من الذي ذبح العراق من الوريد الى الوريد ؟!

 

ألاتشعرون بإستغراب ‘ عندما تسمعون إشارات مباشرة وأحياناً (غير مباشرة وبنوع من الاستحاء) من بعض السياسيين العراقيين إلى ضرورة تدخل (أصدقائهم !) الأمريكيين لحل مشاكل العراق المستعصية التي زادت منذ الخروج (المؤسف عند البعض!!) للقوات المحررة لهذا الشعب المظلوم ‘ هل من المعقول وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على الهجمة الآمريكية وما فعلته وخططت له ونفذه (بريمر) بكل دقة وبكل امانه ماطلب منه الصقور عند إحتلال العراق ممن كانوا يسمونهم (المحافظون الجدد) ‘ ومنذ بدء مايسمى بالعملية السياسية والتي بدأت أساسأ بصور مشوهة متعمدة ومع سبق الاصرار ‘ عرف العراقيين (حتى ألاميين الذين يعتقد البعض أنهم زادوا الامية ) أن كل مايحصل في العراق كان متوقع  ‘ لانه مخطط لحدوثه ما حدث ويحدث الى ما يشاء الله من سراديب المخابرات الآمريكية وبمشاركة كل عناصر الشر الحاقد على كل أهل هذه المنطقة وليس العراق وحده ‘ وبعض من (يغشم نفسه) يعتقد أن عودة الاخوة الأمريكين ‘ ويقود  إدارتهم رجل طيب أسود ممثل (المظلومين السود) قريب من المظلومين في هذه المنطقة ‘ معتقدين أن طيبة قلب رجل كفيل بتفيذ برنامج البناء الديمقراطي المنشود نظراً لان الرجل أعلن عطفه مع خطوط (وليس خط واحد) لإتجاهات اسلامية في المنطقة ‘ ويقف محايداً بين إدعاء إيران الإسلامي (الغامض ) و إدعاء (أحفاد إبن لادن) وهم يمارسون (الذبح الإسلامي للاسلام ) وبدم بارد ماكان تمارسه أعتى منظمات الذبح ضد السود وقبلهم الهنود الحمر في قلب امريكا (النابض!   ) هل من المعقول بعد كل ماجرى لنا ‘ لايظهر بيننا (عاقل من القوم ) وهو يعلم علم اليقين ان مخطط النخبة الأمريكية ماكان إنقاذ العراقيين ولكن استغلال حماقات النظام المغرور ليخطط لتدميرالمجتمع العراقي بشكل يقود الى سلوك هدم القيم االاجتماعية بمختلف أشكالها بأتجاه إيصالها إلى تفكيك بنيانها وكسر كل أطرها المرتبطة بالأصالة ‘ أن الاسلوب الأمريكى في تفكيك التماسك الاجتماعي وزرع عدم ثقة بين مكونات المجتمع العراقي وممارسة هذه الجريمة تحت عناوين براقة كحرية الفرد واختياره لطريقة حياته و...ألخ من هذه العناوين المخدرة لافراد  المجتمع  الذي عانى من ويلات الحرب و قساوة الحصار خلق وضعاً من الصعب السيطرة عليه وسيعانى منه العراقيين لوقت طويل ‘ اليس بيننا عاقل من القوم يشعر بان الإعلان في الصحف العراقية أن مدينة كربلاء المقدسة اكثر الاماكن المنتشرة فيها تجارة المخدرات و ظهور ظاهرة الإنحراف بين الشباب في بغداد بدءت من مدينة الكاظمية كدليل ان عملية تحطيم القيم الاجتماعية في هذا البلد وتغذية الإرهاب المشبوه المنطلق من الغرب وشمال البلد ورائها قوة منظمة ؟  ولا يستغرب عقلاء القوم إذا ظهرت بعد عشرات من السنين وثيقة تروى كيف ان المسؤولين الامريكين ضمن قوى الاحتلال وراء هذه الظواهر وكانت مهتمة بها أكثر من اهتمامها الكاذب بمحاربة المد الإيرانى بجانب العمل لمحاربة الارهاب الوحشي للقاعدة (إن صح التعبير....!!)  ‘  وأخطر ما نجحت فيها نخبة القوة الحاكمة والمسؤولة عن ثوابت النهج الامريكى وأهدافهم من غزو العراق هو نجاحهم في إستلام (صناعة) عملية سياسية مربكة على الاساس الفئوى و الطائفي ‘ بحيث وضحت لكل ذي بصيرة ‘ انها عملية  ‘ كل المفاهم الديمقراطية فيها مشوهة و في مقدمتها عدم الإلتزام بالمستحقات الانتخابية حتى على الطريقة الغربية ‘ وخطورة هذه الظاهرة تكمن في أنهم وجدوا من يستجيب لهم من السياسين في الوسط العراقي ‘ وهكذا وحسب ذلك تم السير بالعملية السياسية في العراق بإتجاه لايبشر ببناء دولة قادرة على ضمان الاستقرار والبناء  . 
نعم لا ضمان لذلك إلا بظهور إرادة وطنية خالصة مؤمنة بأن لاخروج من هذه الأزمة الحادة والخطيرة يكون  بالعمل الوطني  ‘ والمؤلم والمحزن الأن لايرى احد ضوء لهذه الإرادة ....! ,ويعرف كل ذي بصيرة أن النخبة المتنفذه في امريكا سواء كان على رأس إدارتها (الرجل الوديع الاسود ممثل المظلومين السود ) او الشرير المختار من المحافظين الجدد بوش . الان وفي هذه المرحلة تمر بها المنطقة لاتقترب من اي حل جذري لازمات المنطقة من سفك الدماء وقتل الابرياء في سوريا الي الشغب العبثي في مصر وتونس اولاً ‘‘ لان مدللة امريكا الدولة العبرية لاتشعر بعد بظمان امني ثابت وثانياً والخطر هنا انهم يعرفون ان الارادات الوطنية في تلك بلدان المنطقة تورطت في الصراع العبثي ولايظهر في الافق ان تلك الاردات ستتوجة الى اي حل وطني لانهم عاجزين تماما عن ذلك.