أقرت وزارة التخطيط العراقية، الأحد، بفشل الخطة الخمسية التي وضعتها للأعوام (2010-2014)، وأكدت أن العراق لايزال بعيدا عن الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة للخدمات الانمائية. وفيما اشارت الى أن "محافظات اقليم كردستان العراق هي الاكثر تقدما في مجال الخدمات"، شددت على أن حل مشكلة الفقر في العراق "يكمن في وجود قطاع خاص نشط"، وأن "الوصول الى الحد الذي رسمته الامم المتحدة للعراق في تقديم الخدمات الإنمائية لمواطنيه لا يزال بعيدا"، مبينة أن "الخطة الخمسية (2010-2014)، لم تحقق أهدافها بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي". ولفت وزير التخطيط علي الشكري الى أن "الحكومة أرسلت الخطة الخمسية الجديدة 2013- 2017 إلى البرلمان لإقرارها، مشيرا الى أن "القطاع الخاص والمحافظات العراقية اشتركت في أعدادها". منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي والعالم يتداول مصطلح التنمية المستدامة، حيث بدأ الفكر الاقتصادي يأخذ منحى جديدا في الدراسات التنموية، ومن ثم أخذ التخطيط للتنمية الاقتصادية مجرى تطبيقيا ذا بعد اقتصادي- اجتماعي. وهذا الاتجاه تبنته منظمات الأمم المتحدة واتخذته منهجا وإستراتيجية للنمو الاقتصادي المصاحب بارتفاع وتيرة النمو في معدلات المتغيرات الجديدة ذات الدلالات الإنسانية، وبصورة أدق: المتغيرات ذات العلاقة الإنسانية، وبالتالي بدأ الترويج لمفاهيم جديدة فتحت الباب على مصراعيه لمعايير حديثة صارت تعتمد كمقاييس ومؤشرات ذات دلالة أقرب، لتعكس الواقع الحقيقي والموقف القائم وموطئ القدم من النمو والتنمية معا، ولهذا نشأت التنمية البشرية بإطارها الحديث . إن اتجاهات اليمين واليسار السياسي شهدت تداخلا في المنحى التطبيقي نحو مزيد من الميل لتطعيم الإجراءات بسياسات وتطبيقات تحقق صدى على المستوى الشعبي، اذ إن القيادات في العالم، وبخاصة المنظمات الدولية الكبرى، ادركت بصورة حازمة ان لا ديمقراطية من دون تنمية اقتصادية، ومن ثم فلا رخاء واستقرار دون تحقيق تنمية مستدامة - مصطلح يشير إلى التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية - تُلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة. والتنمية المستدامة ليست حالة ثابتة من الانسجام ، وإنما هي عملية تغيير واستغلال الموارد وتوجيه الاستثمارات واتجاه التطور التكنولوجي، والتغييرات المؤسسية التي تتماشى مع الاحتياجات المستقبلية فضلاً عن الاحتياجات الحالية. تتطلب التنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة لجميع الناس دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل، وتجرى في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية. ويعد القضاء على الفقر أهم واكبر تحدٍ يواجه مشروع التنمية المستدامة، ولذا تواجه برامج تطبيق هذه الخطط التنموية من خلال التشجيع على أتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة، دون الإفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية. وزارة التخطيط تعلن للملأ عن فشل خطة التنمية!!! فيم إذن نجح المختصون؟. لو أجرينا دراسة جدوى مبسطة عن حجم التخصيصات التي وضعت وأنفقت على الإعداد لهذه الخطة واولها حجم الإيفادات الحكومية والدعوات الى خارج العراق لبرز التناقض الواضح بين حجم المنفق على إعداد هذه الخطة مقارنة بالفشل الذي منيت به الخطة. جاء في دراسة لمركز بحوث البيئة/ قسم التنمية المستدامة- الجامعة التكنولوجية: "إن تحقيق الأهداف الانمائية يجب ان يقترن بنظرة موضوعية لسبل استهلاك الموارد في تحقيقها وبما يضمن الاستثمار الأمثل لهذه الموارد وتدويرها كمنجزات تنموية مستدامة تحقق الخير والمنفعة للجيل الحالي كما الأجيال القادمة". إذن فيم نجح المسؤولون؟؟ ولِمَ يسكت البرلمان؟؟ والحليم يكتفي بالإشارة... |