الإرهاب حوار عقلاني

 

 

 

 

 

الإرهاب ظاهرة وازمة عالمية تهدد الوجود الإنساني للفرد والمجتمع اذا لم تعالج معالجة  صحية علمية سياسية اقتصادية فإنها ستستمر وكل المحاولات في وقفها والقضاء عليها المبتعدة عن الأجندة الفكرية الاجتماعية ستؤدي الى تفرع أزمات كثيرة تصب كلها في الإرهاب لان هذه المعالجات ذات أهداف سياسية واقتصادية متخبطة وخاطئة ومزورة لذلك نرى انها تعطي نتائج عكسية .

وعليه نرى :

1)- الارهاب كلمة تطلق بالتوافق مع المصالح الساسية

2)- عجز العالم عن اعطاء تعريف موضوعي وحقيقي للارهاب سبب ذلك يعود للازدواجية وعدم وحدة المعايير وهذا ما نراه جليا وحسب المنافع السياسية فاضافة منظمات او كيانات الى قوائم الارهاب وشطب اخرى ينسجم مع الاجندات والاستراتيجيات السياسية للدول العظمى وهذا مما يثير حفيظة اطراف اخرى قد تندفع الى التطرف .

3)- في الاسلام الارهاب هو الاعتداء او القتل وكل من يعث في الارض فسادا .

في المنظور الامريكي , الارهاب كل ما يؤخر او يؤثر او يعطل تحقيق الاستراتيجية الامريكية والديمقراطية الامريكية التي لا نجد لها تعريف في السياسة الخارجية , فبقدر مواقفنا والتي كلها تصطف في الاصطفاف الذي يدين ويرفض عقيدة الارهاب وايدوليجيته ويعتبره قتلا وسحقا ودحرا للانسان والانسانية نرى ان التنظير الاستراتيجي الامريكي لا يصطف مع ما ذكرنا .

نرى امريكا تشترك مع الارهاب في هذه المشتركات وتمارسها خارج حدودها بل تلتزم وتشجع الاخرين على ذلك ويتجلى لنا الترابط العضوي الامريكي الاسرائيلي وما تفعله اسرائيل بشعب فلسطين والمنطقة العربية خير دليل , كذلك المنظمات الارهابية اذ ما توافقت مع الارادة الامريكية للسياسة الخارجية فهي منظمات غير ارهابية واذا ما اختلفت فهي منظمات ارهابية . الارهاب عمل اجرامي تحول الى اجندات سياسية وفق السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية وهذا لا يعني ان الولايات المتحدة الامريكية لا تحارب الارهاب العالمي ولكن لها معايير مزدوجة تتفق مع مصالحها .

ان دخول القوات التركية للاراضي العراقية في شباط 2008 واعمال القتل والعنف العسكري باي حجة كانت غير انه جاء ليقتل الانسان ويمنعه من حقه الطبيعي في ممارسة اي نوع من النشاط السياسي والاجتماعي هو ارهاب لكن امريكا لزمت الصمت . غير ان دفاع اهل لبنان عن حدودهم ارهاب دفاع فصائل المقاومة الفلسطينية للمحتل ارهاب نزع السلطة الشرعية من قيادة منتخبة ارهاب بعقد اجتماعي وخطف رئيس البرلمان عزيز دويك من قبل إسرائيل غير ارهاب لا بل اصبحت حماس التي فازت بالأكثرية منظمة ارهابية يعني ان اكثرية الشعب الفلسطيني الذي صوت لحماس شعب ارهابي .

سحق الروس لشعب الشيشان لا يدخل ضمن اجندة الارهاب لكنه ورقة تلوح بها امريكا وموسكو بين الفينة والاخرى . ضرب التظاهرات السلمية في ديار بكر والمناطق الكردية وحتى في كركوك العراق لا يتنافى مع الاجندة الديمقراطية لان للولايات المتحدة الامريكية لها مصالح مع تركيا مختلفة في صورها اهم صفحاتها.

التحالف الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل فلو حدث هذا في مناطق اخرى من العالم لا تتفق والمصالح الامريكية لاقام البيت الابيض الدنيا واقعدها كما يفعل اليوم في اورقة الامم المتحدة ويعمل على اصدار اقسى العقوبات بحق ايران والجميع يعلم ان هذه العقوبات واولها الحصار يقع اثرها المباشر على الانسان في الية الدولة كما حدث للعراقيين ابان النظام السابق.

حتى حذر السفر على العاملين في المجال العلمي في ايران منع كل ذلك على مسمع واقرار من الامم المتحدة وكل ذلك يتنافى وابسط حقوق الانسان حتى ان سلمان زادة السفير الامريكي في الامم المتحدة صرح يوم 26/2/2008 ان الوقت ليس مناسب لفرض عقوبات على ايران , ماذا فعلت ايران سوى الاخذ بأسباب العلم واذا كانت تعمل حقا للتسلح النووي وهذا سلاح العصر فان ذلك معمول به في اكثر من دولة ودولة في العالم لكنه حرم على ايران لانها لاتتفق والمصالح الاسرائيلية وكما اعتقد لو ان هذا السلاح كان موجها لتهديد الوطن العربي لغضت امريكا الطرف عنه كما غضت الطرف عن الاعمال الارهابية الاسرائيلية التي قالت حتى مقدسات الانسان العربي في فلسطين غير مفرقة بين مسلم ومسيحي لكن حزب الله الذي قاوم ودافع عن ارض تحول الى منظمة ارهابية كذلك منظمة حماس ادرجت او ستدرج على قائمة الارهاب تلك الشماعة التي ستعلق عليها اسرائيل وامريكا ما تريد لاقصاء الانسان وحرمانه من ابسط حقوقه . نرجو ان لا يفهم من عرضنا هذا اننا ضد او مع احد ابدا انما نستعرض حقائق حدثت سياسيا وجولستيا تشجع على التطرف وتجعل من عقيدة الارهاب محط جذب والمفروض بنا ان نعمل بتوازن ولا نعطي فرصة ايا كانت نوعها لانتشار عقيدة الارهاب وهي تستعرض المفارقات الغريبة التي تحدث مع علمنا باننا نعيش اليوم بعصر تحول فيه العالم الى قرية صغيرة تنقل فيه المعلومة بكل سهولة عبر تكنلوجية المعلومات (الانترنيت) .

فلو ذهبنا الى حزب العمال الكردستاني نجده عمل سياسي متفق عليها من قبل عشرات الملاين من الشعب الكردي في تركيا والذي عانى الامريين من السحق والسجن حتى ان رئيسه عبد الله اوج الان قد نساه الاعلام وهو في السجون التركية , اقول ان هذا الحزب انتقل الى العراق ولكنه لم يسلم وبمباركه غير معلنة من اصحاب القرار العالمي ضربت كوادر هذا الحزب واخترقت قوات عسكرية حدود دولة دون الرجوع الى ما كتب في المعاهدات الدولية والقانون الدولي .

دخلت القوات العسكرية التركية وانتهكت سيادة العراق ان كان هناك سيادة في زمن الاحتلال وضربت مواقعه وقتلت رجاله لا بل انها قصفت قرى المواطنين العراقين الاكراد الذين لا ناقة لهم ولا جمل ودفعتهم الى ترك قراهم وقطع سبل عيشهم والديمقراطية الامريكية تتفرج فهذا لا يصنف بعمل ارهابي وهو اعلى صور انتهاك الانسان .

اننا بالوقت الذي نعرف مالنا وما علينا كبشر غير خاضعين لاية اجندة غير اجندة الحق والعدالة وحقوق الانسان غير وجلين في الافصاح عنها نعتبر ذلك ارهابا صارخا يتمثل في قتل ارادة شعب عليه ان يرضخ لثقافة غير ثقافته لانتماء غير انتمائه انهم  هناك يسمونهم اتراك الجبل كذلك الحال ينطبق على العرب في انطاكية وباب الهوى والاسكندرونة الارض السورية حتى منع العربي من الكلام بلغته في الشارع او المطعم او حافلة النقل .

ان امريكا تصنف كدولة وكنظام في السياسة الخارجية بانها ارهابية ويجب ان تدرج على قائمة الارهاب لانها تعمل على زيادة مساحة الارهاب بالعنف والقتل والحصار والتجويع والكيل باكثر من مكيال واختلاف معاييرها وتنوعها مما يدفع الانسان في الاتجاه المعاكس للدفاع عن حقوقه الطبيعية والمشروعة .

سنذهب في هذا البحث الصغير المتواضع الى مناقشة مغتصبة للتسميات التي طرقت في هذه المقدمة .

1-  العمل القمعي التركي للقومية الكردية .

2-  موضوع منظمة حماس .

3-  الموقف من حزب الله والحركات السياسية في لبنان .

4-  الموقف من دولة ايران .

 

مناقشة هذه المفردات مع الموقف الامريكي حيال كل منهم اما عن مواقفنا فعلى القارئ الكريم ان يعلم ان قلمنا ليس مجند لاحد وانما للإنسان ولحقوق الانسان التي اكدت عليها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية كما اننا نلمس كما يلمس الجميع ان الفعل الامريكي وبهذه السياسة والاجندة يكون عاجزا على القضاء على العنف والعكس هو الصحيح يولد العنف ويلهب الساحة الاقليمية والعالمية بردود افعال مساوية له بالقوة وحسب القدرات واجندات كل منهم ويخالفه في الاتجاه وان هذه الاعمال لا تصنف كما تريد السياسة الامريكية ضمن قوائم الارهاب فالجميع يعلم ان اكثر الخيارات طردا في المنطقة هو الخيار الامريكي و الاسرائيلي لانه لا يصب الا في المصالح الخاصة بهم فقط ويستثني اي حق يتسق مع شعب او انسان او مصالح سياسية حقيقية لتلك البلدان التي تعثرت فيها الحركات السياسية . ان القرار هو قرار الشارع الجماهيري وعندما نشير الى الحركات او المكونات السياسية لا نعني بها الحاكمة في بعض دول الشرق الاوسط وخاصة العالم العربي فان القرار الجماهيري للحركات السياسية يصب في مقولة مفادها ان القرار الامريكي للسياسة الخارجية هو راس الارهاب وان القرار الامريكي الذي يستخدم العصا حتى على الامم المتحدةهو قرار ارهابي بثوب دولي ديمقراطي كما حدث للعراق . فالقرار الجماهيري السياسي يعتبر الاحتلال وسحق الانسان ونهب ثرواته وتكوين مليشيات القتل وجعل العراق وكما اراد بوش ساحة للارهاب هو الارهاب بعينه ولا يلتصق بالقواعد القانونية الدنيا .

 

يرى الشارع بان بوش اراد ان يبعد الارهاب عن الاراضي الامريكية وليكن في اي ارض وهذا يتسق ويلتصق بالسقف الاعلى لسحق الانسان , وان الاحتلال قد جاء بحجج واهية لا صحة لها كما تعترف الدوائر الامريكية وما من صراع للظواهر السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة الامريكية وداخل العراق فاحتلال بلد لبلد اخر منافيا لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومضاد لكل ما كتبوه هم بانفسهم في الاعلان العالي لحقوق الانسان الاتفاقيات الدولية ومعاهدات جنيف والعهد الدولي للحقوق المدنية لقد قتل الاحتلال الانسان وسلبه ابسط حقوقه في الحياة وحول مجتمع مدني يتكون اكثر من 25 مليون نسمة الى مجتمع عسكري انه العسكرة والسلطة القهرية والقوة المهيمنة وارتفعت نسبة جميع الامراض وخاصة النفسية والصدمية لدى الاطفال كذلك الامراض البايلوجية حيث ارتفعت نسبة السرطان الى اعلى نسبة لها لما وقع على العراق من مبيدات بشرية ومنذ التسعينات فالبصرة اليوم على سبيل المثال تتراوح نسبة السرطان بين 5-10 بالمائة لا اعرف كيف يكون الإرهاب .

نحن ننظر وقبل مناقشة الحالات والمواضيع التي طرحت بان الحقوق لا تتجزا كما ان المهتم المحايد بهذا الشان لا يخضع للمحطات والمنافع السياسية او غيرها ولا يخشى في الحق لومة لائم ولنذهب الى استعراض مقتضب لما ذكر .

1-  الموقف التركي : ان ما قامت به الجارة تركيا اعتداء سافر على السيادة العراقية وعلى حقوق الانسان ويمثل ملاحقة قهرية سلطوية لإسكات صوت الانسان وقمع حريته وانتمائه انه كاد ان يكون تطهيرا عرقيا لقومية تظل اكثر من عشرين مليون نسمة عليها ان تخضع وتستكين وتلغي انتماءها القومي وتسمي نفسها كما تريد لها (أتراك الجبل ) صمت امريكا والعراق قليل من الاستنكار والدعاية والالعاب .انها المصالح والمحطات السياسية فما قامت به الجارة تركيا ليس بارهاب .

2-  تحدثوا عن الديمقراطية وعلى الشعب الفلسطيني ان يختار حكومة سلطة قيادته حدث الاقتراع وفازت منظمة حماس , ونود ان نذكر ان لا علاقة لنا بوضع المنظمة وايدوليجيتها وتوجهاتها لان فكرها وتوجهها معروفا للشعب الفلسطيني الذي اختارها لكن تمسكها باجندتها التي راهنت عليها مع من ما حيك لها من مؤامرات دفع بقوات الاحتلال الإسرائيلي الا رفضها وعندما تصاعد حدة الخطاب على لسان إسماعيل هنية رئيس الوزراء رافضا الاعتراف باسرائيل متمسك بخيار المقاومة مطالبا بالتحرير مع القبول بحلول مرضية للطرفين دخل جيش الاحتلال وتعطل البرلمان واخذ رئيسه عزيز ألدويك الى سجون اسرائيل لم تصمت امريكا هذه المرة بل تكلمت باعلى صوتها مساندة كل ما يقوم به الكيان الصهيوني من ارهاب واعتداء لا بل ذهبوا الى اكثر من ذلك وعادت حماس الى قوائم الارهاب وعزلت في غزة وحوصرت وقتل الانسان وشنت عليها اسرائيل ابشع الحملات العسكرية مما اضطر بني ادم منهم بدافع الجوع والمرض الى كسر المعابر بين غزة ومصر وخلقت مشكلة اخرى كانت اسرائيل تسعى اليها بين غزة ومصر لولا الحكمة وقوة المقاومة. نزفت الدماء حتى ان محمود عباس وعلى ما اذكر في بداية اذار 2008 حيث المجزرة البشعة في غزة ذهب وصحبه الى المستشفى في الضفة للتبرع بالدم .

 

هكذا نظرالاطفال والناشئة والشباب ودفعوا دفعا للقتال وبدلا من تضع الحرب اوزارها ونتخلص من لغة الرصاص ويكون الحوار وثقافة السلام بديلا عنها تضاعف الخيار الناري بسبب الضغط الاسرائيلي والانحراف المعياري الكبير للقرار الامريكي.

 

انهم وباعتراف كل المختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية والسياسية يدفعون الانسان الى السلاح والى القتل والدماء ونحن وبحيادا كامل يفرض علينا عملنا في ميدان حقوق الانسان واعادة النظر في هذه الاجندات وان تراعي مصلحة الانسان اولا ليس في الشرق فقط وانما في كل انحاء العالم .

 

3-  لبنان وحزب الله : لا احد يغفل النسيج الاجتماعي الفسيفسائي الذي يكون المجتمع اللبناني ولا يستطيع مختص او كاتب غض النظر عن حزمة الولاءات والانتماءات السياسية لهذا وذاك خارج الحدود اللبنانية وكان اغتيال المرحوم رفيق الحريري بركان فجر لبنان وجعل فيها الحراك اللبناني مشوبا بالخطر قد يكون هذا الاغتيال للبنان بمثابة احداث 11 سبتمبر لأمريكا قام بالخطر وأقعدها وخلق اصطفافات متعددة وتيارات شتى وانقسامات هنا وهناك ودخل الاتحاد الاوربي بالضوء الاخضر الامريكي وحدثت الحرب في جنوب لبنان عام 2006 وهزمت اسرائيل وجيشها الذي يعد رابع جيش في العالم على يد المقاومة اللبنانية وتوجهة الانظار صوب سوريا وايران وحدث ما حدث  وصنف حزب الله ارهابيا ووضع على قائمة الارهاب ودخلت قوات (اليونوفيل ) واغتيل احد اعمدة المقاومة عماد مغنية وصرح حسن نصر الله بان الحرب اصبحت مفتوحة بين حزب الله واسرائيل ويعني بهذا الاختيار الزمان والمكان ولم تعد للجغرافية بصمة في الصراع والتي كانت محددة في جنوب لبنان ودخلت البارجة الامريكية (كول ) ووقفت مقابل السواحل اللبنانية (انه سيناريو معد مسبقا ) سيناريوا طبول الحرب والارهاب واشعال الحرب الشرق اوسطية هذا ما نؤكد عليه في عملية المعايير وضرورة التوازن في القرارات فاي كان الاصطفاف هنا او هناك لا يستفز ولا يقصى لان ذلك يؤدي الى الاحتقان السياسي ثم حدوث تخندقات تفرض نفسها لتوافق المصالح ثم اقتتال وهدم وهذا ما نرفضه في اي مكان في الارض .

 

المتابع والمهتم في الدراسات الاستراتيجية يستطيع ان يوجه اصابع الاتهام الى الدول العظمى المهتمة بالشأن الشرق الاوسطي وان هذه الدول تعمل على اتساع رقعة الارهاب او التطرف او استمرار الصراع الدموي وتؤكد الدراسات بأنها وبنفس الوقت قادرة على التهدئة وعلى تحجيم الإرهاب وتقليص دائرته وكذلك الحد من التطرف اذا ما التزمت بحقوق الإنسان وبهذا تعمل على تصدع العقيدة الإرهابية اذا ما التزمت بالتوازن المعقول في العمل السياسي والمواقف المعتدلة والمتوازنة والإيمان بحقوق الجميع بشكل متساوي ومتوازن والاعتراف بحجم المعاناة والشعور بالم الضحايا وهي تساند الجناة وترسل المعونات والإمدادات وشعب يجوع ويقتل شعب يحاصر ويباع بصمت من المجتمع الدولي ومن يتصدر هذا المجتمع ويملك وسائل القوة ويساند الجلاد فماذا ننتظر من ذوي الضحايا او ممن يحملون نفس الفكر والانتماء غير تحولهم الى التطرف والعنف اوالى الارهاب حيث يرون ان لا خلاص لهم ولا قدرة لهم ولا طريق لهم سواه .

في 6-7 /3/2008 تزور المستشارة الالمانية ميركل اسرائيل وتصرح بان المانيا مع اسرائيل وانها لن تتخلى ابدا عنها فسر التصريح من قبل الجماعات الاخرى والتي تخوض حرب مع اسرائيل بانه تصريح غير عادل ابدا وان المانيا عدوة لهم وان المستشارة ايضا تعاني من عقدة ما يسمى (الهليكوست ) وعليها ان تدفع ضريبة ما اقترفه اجدادها كما يدفعه الشعب الالماني هذه هي الازدواجية في المعايير التي تعمل على اتساع رقعة الارهاب والتطرف وديمومة الصراع .

الطرف الاخر يرد ويعبر عن استنكاره لما نشر في الصحيفة الدنيماركية عن نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم , هو نبي ورسول وله كتاب معترف به ويدين بديانته بحدود مليار ونصف في العالم تنهجم على شخصه وذاته صحيفة دنماركية برسوم كاركاتيرية تستفز اتباعه وعندما تناقش هذه المسالة الرد يحدد بحريته التعبير وحرية الصحافة في الغرب وحرية النشر غير اننا لم نلمس هذه الحقيقة التي يدعونها عندما يحاكم عالم ينكر محرقة الهيلكوست في المانيا ايام هتلر ويحكم عليه بالسجن اذن اين حرية التعبير يوما قامت الدنيا وقعدت في الغرب بسبب رفض طالبان ايام حكمها لافغانستان – نقل او بيع تماثيل بوذا التي عثر عليها خلال حفريات في احدى المناطق هناك ثم ضربت طالبان هذه التماثيل بالمدافع وهذا خطأ  تاريخي لان هذه التماثيل من الاثار الحضارية التاريخية هاجمت الصحافة والاعلام الغربي والمؤسسات الرسمية والغير رسمية هذا العمل وادانته بشدة واستمر الهجوم طويلا لا من اجل الاثار والتاريخ ولكن اعتبار هذا العمل قد جرح مشاعر الانسان في حرية التعبير والعبادة بالنسبة للبوذيين ووجه انتهاك لديانتهم ورمزها (بوذا ) .

المسلمون يتذكرون ذلك جيدا ويقولون بان المساس برسولهم ودينهم مختلف جدا وانه حرية تعبير وهكذا تعمل القوى المسيطرة على العالم في ازدواجية المعايير على انماء واتساع عقيدة الارهاب وهذه الاعمال تستغل من قبلهم استغلالا حسنا في استقطاب الكثير اليهم وهنا نقصد اتساع دائرة الارهاب .

خذ العامل الاقتصادي وما تعانية دول كثيرة من الجوع والكثير منهم يعيش تحت خط الفقر وما يتركه هذا الوضع من اثر نفسي يدفع الى اضطرابات نفسية وعقلية ماذا ننتظر منهم ومن المسؤول ؟ نعيش هذه الايام ازمة في مصر شعب بحدود 80 مليون نسمة وجدت عندهم ازمة سميت اعلاميا (ازمة رغيف الخبز ) الجميع اخذ ينادي ان سبب ذلك هو التوجه الاقتصادي الحر (اقتصاد السوق ) استغل الاسلاميون ما حدث واخذت تتسع دائرة ما يسمى (الاسلام هو الحل ) واطراف اخرى تنادي بعودة (دولة الخلافة ) لا نريد ان نخوض اكثر في هذا المخاض فكل الدارسين والمهتمين في العلوم الاجتماعية والسياسية والإستراتيجية تؤكد ان الولايات المتحدة والغرب يدفع الشرق الى التطرف وهو المسئول عن اتساع دائرة الارهاب هذا ليس مستمدا من اجندة خاصة او معادية وانما من اجندات دراسية كثيرة موضوعية وواقعية همها الاول هو خلاص الانسان والقضاء على الارهاب وترى في مجمل هذه الاجندات السياسية ما يعطل ويعثر اقلامنا التي تريد ان تهد وتهدم الاسس التحتية للارهاب وعقيدته .

ان الذاكرة خطرة جدا في تاريخ الشعوب او الجماعات وقد تعمل على اثارة كثير من الضغائن وعدم العفو اذا ما استفزت لقد كانت معاناة شعب فلسطين شديدة جدا  لما يزيد على ستين عام ان الألم يعتصرهم دوما وعلى قيادة المجتمع الدولي الرسمي ان يخفف من هذه المعاناة وان يعمل على امتصاص حالة الألم وهم يعيشون أزمة الحالة النعاسية والتي تسمى احساس السقوط , وهذا الإحساس توالت عليه عقود من الزمن دون ضماد او مواساة وهم يرون يوم الاثنين 17/3/2008 المستشارة الالمانية (ميركل ) تزور النصب التذكاري للمحرقة في اسرائيل نصب (ياد فاشيم) وتضع عليه اكليل من الزهور . الذاكرة تكون مؤلمة جدا في مثل هذا العمل او غيره وهم لا يعترفون بأي ممن قبر برصاص اسرائيل لا شهيدا ولا بطلا بل ارهابيا هذا مبعث ودافع للتطرف واستفزاز الذاكرة بكل اوجاعها وآلامها عبر عقود الاجيال .

لذا يجب التاكيد على بوصلة الاداء السياسي وعدم حذف حقوق الانسان وطمسها بشكل يوحي ان لا عدالة ولا سياقات سياسية متوازنة بنسبة عشر بالمائة على الاقل .

لا نريد الاستطراد وضرب الأمثال الكثيرة التي تدل على إسقاط معادلة الموازنة وتدفع الناس الى الاحباط واليأس فتنشط جماعات متطرفة وبأسماء متعددة تعمل على جذب اكبر عدد ممكن من النشطاء في هذا المجال , ان الوضع المأساوي في كثير من الدول في عالمنا ومحيطنا يصب في إضافات مناخية للارهاب والقاعدة وأخيرا لا نعلم ان كان محاربة الارهاب حقيقة ام تظليل ونحن نرى ان هناك اختلاطات فكرية ورؤى ضبابية وثقافات تنشط بجرعات مختلفة وأخرى تختزل .