الأردن تعتدي وتمجد صدام والعراق يعتذر

 

لا افهم الطريقة التي تدير بها الحكومة العراقية ملف العلاقات الخارجية مع دول الجوار ومع دول العالم الاخرى ولا ادري كيف سيحقق الشعب العراقي عزته وكرامته مع هكذا قراءات للاحداث ومع هكذا تنازلات وانبطاح لكل اجنبي وعربي دون التفكير ولو للحظة واحدة بكرامة شعب وسيادة دولة. قبل ايام شاهد العالم كله ما جرى من تجاوز واعتداء على سيادة بلد وكرامة شعب في حفل اقامته السفارة العراقية في العاصمة الادرنية عمان من قبل زمرة من المرتزقة الأردنيين ممن باعوا شرفهم وكرامتهم للبعث ولجرذ العوجة وحقيقة ان من يبيع كرامته وشرفه لرغد ولصدام الجرذ لا يمتلك اي شرف واي غيرة لان تاريخ وهروب الجرذ صدام لا يشرف اي انسان له كرامة وليس هذا فقط فان ما حصل من تجاوز على حفل استذكار المقابر الجماعية يمثل استهدافا مقصودا لكل المضحين والمجاهدين الذين قاوموا صدام كما ويمثل هذا الاستهتار اعتداءاً على اكثرية ابناء الشعب العراقي وعلى تجربتهم الديمقراطية وهو يندرج ضمن اجندات خارجية طائفية يراد لها النيل من تضحيات ابناء الشعب العراقي المجاهد. الشيء المحزن هو لماذا يعتذر العراق في وقت كان يجدر بالمملكة الصهيونية ان تقدم اعتذارها لابناء الشعب العراقي لانها هي من بدأت التجاوز والاعتداء وليس اعضاء السفارة الابطال الذين دافعوا عن شرفهم وعن شرف جميع العراقيين وهل اصبح العراق بهذه الدرجة من الضعف والخوف والتردد لان يقدم اعتذاره لكل من هب ودب ومتى سينال العراق احترام وتقدير الدول الكبيرة اذا كنا نعتذر للأردن على تجاوزاتها وهي لا تعدوا عن كونها امتداد لمملكة قوم لوط. اعتقد ان سياسة العراق يجب ان يعاد النظر فيها من قبل الحكومة ومن قبل وزارة الخارجية ومن قبل لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان باعتبارها ممثلة لجميع ابناء الشعب العراقي حتى لاتكون مواقف العراق خاضعة للأمزجة والمزايدات بل لابد لهذه المواقف ان تاخذ بنظر الاعتبار كرامة وسيادة البلد ولو تطلب ذلك الدخول في حروب وإراقة الدماء لانه لا قيمة لشعب ليس له كرامة ولا يحترمه حتى الجبناء. ان موقف الحكومة العراقية مرفوض وعليها ان تسحب السفير وطاقم السفارة العراقية وان تمهل طاقم السفارة الأردنية مدة زمنية محدودة لان يغادروا الأراضي العراقية ومتى ما اعتذرت المملكة للعراق وشعبه ومنعوا كلابهم من النيل من العراق ومن تجربته الديمقراطية عندها فقط يمكن التفكير في إعادة العلاقات ووفق الشروط التي يريدها العراق. ان المملكة الأردنية لن تفكر بعد اليوم في التجاوز على العراق لو تصرفت الحكومة بصورة صحيحة وأغلقت حدودها وأوقفت ضخ النفط المجاني وتوريد السلع والبضائع الاردنية وعدم استخدام موانئ المملكة لان الاردن يعرف قبل غيره ان خسارته للعراق ستكون كارثية على مستقبله القريب لان المملكة ممرا للبضائع العراقية وسوقا لتصريف بضائعها البائسة وأدويتها المتهالكة ومركزا لشركاتها البدائية ومحطة كبيرة لنهب النفط العراقي وبيعه لاسرائيل بعد ان تشتريه بابخس الأثمان تكريما للاردن على تجاوزاتها. لم يلحظ المواطن العراقي أي موقف مشرف للمملكة اتجاه العراق وتجربته الديمقراطية منذ سقوط جرذ العوجة وحتى يومنا هذا وليس منطقيا ان ترسل المملكة كلابها ومجرميها لقتل العراقيين ونحن نكافئهم وكما هو الحال بالنسبة للزرقاوي وغيره من مجرمي القاعدة وكذلك مواقف البرلمان الاردني العدائية وتمجيده للطاغية صدام وتسمية الشوارع باسمه من اجل أغاضة اكثرية ابناء الشعب العراقي ولن ينسى احدا تعامل المملكة مع ابناء الشعب العراقي وسرقة جهودهم وحقوقهم ايام كان طاغية العصر جاثما على صدور العراقيين وهذه المواقف وغيرها تحتم على المملكة دفع التعويضات وتقديم الاعتذار. نحتاج الى فلسفة جديدة في التعامل مع دول الجوار اساسها الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل وغير هذا فغير مستبعد ان تتجاوز علينا الصومال وجيبوتي وجنوب السودان كما تطاولت علينا قطر والبحرين والاردن وهذا هو منطق الوجود لان الأسد الميت يرفسه حتى الحمار.