فوضى مرتبة

 

اصبحت الفوضى سمة من سماتنا سواء شئنا ذلك ام ابينا وبدأت خيوطها العنكبوتية تلفنا من كل حدب وصوب لتضعنا في حلقة مفرغة لانستطيع من خلالها النفاذ او الخروج ولا حتى التحكم بارائنا التي شلُتها الالتفافات التي تحيط اي موضوع حتى وان كان بسيطا وغير متعمد ولكن هناك من يريد لهذة الفوضى ان تبقى وتزيد وتستمر كي يستمر هو ومن معه في ترتيب امورهم على حسابنا وكلنا نرى ونشاهد بام اعيننا تداعياتها القانلة التي انتشرت في كل مكان واصبحت جزءا لايتجزأ من حياتنا اليومية المتعبة والخائفة والمرتبكة من لحظة استيقاظنا لحين خلودنا الى النوم لانها تداخلت في جزيئات حياتنا كلها الصغيرة قبل الكبيرة ولم ولن تتوانى عن الهجوم المكثف متى ما دعت الحاجة لذلك بالرغم من محاولة العديد منا محاربتها وتحجيمها ولكننا مع الاسف نصطدم بالعراقيل التي توضع امامنا للابقاء عليها واستمرارها ونصبح كالنقطة السوداء في صفحة بيضاء..نعم..لان هناك من يرحب بالفوضى ويدعمها لغرض ما في نفس يعقوب والذي سيهرب عندما تخرب الدنيا وتضيع القيم والمبادىء والحق والعدالة واي شيء جميل تهفو اليه انفسنا وسيتركنا في فوضى الدوامة لينظر الينا من بعيد شامتا فرحانا بتخبطنا وضياعنا وهذا كله بسبب عدم وقوفنا بوجهها ومنعها من التغلغل في حياتنا من الالف الى الياء فكم من حق اصبح باطلا وكم من باطل اصبح حقا وكم هي معاناتنا في الشوارع المزدحمة الممتلئة بالفوضى والاصوات النشاز والعالية والغازات السامة وكم هي مرعبة اصوات الانفجارات وما يتبعها من فوضى وموت ودمار وخراب وحزن والآم وتشتيت عوائل وضياعها وكم هي محزنة المعاملات التي تراوح بفوضى مكانها وسط ضجيج الاسى والرشى وكم هي مؤلمة لحظات الوداع والهجرة الى المجهول للابتعاد عن صخب الفوضى والفرار منها وكم وكم من الكم من الفوضى الذي دمرت الاحلام قبل الحقيقة الواضحة وضوح الشمس مع ان البعض يحاول ويجاهد من اجل تقليلها وتنظيم الامور ولكن لاحياة لمن تنادي بل انها في ازدياد سيأخذ الاخضر بسعر اليابس لنبقى متعبين وافكارنا تائهة الى درجة ان الكثير من الناس لاتريد ان تحلم خوفا من ان يموت الحلم قبل ان تفسره والعجيب في الامر ان هذة الفوضى مرتبة بشكل يصعب علينا في احيان كثيرة تبريرها او فهم مايجري ولماذا وربما نتساءل نحن الذين اصبحنا جزءا منها بالرغم عن انوفنا عن كيفية ترتيبها وهي الفوضى التي توسم بالفوضى؟؟؟؟ويا خوفي من الوقت الذي ستأتي ولانستطيع العيش فيه من دونها بل ربما سنتخبط اذا ابتعدت هي عنا ونرفض ذلك لان العشوائية التي ستتوسع في داخلنا قبل محيطنا ستعمل على ترسيخ نفسها في كل ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والتربوية والقضائية وغيرها لن تتركنا بسهولة..ههههه وربما ستبحث عن حقها عندنا..ياللهول..اذا وصلنا الى هذة المرحلة واحببنا الظلام بدلا عن النور..ياللهول..رحمتك ربي
مع تحياتي......