دفاعا عن الحقيقة من التطاول والتطويع

 

مع الاسف الشديد يحاول بعض الكتاب تطويع الحقائق والوقائع لصالحهم , ويحرمونها على غيرهم , كأن مصدر الحقيقة عندهم , والاخر باطل ومزيف ومدفوع الثمن , أن هذا يشكل خرق وتجاوز على حقوق الرأي الاخر المعارض او المخالف , ان احترام حق التعبير هو السمة البارزة للديموقراطية , التي تؤمن دون جدال في اختلاف الاراء والتصورات والتحليلات السياسية والثقافية , وبالجدل والنقاش تتصارع الافكار من اجل الوصول الى الصواب او الافكار الناضجة , لانه لايمكن ان يدعي احد انه على صواب والاخر على خطأ وضلال , او تسفيه الرأي المقابل بجملة من الاتهامات الباطلة بما فيها انه مدفوع الثمن وعميل وانه دمية انتهازية , دون طرح ادلة وبراهين يثبت صحة هذه الادعاءات, بل تخرج عن الموضوعية والواقعية والنقد البناء , وانه لايمكن ان يكون دس الاتهامات او خلق قصص من الخيال وحشرها في سيرة المتهجم عليه كأنها حقائق صادقة . موضع ثقة وتصديق واقناع , من الاخرين , لانها نتاج رأي غير موزون ومتكامل بالحقائق , بل هي حرف الحقائق عن سياقها الصحيح , لقد قال فولتير ( انه سيدافع عن الرأي الاخر , حتى لو كان خطأ , ليس دفاعا عن الخطأ , بل دفاعا عن التعبير , لانه حينما يطلق حرية التعبير بدون حدود , يخلق مناخ الحوار الذي يعدل الخطأ وينضج الصواب ), من هذا السياق يتعرض جملة من الكتاب الديموقراطين الى حملة ظالمة من التشهير والدس غير الموزون , بجملة من الاتهامات الباطلة , التي لا يزكيها الواقع والحقائق المعروفة عند الاغلبية , بل قفز على الواقع الموضوعي , لان دس الاتهامات دون تمحيص او تدقيق او دون الاعتماد على المصادر الموثوقة , تدخل في باب التشهير والتجريح غير المقبول والصحيح , لان التشهير لايخدم حرية الرأي والتعبير , ولاتطور المناقشة الموضوعية نحو المنفعة العامة , فقد قال الفيلسوف سقراط ( ينبغي ألا يؤدي الاختلاف في الرأي الى عداوة . ,إلا لكنت انا وزوجتي من ألد الاعداء ) ان عدم احترام الرأي المعارض او المخالف لا يخدم الحقيقة ولا الاعلام الصادق , ولا الثقافة السياسية و وامثلة من واقعنا العراقي كثيرة في هذا المجال , واذكر في هذا المجال , حملة التشهير والتجريح غير مقبولة التي يتعرض لها كاتبين مرموقين . اللذان امضى حياتهما في النضال السياسي في خدمة الشعب , ومن اجل تطوير الفكر التقدمي والديموقراطي . ومثال على ذلك الكاتب البارز كاظم حبيب , الذي شارك في نضالات الحركة الوطنية منذ زهرة شبابه ويواصل هذا الدرب الطويل بهمة نضالية لاتعرف الهون والكلل , وتاريخه معروف للعدو والصديق , يتعرض في بعض مواقع العراقية في تطاول وتجريح في ذكر كنيته قبل اسمه ( كردي اوفيلي ) ليس للاحترام او التقدير والادب , وانما من باب التشهير الجارح , كأنما تناسوا عن عمد اوقصد , بان شريحة الكرد الافيلية تعرضت الى ابشع صنوف وانواع الاضطهاد والارهاب والقتل والتشريد ومصادرة الاملاك , واسقاط الجنسية لاكثر من نصف مليون شخص , لانهم عارضوا النظام الدكتاتوري , ولم يسايره في قمعه وارهابه , وان بعضهم انخرط في الحركة والوطنية وصار من العناوين البارزة , وهذا ما يفسر الحقد القومي الشوفيني والعنصري الصدامي , ومثال اخر الكاتب السياسي البارز الاستاذ عزيز الحاج , بتاريخه النضالي الطويل الذي شهد محطات ايجابية وسلبية , لكنه لم يخرج عن نضال الشعب ولا باع نفسه وضميره بشكل انتهازي الى المقبور صدام في تاسيس حزب شيوعي واصدار جريدة الطريق , ولا باع تاريخه النضالي الى آل سعود ليصبح عميل وخائن ومرتزق , ولم يصبح من اهم دعاة الدين الوهابي الارهابي ومطية لتحقيق اهداف آل سعود المعادية للشعب العراقي كأي عميل ومرتزق . ان هذا كلام الخطير , اذا لم يدعمه الواقع بالبراهين والادلة , يدخل من باب التجريح والتشهير غير منطقي والمقبول , وبعيدا عن الحقيقة والواقع
ان اختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.