"صايرين مَضحكة"!!

 

في اللهجة السامرائية , يقولون : " ولك شنو إنتَ , صاير مضحكة للناس , ما تستحي على نفسك".
أو " شنو هاي , صاير مضحكة" , "صايرين مضحكة" , " سوانه مضحكة للناس" أو " سوانه علج بحلوك الناس"!
ومعنى ذلك , أنه أتى بفعلة وضيعة , مخجلة , جعلت الناس تتحدث عنه بإستخفاف وتندر.
والمتأمل لواقعنا عموما , يرى أننا قد أصبحنا "مضحكة للعالم" , أو "مضحكة للدنيا"
فاينما تولي وجهك , تجد نفسك أمام حالة مضحكة ومخجلة.
ومُضحكنا يبكينا ويوجعنا ويؤلمنا.
في كل دولة هناك العديد من المُضحكات المبكيات والمتواليات بلا إنقطاع.
ونحتار , هل نحن نستأنس بأن نكون مضحكة , أم أننا لا خيار عندنا إلا أن نكون مضحكة لغيرنا؟
فما يجري في بلداننا مضحك حقا!
وأكثر من أمة ضحكت من جهلها الأمم.
فما يدور في عالمنا , تجاوز حدود المنطق والجنون , والغباء والجهل والبُقل والأمية والسفاهة , وكل ما لا يتصوره ويتصوره الخيال.
بل أن أعضاء المملكة الحيوانية الأقل مرتبة من حيواننا البشري , صارت تضحك وتتندر علينا , وتقيم مهرجانات فكاهة وضحك على ما نقوم به من أبشع الأفعال.
فتتندر على ما نقدمه على مسرح الحياة المبتلاة بنا.
ذلك أنها لا تفعل إلى ما يساهم في إنقراضها وتدمير وجودها , بل أنها تحافظ على أبناء نوعها وتتواكب مع عصرها , وتستنهض ما فيها من قدرات التواصل والبقاء.
وكل حيوان في مملكتنا التي ننتمي إليها , يتصرف بأسلوب معاصر , ويتفاعل بطاقات متكاتفة مع طاقات أبناء نوعه للحفاظ على قوته ودوره في الحياة.
ونحن الوحيدون الذين نشذ عن ذلك , ونمارس الأساليب الإنقراضية الفتاكة المهلكة , ونسخر لها ما عندنا من قدرات حضارية لتدمير الحاضر والمستقبل.
ولهذا ساندنا مَن يمكنهم دعمنا وقيادتنا , لكي نكون أكثر مهارة في تقديم فعالياتنا الإنقراضية الدامية, على مسارح الهلاك والإفتراس الخلاق.
فنحن نقدم مشاهدنا المضحكة , التي تُضحك المشاهدين حتى تفقدهم صوابهم وتفتح شهيتهم وشراهتهم لأكلنا والسُكر بنبيذ عروقنا.
ونحن نتمزق وهم يأكلون!
ونحن نبكي ونبكي وهم يضحكون!
ونحن نلطم ونلطم وهو يرقصون!
فأية مَضاحك ومُضحكة أروع من مَضاحكنا ومَضحكتنا يجدون.
فتنعموا بما امتلكتم أيها الضاحكون , ما دمنا نجيد دور "المُضحكة".
في عالم يتفحص أرض الكواكب الأخرى , ونحن نضحك على أنفسنا , فننبش قبور موتانا , ونعلن للدنيا بأننا "مَضحكة"!!