أستميحكَ عُذراً سيدي " نجيب محفوظ " .. لأني إستعرتُ إسم إحدى رواياتك ، عنواناً لمقالي المتواضع .. لأني وجدته مُلائماً تماماً ، لما صّرَحَ بهِ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المُسلحة ، قبلَ يومَين .. حولَ إكتشافه : بأن أحسنَ حلٍ للكشف عن المتفجرات ، هو الإستعانة ب " الكلاب البوليسية " . فهوَ اللصُ الكبير ، ويُريد إستخدام الكلاب ! . فبعد سبع سنوات ، من حكمهِ الميمون ، وصلَ السيد نوري المالكي ، الى قناعةٍ ، بأن أجهزة الكشف عن المتفجرات ، التي إستوردها جنابه ، غير صالحة ! .. وحاولَ أن يلفلف الموضوع ، فتذرع ، بأن " قسماً " من هذه الأجهزة ، أصلي و" بْلادي " ويعمل بِكفاءة .. في حين ان قسماً آخر ، مُزّوَر ومُزَيَف ولا يكشف شيئاً .. وأن المسؤولين عن إستيراد هذا القسم الأخير ، سبقَ وان اُلقِيَ القبض عليهم وقُدِموا للمحاكمة ويقبعون الآن في السجن " ولم يذكر عددهم والأحكام التي صدرتْ بحقهم " .. إذ ان المعروف ، ان هنالك شخصٌ واحد ، من الخط الثالث في وزراة الداخلية ، حُكِمَ قبل مُدة ، بأربع سنوات سجن ، في قضية ألأجهزة المُزَيفة . بالله عليكم .. في فضيحةٍ كبيرة من هذا النوع .. يُعاقَب شخصٌ واحدٌ فقط ، بأربع سنوات سجن ؟ .. دعكَ من الأموال الضخمة التي نُهِبَتْ من خلال هذه الصفقة العار .. حيث ان سعر لُعبة الاطفال هذه ، حوالي ال 25 دولاراً ، في حين إشترَتْها حكومة المالكي بحوالي 40000 دولار للقطعة الواحدة !! . نعم .. فأموال النفط غزيرة ، وليذهب الفرق في السعر " فدوة لعيون المالكي " ! .. لكن المصيبة .. هو عدد العراقيين الذين قُتلوا وجُرحوا طيلة فترة إستخدام هذه الاجهزة العاطلة ، في نقاط التفتيش والاسواق والشوارع .. هل كُل هؤلاء الضحايا الأبرياء لا قيمة لهم ؟ .. هل جميع المسؤولين عن هذه الصفقات المجرمة ، يُختَصَرون في شخصٍ واحد فقط ، يُسجَن لأربع سنين ، وكأنه وشركاؤه ، لم يقترفوا شيئاً يُذكَر ؟ المالكي وحكومته ووزارءه .. الذين لهم " إتفاقية تعاون إستراتيجي " مع أقوى وأكبر دولةٍ في العالم .. ألم يكُن من المُناسِب ، الإستفادة من الخبرة الامريكية في مجال ، الكشف عن المتفجرات ، منذ البداية .. وبالطُرق الأصولية الرسمية الواضحة والشفافة ؟ .. هل كان من الصعب إكتشاف ان الكلاب البوليسية المُدربة ، هي الأنجح في إكتشاف المتفجرات والمخدرات ؟ [ لسنواتٍ عديدة ، كان الجيش الأمريكي المُحتَل ، يستخدم هذه الكلاب في السيطرات والمطارات وغيرها ، ولا زالتْ تُستخدَم في مطار بغداد ] .. وكذلك يستعمل أجهزة أخرى تعمل بكفاءةٍ عالية . من البديهي ، انه لو إستفادتْ الحكومة العراقية ، من بنود " التعاون الإستراتيجي " ، لكانتْ النتائج أفضل كثيراً ، مما حدث . ولكن في هذه الحالة .. كانَ إحتمال النهب والسلب والسرقة ، قليلاً !. حتى إيران .. التي لحكومة المالكي ، علاقة ممتازة معها .. تمتلك خبرة متراكمة ، في كشف المتفجرات .. فلماذا لم يتم الإستفادة من هذه العلاقة ، والتشاور والتنسيق معها في هذا المجال ؟ .. مرةً أخرى .. المافيات السرية والعلنية في دهاليز حكومة المالكي .. لم تكن لِتَصِل الى مراميها الإجرامية .. لو جرى إستثمار العلاقات الخاصة مع إيران بصورةٍ شفافة ونزيهة . ......................................... أنها سُلطة سُراق .. وحكومة لصوص ، تستعين بالكلاب .. أخشى أن تستورد كلاب مُزيفة عادية من الصين مثلاً .. بدلاً من الكلاب البوليسية المُدّرَبة !! . |