أين رئيس أركان الجيش العراقي؟ |
هل يشعر احد بوجود رئيس اركان الجيش العراقي الفريق اول الركن «بابكر زيباري» اين هو؟ وماذا يفعل في هذه الاوقات العصيبة من حياة العراقيين؟ ولماذا لا نرى له حضورا من الاحداث الساخنة التي تتلاحق على العراق؟ ومتى يخرج من مخبئه ويعلن عن موقفه تجاه سلوك «المالكي» العدواني على العراقيين وخاصة في المجزرة العسكرية التي قام بها في قضاء «حويجة» لجريحة مؤخرا؟ الرجل مغيب تماما عن الساحة العسكرية العراقية، لا نجد له حسا ولا خبرا، صمت مطبق، لا احد يعلم هل هو مازال في بغداد يمارس عمله اليومي بصورة اعتيادية ام طفش هو الآخر وترك البلاد جراء سياسات «المالكي» العدوانية؟ المعروف عن هذا القائد انه كان ضابطا ملتزما و«بيشمركة» (فدائي كردي) عاش معظم حياته في الجبال يقاوم ويحارب النظام البعثي ويرفض الدكتاتورية وقد أبلى في هذا المجال بلاء حسنا، ولكن تحول هذا العسكري الصلب الى شخص فاقد للارادة، لا حول له ولا قوة امام التجاوزات القانونية للقائد العام للقوات المسلحة «المالكي» وجنرالاته «البعثيين من طائفته» الذين فرضهم على العراقيين وعينهم على رأس قيادات الفيالق والالوية والفرق العسكرية من دون الحصول على موافقة البرلمان العراقي، وذلك لضرب خصومه السياسيين، وترسيخ حكمه الطائفي الدكتاتوري.
كل هذا جرى ويجري والرجل غائب عن المشهد تماما «مريح نفسه على الآخر»، لا عقد صفقات الاسلحة مع روسيا يهمه ولا يعنيه الفساد الناجم عنه والذي تورط به مسؤولون عسكريون كبار، ولا ما يقوم به المالكي من عسكرة المجتمع العراقي وتقسيمه الى كانتونات وقيادات عمليات عسكرية، وحتى وهو يهدد بغزو اقليم كردستان واجتياح مدنه من خلال قيادة عمليات «دجلة» التي شكلها لهذا الغرض، فإنه لم يزد عن بيان مقتضب صدر من مكتبه قال فيه انه «يستبعد حدوث مصادمات بين القوات الحكومية والـ «البيشمركة الكردية»، وكذلك عندما هدد قائد القوات البرية «علي غيدان» كردستان ووصفها بالعدو وحرض الجنود عليها، فإنه قد لزم الصمت ولم ينبس ببنت شفة والمصيبة انه يمثل الاكراد ومحسوب عليهم ومن حصتهم في التقسيمات الادارية القائمة في الدولة العراقية الجديدة، ولكنه لم يخدم القضية الكردية قيد انملة، وجوده كعدمه، لا يشكل اي اهمية لأي احد، ولا يحسب له اي حساب، لا ادري لماذا سكتت عليه القيادات الكردية لحد الآن؟!! لم لم تبدله بآخر او تجبره على الاستقالة او يستقيل من تلقاء نفسه مادام لا يحل ولا يربط ولا يضيف ولايغير من الحالة القائمة شيئا، واستقالته في هذه الحالات اشرف له الف مرة من هذا الصمت المطبق الذي يشبه صمت القبور، يا ليته لم يتراجع عن الاستقالة التي قدمها عام «2005» كانت خطوة شجاعة تنم عن المسؤولية، لكنه ابى الا ان يتراجع عن موقفه، وهذا كان خطأ جسيما ارتكبه بحق القضية الكردية اولا وبحق العراقيين ثانيا وبحق نفسه ثالثا، فالمعروف ان المستقيل عندما يشعر بانه قد اصبح عبأ على الحالة القائمة ولا يضيف اليها شيئا او يرى بانه قد اصبح اداة لتنفيذ اوامر او اهداف وسياسات معينة لا تصب في مصلحة الشعب، فانه يقوم بتقديم استقالته، والاستقالة عادة سياسية حضارية دارجة في المجتمعات الديمقراطية الراقية تنم عن شعور عال بالمسؤولية تجاه الاحداث الجارية او الاوضاع القائمة.. اذا اردنا ان نبني مجتمعا صحيا وسليما وخاليا من الفساد والمفسدين، قادرا على مواكبة العصر، علينا ان نرسخ ثقافة الاستقالة فيه وعند افراده ولدى زعمائه السياسيين والاداريين بصورة خاصة. |