إلى دولة الرئيس.. |
بعد مايزيد من ثماني سنوات من تسنم دولة رئيس الوزراء صفة المسؤول الأول في السلطة التنفيذية، وبعد حرب ضروس مع الإرهاب؛ بمساعدة الإصدقاء والأقرباء والجيران، يكتشف دولته أن البعث الصدامي هو السبب في كل مايجري في العراق، في الوقت الذي يعج مكتب القائد العام للقوات المسلحة بعدد لا يستهان به من البعثيين والصداميين، وفيهم من هو مشمول بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة، ولكنه بقوة رئاسة الوزراء أعفي من تلك الإجراءات. لسنا في وارد أن نقلب الأوجاع على الآخرين ممن يتمتع بمزايا المنصب الذي يشغله، فبين البعثيين من يقوم بعمله بأفضل صورة، الأمر الذي يعنينا هو تبديل القيادات الأمنية في كل مرة يتدهور فيها الوضع الأمني. المعروف في السياقات العادية في تبديل القطعات العسكرية والقادة العسكريين، أنك تستبدلها لأنها لم تقم بعملها على الوجه الصحيح، فيتم إخلاءها الى أماكن تدريب لإعادة روحية العمل القتالي الجاد إليها، وهكذا ينطبق المثل على بقية التبديلات، لكن أن يقوم القائد العام تبديل القيادات الأمنية على أساس أن الذي في قاطع الكرخ يذهب الى الرصافة، والذي في الجنوب يأتي الى الوسط فهذا هو الشيء الغير مفهوم في عملية تبديل القيادات، لأنك يادولة الرئيس عندما إستبدلتهم فلأنهم لم يكونوا أكفاء في المواقع التي تم إختيارهم لها، وبالتالي فإنهم يستحقون العقوبة وليس النقل الى أماكن سيفشلون في حفظ الأمن فيها. قيل الكثير عن أجهزة كشف المتفجرات التي تستخدمها القوات الأمنية للكشف عن.. والتي منذ أن تم إستخدامها للمرة الأولى قالوا بأنها فاشلة ولم تؤدي الغرض الذي من أجله تم التعاقد على شرائها، حتى أن المسؤول عن الشركة المصنعة تمت محاكمته في بلده المملكة المتحدة، ونحن المتضررين من هذا لم نقم ولو بمحاولة لذر الرماد على العيون بمحاكمة المسؤولين عن هذه الصفقة، بل مازلنا نتمادى في غينا ونستخدم تلك الأجهزة للكشف عن.. والمصيبة أن دولته في كل مرة يقوم بتدبيل القيادات الأمنية، يقع وزر هذا التبديل على المواطن الذي لا حول له ولا قوة؛ فتنشط السيطرات بالتفتيش عن اللا شيء باللاشيء، فإذا أردت أن تصل الى دائرتك في قلب بغداد وأنت الذي لا يبعد بيتك عن دائرتك في أحسن الأحوال اكثر من خمسة عشرة دقيقة فعليك أن تخرج من بيتك متوكلا على الله في الساعة السادسة صباحا لتصل إليها في التاسعة صباحا وعندما تخرج ففي أحسن الأحوال ستصل في الرابعة عصرا، هذا كله بفضل التغييرات في القيادات الأمنية. إن المشكلة يادولة الرئيس لا تحل هكذا، كما أن المشكلة ليست مشكلة قيادات أمنية، إنها مشكلة عدم شعور بالمسؤولية من قبل الجميع، فالقادة الأمنيون الذين يعرفهم دولتكم، كانوا ومازالوا يعتاشون على الفضائيين والرشى التي يتقاضونها ممن هم دونهم في التدرج الوظيفي، كما أن المشكلة في ضعف الجانب الإستخباري الذي لم تعطونه الأولوية في إهتمامتكم لمعالجة الوضع الأمني المتردي. إننا عندما نتحدث الى دولة رئيس الوزراء بهذه اللهجة، فلأن قلوبنا يعصرها الألم والجوى لما يصيب أهلنا كل يوم، وبالتالي فإن أكبر خوفنا أن تضيع الإنجازات التي ضحى من اجلها الكثير من الشرفاء في هذا البلد في سبيل نيل الحرية والإنعتاق من ظلم الطغاة والجبابرة في زمن النظام البعثي المباد. فلقد ضحى شهيد المحراب ( قدس سره) وأخيه عزيز العراق، ومن قبلهما الشيخ عبد العزيز البدري والشهيدين الصدرين بأغلى مايملكون في سبيل التخلص من حكم الطاغية، وعندما يصل الشعب الى مبتغاه نجد أمورا بسيطة تحول دون إنجازات كبيرة، فتدريب عناصر الإستخبارات في دول لها باع طويل في المجال الإستخباري سيمكن البلد من تقفي أثر الإجراميين والظلاميين الذين يريدون شرا بالعراق. وأتصور ومعي الكثيرون من أبناء الشعب بأن ميزانية وزارة الدفاع والأمن الوطني والمخابرات من الضخامة والتخمة ما يمكنها أن ترسل عناصرها لمثل هكذا دورات لتعود بعدها لتمسك بزمام الأمور بيد من حديد، وليس التبديل حل ناجع يادولة الرئيس. |