مسؤولية الاعلام التربوي في تحصين الشباب

 

 

 

 

 

رغم ان اهداف الرسائل الاعلامية مشتركة بمفهومها العام في نقل الافكار والآراء والمعلومات وبناء الراي العام وتوجهه ، ولكن يمكن تصنيف تلك الرسائل  وفق توجهاتها الاساسية وفحوى مضامينها بما تحمل من دلالات ومعاني ومقاصد محددة  نحو  الفئات المعينة المستهدفة ، لكون الرسائل الاعلامية وخصوصا القنوات الفضائية بما تملك من تأثير مباشر مجتمعي كبير في طرح الافكار والسلوكيات ضمن لائحة برامجها وخصوصا التي تستأثر بالاهتمام والمتابعة اليومية ولساعات عديدة من قبل افراد الاسر العراقية ، ولكن يمكن ملاحظة افتقار تلك القنوات الى البرامج التعليمية والتربوية الهادفة  وخصوصا الموجهة للأطفال واليافعين  ، ونعلم ان موجة عاتية من سلسلة البرامج والمسلسلات الممنهجة  التي يتعرض لها الناشئة وتستهدف تقويض القيم  السامية والتقاليد والعادات والتي نحرص على المحافظة عليها ، لذا لابد اخذ زمام الامور والعمل على تحمل المسؤولية  في صيانة والمحافظة على جيل شبابنا ومخاطبتهم برسائل اعلامية  تحمل مهام خطيرة  لحساسيتها في الامكانية لخلق القناعات حول الافكار والتصورات التي تطرحها ، لذا ان المسؤولية الوطنية الراهنة للمعنيين بالشأن الاعلامي المحلي التوجه نحو التوعية والتثقيف الاجتماعي والتربوي وفق الافكار السليمة والايجابية من خلال برامج اعلامية  لتحصين  تلك الفئات العمرية من سموم التلوث الفكري  وصور العنف و التجاوزات الاخلاقية واثارها السلبية على قوة الاواصر الاسرية والمجتمعية التي تعج بها  شاشات التلفزيون ليلا ونهارا ، وهناك قيمة اساسية يمكن ان يوديها الاعلام التربوي الموجه بالاستناد على الخبرة والتجربة الغنية في هذا المجال للمختصين التربويين وذوي المؤهلات التربوية  في الاعداد لتلك البرامج من خلال التركيز على غرس مفاهيم المواطنة والقيم الوطنية العليا وتعزيز الانتماء للوطن ورموزه التاريخية و الحضارية وتعميق التأخي والوئام بين مكونات الشعب العراقي بكافة طوائفه واعراقه والافتخار بهويته العراقية والاعتزاز بها .