لأول مرة في تاريخ العراق إمرأة تقود تيار سياسي في محافظة ديالى
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ العراق، أعلنت إمرأة بمحافظة ديالى شرقي البلاد ، توليها هرم القيادة في تيار سياسي جديد استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المقبلة.
وقالت سهاد الحيالي "قررت قبل أيام الانسحاب رسميا من جبهة الحوار الوطني، بقيادة صالح المطلك نائب رئيس الوزراء، إحدى مكونات القائمة العراقية، والتفرغ لقيادة تيار سياسي جديد لخوض غمار السياسية والتهيئة للدخول في الانتخابات المقبلة، التي ستجري العام المقبل".
وأضافت الحيالي، (40 عاما) وعضو في مجلس محافظة ديالى حاليا " انها تشغل منصب الامين العام لتيار جديد اسمه (ائتلاف ديالى الاوفياء) وهو تيار سياسي حديث التكوين يضم شخصيات وطنية وعشائرية ونخب مثقفة من كافة طوائف ومكونات مدن المحافظة.
وتابعت أن تيارها يهدف إلى المحافظة على وحدة البلاد ونبذ الطائفية والعنف، والمساواة بين الرجل والمرأة، ووضع الشخصيات الكفوءة في جميع المناصب الحكومية بغض النظر عن خلفياتها الدينية والقومية، فضلا عن توفير الخدمات للشعب العراقي وانهاء معاناته.
وبينت الحيالي أن قيام إمرأة في محافظة ديالى ذات الطبيعة المحافظة في نظرتها للمرأة، برئاسة تيار سياسي، يعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ المحافظة، مشيرة إلى أن التطور التدريجي غير النظرة التقليدية واصبحت المرأة تشكل عنوانا هاما للتغير.
وتوقعت الحيالي بأن تشغل المرأة مناصب قيادية خلال الفترة المقبلة في هرم التيارات والأحزاب السياسية نتيجة نجاحها في ادارة العديد من الملفات المهمة وستعمل على رفع حالة الاقصاء المتعمدة لها في البعد السياسي، مبينة أنها سجلت تيارها لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

إلى ذلك، وصفت الناشطة النسوية هيفاء القيسي، وجود تيار سياسي في ديالى تقوده إمرأة ب "مفاجأة من العيار الثقيل" تعطي تفاؤلا حقيقيا بان المرأة يمكن أن تحقق شيئا في ظل ما اسمته المجتمع الذكوري الرافض لمبدأ ان تكون المرأة مسئولة أو في موقع قيادي.
ورأت القيسي أن التجربة تحظى بالفعل بالاهتمام من قبل النخب النسوية العاملة في المجال السياسي وربما ستكون حافزا في دعمها في الفترة المقبلة.
اما علياء الربيعي ناشطة سياسية فذكرت أن الاحزاب الدينية والعلمانية وبقية الاتجاهات الفكرية الاخرى تمارس دورا اقصائيا ضد المرأة وتحاول ابقائها في اطار ضيق لا يتيح لها المجال للبروز في المعترك السياسي.
وأكدت الربيعي أن اغلب الاحزاب تزج بالنساء في قوائمها الانتخابية من اجل الالتزام بالقوانين وليس ايمانا منها بدور المرأة، لذا فان اغلب المناصب الحكومية من حصة الرجال حصرا في ديالى، معلنة تأييدها لخطوة الحيالي في تزعم تيار سياسي جديد لخوض الانتخابات المقبلة.
يذكر أن الدستور العراقي فرض حصة للنساء في جميع المجالس المنتخبة، بدأ من البرلمان ومروا بمجلس المحافظة، ثم مجلس القضاء (المدينة) فمجلس الناحية (البلدة)، لا تقل عن 25 بالمائة من عدد أعضاء كل مجلس.


على صعيد متصل، قال المحلل السياسي عبد الجبار الجبوري إن تولي إمرأة قيادة تيار سياسي، خطوة غير مسبوقة في تاريخ محافظة ديالى، تعطي مؤشرا على وجود تغير في الاجندة السياسية بالمرحلة المقبلة.
وتابع الجبوري أن الفضاء السياسي في ديالى لا يزال تتحكم به التقاليد والاعراف الاجتماعية المحافظة التي ترى في الرجل هو من يمسك بزمام الامور في كافة المجالات، معربا عن اعتقاده بان التجربة (تولي إمرأة قيادة تيار سياسي) ستأخذ وقتا من الزمن لتنجح الا انها بداية جديدة على الطريق.
ويرى المراقبون ان اعلان الحيالي رئاستها لتيار سياسي لاول مرة في العراق قد تدفع بعض القيادات النسوية في محافظات أخرى على المطالبة في تولي رئاسة تيارات او كتل سياسية، خصوصا اذا ما علمنا ان اكثر من نصف الشعب العراقي هو من الاناث.
يشار إلى أن الحكومة العراقية قررت اجراء الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات ما عدا محافظات اقليم كردستان الثلاث في 20 ابريل المقبل.
يذكر أن مفوضية الإنتخابات العراقية فتحت باب التسجيل والمصادقة على الكيانات السياسية مطلع هذا الشهر ولغاية 25 منه.
وكانت انتخابات مجالس المحافظات العراقية جرت في 30 يناير عام 2009 وكان المفروض أن تجري في 30 يناير عام 2013 لكنها تأجلت عدة اشهر بسبب الخلافات السياسية بين الكتل حول اختيار اعضاء المفوضية المستقلة للانتخابات.