الى القاضي رحيم العكيلي وداعا ايها البطل

 

 

 

 

 

بلغني هذا اليوم خبرا حزنت له كثيرا ، ألا وهو نبأ احالة الأخ القاضي رحيم العكيلي نفسه الى التقاعد.
اعتقد ان العراق اليوم قد خسر قاضيا في وقت عزّت فيه كلمة الحق، والجرأة في قول الحق.
ايها البطل…لا تحزن ابدا…
كنت عصياً عن أن تنقاد لما تريده دنياك، اذ كان همّك الدفاع عن العدل ،ولم تخف على منصبك يوما.
وليس من السهل أن نجد في سلكنا القضائي رجلا بمواصفاتك ، فكثير هم القضاة، لكنك جمعت بين تفقهك لعلم القانون والثقافة، وتجسدت في شخصيتك الأخلاق الحميدة، فكنت صاحب رسالة سامية لا يحسن فهمها الا الملم بحقيقة مواقفك النبيلة ، فكنت في عملك ذو ضمير حي , صادقا مع نفسك ومع الآخرين بعيدا عن المجاملة والمحسوبية و المنسوبية والمذهبية والطائفية والعرقية والفئوية عالما عارفا بالقانون وبروحه وبارعا فاضلا اتقنت علوم القضاء وفنونه.
فضلا من كنت باحثا رائعا في الدراسات القضائية والقانونية.
كنت أسمع عنك قبل أن ألقاك وما أروع ما سمعت منك بعد ان التقيتك ، أن خسارتنا لك قاضيا يجب أن لا تنسينا انك قد تركت مثالا مهما في قوة الكلمة ورفض التزلف و بصمة واضحة في قراراتك الجريئة في أصعب الظروف التي لا تخفى على احد بهدف تحقيق العدالة والإنصاف في الأحكام , و مكافحة الفساد و الأكثر من ذلك ما اتصفت به من سعة الصدر والتواضع وحلم كبير وهذه من أهم صفات القاضي العادل.
ارتاح ايها البطل ….
انك خرجت من القضاء مرفوع الرأس وضمير مرتاح ومشهود لك بالنزاهة وادائك بالقمة……
واخيرا وبكل حب وإجلال اقدم لك باقة تقدير ووفاء…