لقاء الحضارات في ثلاجتي..! |
حاولت ان اكتب كرارا ومراراً لكنني لم استطع ، السبب ان عقلي ليس معي فقد ارهقته هموم الحياة الكثيرة , زحام السير اخذ جزءا , وغلاء الاسعار اخذا جزءا , وانقطاع الكهرباء المتزامن مع حر الصيف الذي سرق النوم من اعيننا اخذ الجزء الاكبر , والذي تبقى منه هو فقط ما اتذكر به اهلي وبعض احبتي . صباحا وكعاتي خرجت من منزلي وزوجتي تودعني كانه اللقاء الاخير, بسبب ما يجري في بلدنا الحبيب كوارث بشرية انفجارات , و اغتيالات , وخطف متعدد الاسباب نهايته (الصك ) او التمثيل بجثتك ، سرت اترنح كأنني سكران وها انا اقلب مقولة عتيدة كانت تكتب على (عربانات النفط ) مفادها : الشمس تشرق وتغيب والليل يجمع كل حبيب ، اليوم صار العكس فالليل يفرق كل حبيب نظرا لدرجات الحررة المتقدة , استأجرت ( تكسي ) اصفر الى مكان عملي فتفاجأت بارتفاع اجرة النقل الى الضعف !! السبب طبعا وجيه فالسائق قرأ على مسامعي اسعار الفواكه الوالخضر فاذا اسعارها مرتفعة الى الضعف فاصبح موضوع حلقة اليوم مع سائق التكسي هو اسعار تلك المواد, وكأن العراق بلداً غير صالح للزراعة، طماطتنا من سوريا, واخيارنا من ايران ( الزلاطة شيعية) , والفاكهة من مصر ( اخوانية) , والبقوليات من تركيا ( عثمانية), والالبان من السعودية ( وهابية سلفية) , لهذا تجد ان نزاعا سياسيا وطائفيا يدور داخل ثلاجة المنزل العراقي. السائق حدثني ايضا عن حياته الخاصة وكأنه جالس على كرسي الاعتراف عائلته تتألف من سبع اناث وولد واحد, وهو في عقده الخامس ولا يملك في بلده بيت وليس لديه راتب تقاعدي يعيله, لا يملك سوى تلك السيارة التي كسر قسطها ظهره . هذه الضغوطات التي استحصلتها ( عالماشي) جعلتني اكتب كلمات لا تشبه الكلمات فهي مجموعة حروف ليست من هجائياتنا العربية انها حروف جديدة ، هي حروف التأوه ، استنبطها العراقيون من ظلاماتهم فصاروا وحدهم من يتحدثون بهذه اللغة ، اللغة التأوهية ،، ومنها .. نحن بلد يغفوا على الذهب ويتوسد التراب (هذا من شر اعمالنا ) نحن بلد يملك افضل مقومات الحياة ولا يعيش (غباء حكامنا ) نحن بلد يملك المال وينام ابناءه جياع (سوء التوزيع) بعد ان انهكتنا الحروب ، اما ان الاوان ان نستريح ,او ان نخضب شيب كبارنا بالمسك والعنبر ونبعد عن اطفالنا مشاهد الدماء. وفي الختام نداء الى كل اصحاب الضمائر والى المعنين بالأمر, انظروا بعين المسؤول ونحن في ايام ولادة خير من صان الأمانة واسس دوله عدل اقلها الجياع . |