أخلقة القتل

 

الأغلبية الساحقة من العراقيين يؤمنون بالطائفية ولديهم حقد طائفي بغيض بشكل يتعارض مع أبسط مقومات حقوق الإنسان , إن الطائفيين يمتازون بعقل مريض هذا العقل شغله الشاغل وهمه الحقيقي هو معرفة طائفة الآخر وهم "لايستحون "على أنفسهم عندما يسألون سؤالهم التقليدي " إنت منين " وهي إشارة الى الآخر تسأله عن أية طائفة ينتمي

هذه العقلية الطائفية تساهم منذ أكثر من 10 سنوات في تدمير العراق وأسهمت مساهمة كبيرة في إعادته الى العصور الحجرية وبات لايقاس إلابقندهار والصومال والدول المتخلفة , مظاهر التخلف والإنحطاط والفساد ونهب البلد لاتعيرلها العقول الطائفية أية أهمية تذكر وباتت هذه المظاهر مغطاة بغطاء طائفي

إستمرالطائفيون بأفعالهم الشنيعة حتى إنعكست على الوعي الجمعي للشعب وأصبح القتل من الأعمال الأخلاقية للسياسيين وباتت شعبية السياسي مرهونة بمدى قتله للشعب بشرط أن تكون الضحايا من الطائفة الأخرى لطائفة هذا السياسي

الأغلبية العظمى من الشعب تطالب سياسييها بشن هجوم ساحق على أبناء الطائفة الأخرى ومحيها من الوجود , الجميع يلقي باللائمة على الطائفة الأخرى وأصبح الكل يتشفى بالكل ووصل الأمر بهم الى السؤال عن هوية الشهداء والمغدورين فإذا كان الشهداء من الشيعة تبسموا السنة وإذا كان الشهداء من السنة تبسموا الشيعة !!! لم يعد الشعب يدين القتل لأنه قتل بل أصبح يدين تفجير هنا ويرحب بتفجير هناك !!!

إنها الحقيقة المرة التي يجب أن تكشف وعلينا الوقوف بوجهها وإدانتها ولكننا من نحن كي نستطع الوقوف بوجهها وهي أصبحت واقعا عراقيا أخلاقيا ؟ وباتت مدعومة من أكبر الدول ؟وأصبحت عرفا دستوريا ؟ من الذي يقف معنا لنجهضها ؟ من بقيّ بلا طائفية ؟

هذه المسؤولية يجب أن تقوم بها طبقة " النخبة " فأين نجد هذه النخبة ؟ نخبنا اليوم مشغولة في أخلقة الصراع الطائفي وأخلقة القتل وباتت في قصور مشيدة ومحمية بدعاة القتل الطائفي , لدينا إعلام يدعم قتلة من هذا الجانب يقابله إعلام يدعم أولئك القتلة على الجانب الآخر
في ظل هذه الوجوه المتصدية لأخلقة القتل لايمكن أن تقوم قائمة للعراق وسوف ينزلق البلد الى منزلقات خطيرة جداً لايمكن التخلص منها ونحن كفقراء الشعب نكون ضحية حرب نتيجة تخلفنا وعدم إدراكنا للمخططات التي تحاك لنا من قبل دعاة الطائفية والقتل.