الحذار من صوملة العراق

 

تصاعدت في الفترة الاخيرة لغة التخاطب والتفاهم بين السيدين المالكي والنجيفي , في نبرة حادة من الخلاف والتشنج , وتبادل التصريحات الاستفزازية , التي تنم عن الشرخ الكبير في العلاقة والثقة واسلوب التعامل , الى حد التراشق الاعلامي المتبادل , بقائمة طويلة من الاتهامات الخطيرة , التي خرجت عن ضبط الاعصاب وقواعد التعامل بين من هم يمثلون اعلى الهرم في الدولة العراقية , أن هذا التصاعد الخطير يقطع كل جسور التواصل والتفاهم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية , بمعنى انحراف عن الطريق السليم بين اهم سلطتين في الدولة , وحين يختار طريق المناكفات ومهاترات والنزاعات السياسية العقيمة , فتكون المصيبة والبلاء اعظم , فان هذا الشرخ والخصام والتنازع يؤثر بشكل مباشر على تدهور الاوضاع الامنية والسياسية , وان هذا التراشق العدائي , لن يحل مشاكل وازمات التي يعاني منها البلاد , , بل يساعد بشكل فعال في تأجيج النعرات الطائفية وتسميم المناخ السياسي بالتخندق والاحتقان , , وان من الحالات السلبية التي تزيد من تفاقم النزاع السياسي , بان كل طرف متعنت ومتزمت ومتشبث بمواقفه السياسية , دون حلحلة او مرونة تقتضيها مصالح الشعب والوطن , وما يزيد هواجس القلق والخوف , من ان تخرج هذه النزاعات والخلافات والتخاصم السياسي , عن طوره السلمي الى طور اكثر خطورة , وذلك بالتصعيد الخطير , وبالتالي ياتي دور لعلعة الرصاص والسيارات المفخفخة والعبوات الناسفة في مناطق ونفوذ الطرفين , وجر البلاد الى اتون الحرب الاهلية او العنف الطائفي , بمعنى اخر جر البلاد الى مقصلة الاعدام , ان من المؤسف والمحزن الذي يثير الغضب والسخط , بان السيدين المالكي والنجيفي , قد ظهرا للعيان والرأي العام في الداخل والخارج بشكل لا يقبل الشك والجدل , باعتبار يقودان ( السلطة التنفيذية والتشريعية ) غير مؤهلان او جديران بالثقة لقيادة دولة تطمح الى نشر الامن والاستقرار واحترام حقوق المواطن , واحترام القانون والدستور والتعامل الديموقراطي , في مواجهة مشاكل البلاد من اجل العبور الى شاطئ الامان , بل انهما من خلال التصريحات المتشنجة بالتهديد والوعيد . بانهما يتقمصان دور قادة او رؤوساء عصابات او ميليشيات مسلحة تتصارع على مناطق النفوذ والغنائم المالية .. ان العراق الذي ابتلى بهذا الغضب والعقاب الالهي , من هؤلاء قادة الصدفة للزمن التعيس . انهم لايحملون من الوطن إلا ملذاتهم ومصالحهم وامتيازاتهم الشخصية والقفز على الاخرين في سبيل ابتلاع السلطة والنفوذ , ويشترك معهم في هذه الشهوة جوقة من الحاشية المنافقة والانتهازية , والتي يهمها الربح المالي وكنز الاموال على حساب جراح الشعب , ,ان هؤلاء عامل لاشعال الحرائق والفتن , انهم ثعالب ماكرة يغيرون جلودهم من الذي يدفع اكثر , , ان المناخ السياسي يسير الى حافة الانزلاق الخطير , حين يتحول البرلمان الى صراع الديكة , حين تلعب اللغة السوقية دورها الكبير في التهديد اذا داخلوا معبد الديموقراطية ( البرلمان ) ستتحول جلساته الى صراع بالايدي ( بوكسات ) والاخر يهدد بان المعركة ستحسم بالاحذية ( القنادر ) هل يتوقع المواطن الخير والعيش الكريم والامان والاستقرار لحياته ولعائلته والاستمرار في رزقه اليومي دون خوف او قلق ؟ وهل هذا هن منطق الحرص والمسؤولية على المصالح العليا للبلاد ؟ وهل هذا هو المنطق السياسي مقبول ومعقول لعامة الشعب ؟ ام نحن نعيش في عراق الغرائب والعجائب واللامعقول ؟ وهل يريدون بناء امجادهم السياسية على خراب العراق ؟ وهل العقل والحكمة مفقودة من هؤلاء القادة ؟ , عليهم مراجعة حساباتهم وتعاملهم السياسي , في وقفة جادة يحاسبون انفسهم . ماذا قدموا للشعب والوطن ؟ وما دورهم في اطفاء الحرائق التي تهدد البلاد ؟ وكيف الخروج من دوامة الازمات ؟ , لذا يجب تكثيف الجهود والمساعي الحميدة . من العقلاء من السياسيين والخيريين والحريصين على مصالح البلاد وهم الاكثرية من هذا الشعب , ان يشمروا عن سواعدهم العراقية في انقاذ البلاد من جره الى اتون شبح الحرب الاهلية.