الصوم عن القتل |
يتباهى المسلمون بالصوم هذا الركن المهم من العبادات التي تهذب الروح والجسد معا من اجل الرقي بالروح وتخليصها من الشهوات الجسدية التي دنستها وهو ممارسة إيمانية تدعونا للتأمل في فلسفة الخلق والخالق والمخلوق والعلاقة الأزلية في هذه التركيبة العئلاقية المتواصلة ,ولكن هذا التباهي في الوقت الحاضر غطت عليه صور الشقاق والنفاق وفتاوى تكفير وتخطئة الأخر ومحاولة تسيقطه في سجالات لمراجعة التاريخ الماضي المدمي وفي خضم هذا الواقع المر تنتهك حرمات الأمة ويعيش إنسانها الذل والعوز والحرمان والقهر والجهل والمرض ومحاولة تجريده من أدميته وإنسانيته في فتأوي لم ينزل الله بها من سلطان,إن عدم إيجاد مشتركات تجمع المسلمين سوى الحج الصوري لوحدة المكان والمشاعر والمواقيت الشرعية ورغم ذلك تبرز في الحج مفردات خطابية لتكفير من يطوف معهم حول الكعبة وهو يحاول إن يتحاسب مع الرب في مسيرة حياته من أخطاء وسيئات عاشها عبر الاعتراف بالوحدانية المطلقة والعبودية الاختيارية للخالق وفي خضم هذا الجو الإيماني نرى هنالك من يختلق الشقاق والنفاق. إن ما يعانيه المسلمين الان مع معارك دموية فيما بينهم تحت كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله من فضائع في القتل الدموي ونبش القبور واكل الأجساد الميتة وقطع الرؤوس واغتصاب النساء والأطفال والتباهي بها على مواقع الاتصال الاجتماعي هي كارثة حقيقة في ماهية عدم الفهم الحقيقي لهذه الرسالة الإسلامية السمحاء التي خرج بها يتيم مكة وراعي أغنامها الذي كانوا ينادوه قبل الرسالة بالصادق الأمين انه معلم التسامح الأزلي أبو الزهراء محمد صلوات الله وملائكته عليه وعلى اله الأطهار التسامح في نسيان عذاب قريش وتسفيههم للرسالة فكان العفؤ عنوانه في فتح مكة والعفؤ والإخوة والتوصية بالأقباط في رسالته إلى مقوقس مصر وزواجه من أم المؤمنين ماريه القبطية أنها رسائل للخلف في التسامح إن العفؤ عن قاتل عمه واكلة الأكباد في فتح مكة رسالة عظيمة يجب إن نتوقف عندها جليا في إعادة التفكير في الفتاوى التكفيرية المقبوضة الثمن سلفا من الماسونية العالمية . ان الدم الجاري في العراق وسوريا ومصر والبحرين وليبيا والجزائر واليمن وباكستان وأفغانستان هو وصمة عار في جبين الإسلام السياسي الخاطئ الذي أقيم على أفكار مهدمة ومفرقة للأمة علينا يجب إن نعيد فهمنا للإسلام الفعلي وليس الصوري المبني على التمثيل إمام الناس و النساء والرياء إن رسالة الرسول صلى لله وملائكته عليه وعلى الله المسلم من سلم الناس من يده ولسانه وقلبه انه دعوة للحب الإنساني والتواصل ...... هل علينا إن نضيف على صيغة الأذان الإسلامي حي على الحب والتسامح والإخوة هل يجب إن ينادي المؤذن لا قتل لأخيك المسلم أو الذمي المسيحي أو اليهودي او الصابئي أو اليزيدي الذي يربطك به عهد الجيرة والوطن والدستور بما يسمى المواطنة , وهكذا سار الخليفة العادل عمر بن الخطاب على اثر معلمه معلم الأمة حبيبنا محمد (صلهعم) وهو يقطع الصحراء على بعير له ليستلم مفاتيح كنيسة القيامة في القدس ويصلي خارجها للائلئ يأتي يوم على المتاجرين بالإسلام ويبنون مسجدا فوق الكنيسة وهكذا أيضا سار إمام المتقين أبو الحسن عليه السلام على نفس الخطى المحمدي وهو يسير في أسواق الكوفة ويشاهد مسيحيا عجوزا يستجدي الطعام فيلتفت إلى جندب مالك يا جندب لا تعطيه من بيت مال المسلمين إلا يستحق العطاء نعم انه يستحقه وهو يردد اتخذتموهم لحما وترمونهم عظاما انه ميزان العدل في المساواة الإنسانية والمؤاخاة إن لم يكن لك نظيرا في الدين فهو نظيرك في الخلق انه الشعار الإنساني في المساواة الذي انطلق من الكوفة بلسان الحق أي سبب وأي طريق يستنبط منه تجار الدين والدم في القتل المباح في فتاواهم السمجة المغرفة التي ضيعوا فيها حقوق الأمة ابعد هذا يجب إن نرفع شعارا إسلاميا جديدا هو إنسانيا بحتا انه الصوم عن القتل الصوم عن الدماء نعم للحوار الطويل المستند على الضوابط التشريعية والدستورية في إثبات الحق وطرد من يتاجر بدمائنا لنصوم عن القتل والرياء والنفاق وحديث الشقاق هو الصوم الحقيقي الذي أراده الله بكتبه السماوية وعن طريق أنبيائه جميعا لبناء وأعمار الأرض حتى تكون جنة تحتوي أحلامنا وأمالنا...... |