لحل ازمة السكن طبقوا ما فعله عبد الكريم قاسم

 

قبل انتفاضة عبد الكريم قاسم في 14 تموز 1958 لم يكن العراقيون في بغداد خاصة يملكون بيوتا او منازل انما ذلك كان مقصورا على البغداديين القدامى وكان ندرة من يملكون الحجة السوداء الطابو،  وهؤلاء توارثوها عن ابائهم واجدادهم امابقية عباد الله فكانوا يسكنون الصرائف خلف السدة والميزرة والشاكرية في كرادة مريم وخان حجي محسن في الكسرة وغيرها او في ااحسن الاحوال ناجير غرقة في محلات بغداد القديمة ولكن الرجل الوطني الذي ازاح طاغوت الحكم الملكي واعوانه الاقطاعيين وحكم العوائل المتنفذة  عبد الكريم قاسم رحمه الله سرعان ماشمر عن ساعديه وجلب المهندسين والمساحين وخرج الى خارج حدود بغداد القديمة التي كانت حدودها تمتد في الرصافة من نهر دجلة الى حدود المجمع العلمي العراقي الان او الخط السريع الذي كان السدة الشرقية  وما وراءة كانت اراضي يملكها عدد قليل من الملاك من بقايا العثمانيين واليهود امثال حكمت سليمان  رئيس وزراء العراق سابقا وعائلة الاورفلي التركية وعائلة ساسون حسقيل اليهودية وقام الزعيم بشراء هذه الاراضي من اصحابها وكان بامكانه  ان يستولي عليها دون مقابل لكن انسانيته ابت ذلك  وقام بتكليف الدوائر المختصة بفرزها الى قطع صغيرة لا تتجاوز 600 او 300 مترمربع  وقام بتوزيعها على صغار الموظفين والكسبة وصغار التجار واصحاب المهن  بواسطة جمعيات اسكان تاسست في كل دائرة حكومية او نقابة من دوائر الدولة لذلك اصبحت احياء بغداد الحالية تسمى بمسميات الدوائر كحي المعلمين وحي الصناعة وحي البنوك وهكذا اسنطاع ان يؤسس لبغداد جديدة ومنسقة واحياء تمتاز بالخصوصية المهنية واسس لحياة كريمة ثم اسس البنك العقاري الذي باشر بتسليف الموظفين قروضا ميسرة بفوائد بسيطة وكذلك جمعيات الاسكان كانت ترفد المصرف العقاري بقروض مساعدة وهكذا لم تمضي فترة اربع سنوات من حكمه العادل حتى تغيرت البنية الاجتماعية في بغداد والمحافظات رغم امكانيات العرق المتواضعة  انذاك ومحاربة نهج الزعيم من قوى الشر ووقوفهم ضده . هذه الامور حصلت لتوفر النية الصادقة للتغيير فلقد قامت حكومة الزعيم الشهيد بعمل جبار رغم فترتها التي لم تتجاوز الاربع سنوات ونصف السنة  وغيرت بنية اجتماعية وكسرت احتكار التملك الذي كان مقتصرا على فئة ضيقة ويمكن ان نستعرض الاحياء التي اوجدها عبد الكريم قاسم وذكرها للاجيال التي لم تعاصر حكمه او التي لم تعرف شيئا عنه وهذه الاحياء في جانب الرصافة هي حي الثورة مدينة الصدر حاليا المشتل البلديا ت نعيرية وكيارة هي المعلمين في المشتل ، زيونة للضباط حي 14 تموز الذي هو شارع فلسطين حي القاهرة حي البنوك وحي الشعب وفي الكرخ حي اليرموك والشرطة والاسكان وحي العامل وحي العدل وحي الخضراء  والدورة ،  وعمل نفس الشيء في كل المحافظات من الجنوب الى الشمال وانصف الفلاحين بتوزيع الاراضي الزراعية عليهم ،  وانا هنا لا اريد ان ادافع عن الوعيم الوطني الذي اغتالته الايدي المجرمة من البعثيين وهي نفس الايادي  المجرمة التي تناصب  العداء للعملية الديمقراطية الناشئة في العراق لانهم يعادون كل عمل خير ولا يستطيعون العيش الا في اجواء مظلمة اجرامية  وهنا لابد ان نستنهض الخيرين بان يستلهموا من تجربة الزعيم عبد الكريم العبر وان ينهجوا خطا مثمرا وجديا للقضاء على مشكلة السكن وذلك من خلال بناء المجمعات السكنية بواسطة الجمعيات الاسكانية التي يجب ان تؤسس في كل دائرة على سبيل المثال لا الحصر تؤسس جمعية بناء المساكن في وزارة التربية او الصحة او الصناعة تقوم بحصر موظفيها الذين لا يملكون وحدات سكنية من صغار موظفيها ومن ثم تحصل على مساحة ارض في بقعة من بغداد وهذا ليس صعبا وتقوم بالاتفاق مع شركات بناء متخصصة ببناء الوحدات السكنية العمودية وهي الافضل والانجع في الوقت الحاضر، ثم تقوم الجمعية بالاتفاق مع احد البنوك لدفع سعر الوحدة السكنية للشركة واستحصاها من راتب الموظف بفائدة معقولة لا ترهق ميزانية الموظف وتقوم الجمعية كوسيط بين شركة البناء والمصرف والموظف لتسهيل عملية الدفع ومراقبة العمل وتسليم الوحدات  السكنية بازمنها المحددة وتكون الجمعية الاسكانية هي المسئولة المباشرة امام الحكومة عند حصول اي خلل او تاخير وهكذا سيتم بناء الاف الوحدات السكني دون ان تكلف الدولة لان الموظف هو من سيدفع ثمن الوحدة السكنية بالتقسيط المريح وتكون الجمعية هي الراعية لكل هذا الحراك ولاتشغل الدولة وتلهيها عن اعمالها وبذلك نتمكن من القضاء على مشكلة السكن وهناك ملاحظو مهمة وهي ان تكون المواقع قريبة الى حد ما لا نائية لايمكن الوصول اليها  وهناك اراض تكفي لاسكان كل اهل بغداد منها مثلا مطار المثنى الذي تريد الدولة استغلاله ببناء بناية للبرلمان علما ان بناية البرلمان الحالية تفي بالغرض وكذلك معسكر الرشيد ومعسكر حماد شهاب فرب الحسينية وجانبي قناة الجيش . والله الموفق ..