لماذا نكتب..!! |
طالما يتصل بي صديق محفزا للكتابة كوني متابعا كأي متابع عراقي محب لبلده ويتطلع نحو مزيد من الاستقرار والخير لبلده..أكتب عن أيّ باب أو موضوع فكلها مهمة والوطن بحاجة للنهوض في كافة مؤسساته ومرافقه وميادينه..المتابع يكاد يقرأ مقالات الكُتّاب من خلال عناوينها ولا يتعب نفسه ويصرف وقته بين سطورها.. المشكلة في مدى الاستجابة لتلك الكتابات وتفاعل المؤسسات والقائمون عليها مع تلك الكتابات وليعتبروها كأي طلب من مواطن واجب الاجابة عليه..للاسف أعتدنا منهم الاذن الطرشة وكأن هذه الكتابات عن مؤسسات غير مؤسساتهم ولبلدان غير بلدانهم فلا ترى منهم حتى التفاتة باهتة أو تعليق ساخر.. ظننت مرارا أنهم مشغولون ولا وقت لهم للقراءة والله يكون في عونهم فالشغل يأخذهم حتى عن قراءة ما يكتبه المواطنون من هموم بل وما يطرحوا من أفكار تصلهم مجانا وهم في مكاتبهم جالسون, لكني تعرفت على وزراء قرأوا مقالاتنا وتفاعلوا بداية الامر معها لكن تراكم المتطلبات وتزاحمها من حيث الاولويات تجعلها تتداخل ببعضها فتعيق حركتها فتقف كلها دون حراك بأنتظار التنظيم والتنسيق وهذا يحتاج الى همة عالية وجهد منظّم وخبرة عالية بالضبط كحركة المرور في الشوارع والتقاطعات حيث تجدها وقت الذروة تتصادم المركبات متنافسة أيها يسبق الآخر في المرور وبالتالي كلها تتوقف بأنتظار اليد المنظمة الخبيرة الواعية ليس إلاّ. زمان يوم كانت الدوائر الحكومية تعمل كالساعة والمقالة التي تُنشر لها وقعها ولها من يتابعها غالبا ما كانت تأتي ثمارها عاجلا.. أذكرمنها ما نشرته عام 1973 في إحدى الصحف عن غبنٍ أصابني من مديرية البعثات في وزارة التربية فلم تمضي أسابيع قلائل إلاّ ويُستعاد لي حقي وأستمتع به ولكن ذلك الموقف لم يمر مر الكرام بل حوسبت عليه في لقاء عام 1983! ومع ذلك ,بهذا تحس أن هناك من يقرأ وهناك من يتابع وتحس أن هناك دولة وهناك قانون. |