طلاسم..طلاسم..دولة طلاسم..! |
توصف حكومات الشعوب بأوصاف عديدة إستحقتها لأسباب عديدة أيضا، منها حسب أدائها سلبا أو إيجابا، ومنها لوجود طيف معين يمسك زمام الأمور فيها، ومنها لأسباب تشكلها مثل الحكومة الحديدية وحكومة الفقراء أو حكومة النهضة و حكومة إنقاذ.. ولقد حازت حكومتنا بجدارة على واحد من مثل هذه الألقاب، ولكن غير أي من تلك التي سميناها.. إذ حصلت على لقب اختصت به وبعد تصنيفها من مؤسسات عالمية وإقليمية وبدرجات عالية من الدقة والتشخيص، على أنها من بين الحكومات الأولى بالفساد الإداري والمالي.. وفي وقت مبكر وصفها رجل حكيم بنظرة إستباقية بأنها حكومة أزمات، في حينها لم يلتفت البعض وربما الجميع لهذا القول، ولكن سرعان ما اجتمع عليه الجميع، وصرحوا به بقول مباشر أو غير مباشر ولكن بعد فوات الاوان. بيد أن ثمة صفة أخرى يراها البعض وأنا منهم، ممن لا يجيدون لعبه السياسة ولا يعرفون طريقا لدهاليزها ، فأناس بسطاء مثلي يقرؤون الصحف ويصدقون ما كتب بها، ويستمعون الى تصريحات الساسة ويتعاطفون معها، ..يرون أنها حكومة طلاسم..!.. أول طلاسمها من أول لحظات تشكلها طلاسم.. طلاسم..ولا يستطع احد حل واحد من طلاسمها، إلا الذي عقد تلك الطلاسم، حيث صرح ساسة الحكومة أنهم أتوا من اجل المظلومين والمحرومين من جراء ظلم الحكم ألبعثي السابق، من شهداء وسجناء ومغيبين وضحايا الارهاب، ولكننا فوجئنا بأن أبطالنا المطلسمين قاموا باستثناء بعض من رموز النظام السابق، ممن يمجدون بالبعث، بل جرى بمثابرة عجيبة توليتهم مناصب عليا في الدولة، فيما تم إهمال مؤسسات السجناء والشهداء، وتسلم زمام قيادها بنيابة الى من ليس له علاقة بالشهداء أو السجناء..! وفي جعبتنا طلسم آخر، تمثل في توقيع إتفافية أربيل، ثم تلاه توقيع التي ينصص على تسليح البيشمركة من أموال الدولة العراقية، وحل كل معوقات المادة140 وتسهيل تنفيذها، وإعطاء حزب الدعوة الحاكم حق البت في القراءات المهمة والإستراتيجية في العراق، وهذا يدل على اتفاق على مستوى عالي من التفاهم، رغم ما عليه من ملاحظات.. ثم ينفتح طلسم آخر إذ تشتد الأزمة بين الكورد والحكومة، وتصل حد الصدام وتحشيد الجيوش لولا تدخل الحكماء في البلد، ثم الطلسم اللغزي بتحشيد الرأي العام والعشائر والقيام بتجييش البلد ضد الارهاب والارهابين، وإذا بنا نذهل أمام واقعة إخراج مئات الأرهابيين من السجون والمعتقلات تحت عنوان عريض لطلسم آخر هو طلسم المصالحة الوطنية بكلفتها الباهظة من دماء جديدة وأموال ضخمة..! ولقد حاول ملايين العراقيين فك سر طلسم حكومة الشراكة الوطنية التي تدار معظم مؤسساتها بالوكالة من قبل رجال "رضي" عنهم واحد فقط أمسك بعدة وكالات، فرضوا عنه وأرضاهم..! غير أن أعقد الطلاسم ما صرح به أبو الطلاسم، بذلك الطلسم الذي أفقدنا صوابنا وجعنا صرعى الذهول، أن يصرح أعلى مسؤول في الدولة انه يعرف من يقتل شعبه، ويعرف الأدوات المستخدمة في الجريمة، ويعرف الإرهابيين بأسمائهم ممن يريدون ان يدمروا العمليه السياسية و العراق برمته، ولكن هذا الذي يعرف كل شيء ولربما يعرف الغيب لا يتخذ آي إجراء ضد الذين يعرفهم.. خوفا على العملية السياسية أو خوفا من معركة الـ"بوكسات" حسب ما قال مرة في لقاء متلفز من قناة فضائية نحسب أنها لنا كقناة عراقية، غير أنها هي الأخرى طلسم آخر..!.. اغرب تلك الطلاسم أن يصرح مسؤول طاقوي ـ نسبة الى توليه زمام الطاقة ، بأن العراق وفي هذه السنة سوف يصدر الكهرباء..ولم يخبرنا جنابه كيف سيصدر كهرباءه بينما لا يصل إنتاج الكهرباء داخل العراق الى 40% ..أحد الخبثاء قال أن أبو الطاقة سيصدر علب مشروبات الطاقة..! لو دقق اي منا حوله..سيجد طلاسم أخرى ربما غابت عن حصرنا.. الطلسم ألأعظم متى تفك هذه الطلاسم؟! |