الراسخون في العلم أم الجهل؟!! |
الراسخون في العلم , إرادة أمة أنارت دروب البشرية , وسطعت بأفكارها وأخلاقها وابتكاراتها وإبداعاتها , حتى بددت ظلمات العقول وأدخلت الضياء في كل ديجور. أمة هتف في أعماق ذاتها وأركان وجودها , وحي السماء , وهو ينادي بلسان الأكوان , وحنجرة الإمعان واليقين أن "إقرأ"! إقرأ أيها الإنسان لكي تحقق رسالة كينونتك الإنسانية , وتعبر عن إرادة خالقك العظيم. فالقراءة عمود صيرورة أمة وإشراق دين. ومَن لا يقرأ لا يعرف دينه ولا ينتمي إلى أمته , لأنه سيتوارى في رمال الجهل وصحارى الأمية , والإنقطاع عن معاني أكون. والقراءة هي بطاقة دخولنا إلى ميادين العلوم والمعارف والمدارك ذات الأفكار السامية , والتفاعلات الإبداعية الأصيلة المتواصلة في مسيرة التجدد والرقاء. وفي حقيقة هذه الأمة , أن لابد لأبنائها من الرسوخ في العلم , لكي تكون وتتجدد رسالتها الكبرى. وكلما إبتعدت عن رسالة الرسوخ في العلم , كلما ضعفت وجهلت وغاب دورها وضاعت قيمتها. وعندما نتأمل فكرة الرسوخ في العلم , نجدها واضحة فاعلة ومؤثرة في مجتمعات المتقدمة القوية , التي تصدرت مقام الدنيا , لأنها أجلت العلم والعلماء , واجتهدت في أساليب الرسوخ في العلم. والمجتمعات المتأخرة , إنما هي راسخة في الجهل والأمية , ولهذا فأن أساليب حياتها ومناهج أيامها , عبارة عن تداعيات وتفاعلات ذات نتائج مرعبة ودامية , وهي تعيش متواليات خسران وارتماء في أحضان الهلاك. ونحن أمة يتوجب عليها الرسوخ في العلم , لكي تعبّر عن حقيقة دينها وجوهر رسالتها , لا أن تتدحرج تحت أقدام الآخرين , وقد توشحت بأميتها وتمسكت بجهلها ونكرانها لمفردات العلم والمعرفة , وما حثت أبناءها على الإتجاه نحو العلوم والمعارف , وما أعلت مقامها ودورها المنير في الحياة. وتتحمل مسؤولية رسوخ الأمة في الجهل , جميع العمائم بكافة ألوانها وأحجامها , لأنها أنكرت على الأمة إرادة الرسوخ في العلم , واستثمرت في الأمية والتجهيل , حتى صار البشر لا يعرف دينه , ولا يفهم كتابه , بل تحول إلى ألعوبة في حلقات التبعية والإذعان , والتفريغ التام من قدرات العقل والتعقل والتفكير , فانطلقت العواطف والإنفعالات لتصنع أمة معممة بالجهل , ومبتعدة عن كل معروف , ولا ترغب في أن تكون أمة عالمة رائدة ذات عقول منورة. فهل سنحي في الأمة إرادة الرسوخ في العلم حتى نكون؟ أم أننا سنزداد رسوخا في الجهل حتى نهون ونهون!! |