربية : “إذا كنت لا تستحي فأفعل ما شئت "يجب علينا أن نتكلم......".

والى اخر معزوفته النشاز ... لاحظوا جملته الاخيرة “إذا كنت لا تستحي فأفعل ما شئت "يجب علينا أن نتكلم......" ، هل يمكن لرجل يدعي انه "دكتور" ان ينزل الى هذا الدرك في التعرض الى شعب حي قدم في سبيل حريته ليس اقل من مليون شهيد منذ ان ابتلى بتقسيم بلاده.... لا ادري هل هو دكتور او مجرد رجل مريض ينفس عن كربه و حظه ....! مع احترامي لشخصه.

طبعا هذا الكلام البليد لا يحتاج اساسا الى اي رد، لانه كلام حاقد وليس كلام رجل علم ، ولكن الذي اود ان اعلق عليه هو ان نتصور حال تاريخنا الكوردي وثقافتنا عندما يكون هناك رجل حاقد مثل هذا في موقع المسؤولية "الاول " كما يدعي في البحث عن تاريخ ما بين النهرين ضمن مؤسسة عراقية علمية المفروض ان يكون العاملون فيها نظيفين من الافكار العنصرية والاحقاد العصبية...ام ان تلك المؤسسة كانت فقط تبحث عن هكذا علماء ولغرض في قلب يعقوب؟

وانا اكتب هذا الرد المقتضب اضع يدي على قلبي خوفا من ان ارى يوما اسمه ضمن قوائم المدعوين الى مناسباتنا الكوردستانية تكريما ل"علمه الغزير" ...!