صبحكم الله بالسلامة فقد تكون في طريقك عبوة ناسفة زرعت قرب الرصيف ، أو عبوة لاصقة تحت بنيد السيارة التي تستقلها ، أو سيارة مفخخة أعدت خصيصا لأحد المسؤولين لكن توقعات برجك هذا اليوم أثرت على حركة نبتون الذي أقترب من زحل وأدى الى أنفجارها قرب عربانة بائع الفلافل الذي تتناول فطورك الصباحي بالقرب منه .
أو أن هناك من يتابعك ليس على تويتر ، أنما على الخط السريع بسيارات رباعية الدفع لينقضوا عليك قرب أقرب سيطرة عسكرية بالمسدسات الكاتمة وينهوا مسلسل أوجاعك اليومية دون أي رد فعل من القوات الأمنية.
عجيب أمر هذه المفخخات التي باتت تنفجر بالجملة لماذا لا تنفجر يوما على أحد القرود التي تتراقص يوميا على شاشات الفضائيات وتخلص العباد منهم ، لماذا تنفجر على عمال النظافة وعمال البناء والطلاب والفقراء والمساكين والتعبانين من شظف العيش وتحصد أرواحهم حصدا ؟
لم يتبق وقتا للكلام ، فلا فائدة من التصريحات والشجب والاستنكار ، فالكرة اليوم أصبحت في ملعب أصحاب العمائم السوداء والبيضاء فأنهم أولا وأخيرا القادرون على وضع النقاط على الحروف بدل صمتهم المطبق على قتل العراقيين بالجملة ، وهم وحدهم المسؤولون أمام رب العزة والجلالة عن كل قطرة دم تسكب على أسفلت شوارع العراق .
فيا آيات الله العظمى والصغرى ، ويا سماحة السادة وفضيلة المشايخ قدس سركم وعلنكم ، أرفعوا سجادات الصلاة ونحوا التربة الحسينية جانبا فالوقت ليس وقت صلاة ولا دعاء ، فلن يتقبل الله منكم أعمالكم ما دام هناك دم مسفوح على أرض الأنبياء والأولياء ، وما دامت هناك فتنة أشتعل فتيلها لن تبقي ولن تذر شيئا على أرض السواد ، أرفعوا عمائمكم من على رؤوسكم ولا تردوها ألا وأرض علي والنعمان تنعم بالأمن والسلام وألا فأن كل واحد منكم هو شيطان أخرس يستحق الرجم بالحجارة لا أن يقتدى به .
أخرجوا الى الناس بدل أنزوائكم في جحوركم المظلمة لأن أساس الدين المعاملة والتفاعل مع البشر ، أرشدوا أصحاب الضلالة أن عليا والحسين والصادق والهادي لم يذبحوا سنيا لأنه سني خالفهم الرأي ولم يتبع ولايتهم ، ولم يشهر أبا بكر وعمر وعثمان سيوفهم ويحصد أرواح مريدي علي بن أبي طالب لأنه رفض بيعتهم .
أجعلوا من منابركم مدارس للوحدة ورص الصفوف وقبول الاخر والأندماج معه بشكل يضمن سلامة الخلق أجمعين .
وألا فأن يومكم بات قاب قوسين أو أدنى ، فأنها لو أشتعلت ستحصد الأخضر واليابس وستحيل أرض الرافدين الى سواد ودمار وحريق ، وسوف لن يفلت منها أحدا .
فأن لم تفتوا بوحدتنا ... أفتونا بالجهاد ضد الأخر كي نحرقها على رؤوسنا ورؤوسكم ونرتاح ...
أودعناكم أغاتي
|