وحدة التنوع والإختلاف!!

 

تفاعل القدرات البشرية بطريقة إيجابية , يؤدي إلى نتائج ذات قيمة مؤثرة في الحياة , وساعية إلى تأكيد الدور الحي للأفكار المسبوكة بقدرات العقول.

ولهذا فأن البشرية في عصرها التنويري قد أدركت حقيقة التواصل المعرفي , وإجهاد العقول من أجل الوصول إلى منطلقات , تكفل وجود الأفكار الفاعلة في فكرة ذات فعالية شاملة , ويمكن تسميتها بالفكرة الجوهرية.

ذلك أن كل شيئ يمكنه أن ينتمي إلى شيئ.

فحقيقة الوجود بأسره يرتكز على واحد , وهذا الواحد له قدرات التعدد المطلق , وكل متعدد في حقيقة أصله ينتمي إلى ذلك الواحد.

وهكذا فنحن في حقيقة سلوكنا المتنوع , نعبّر عن إرادة الواحد الذي أوجد المطلق المتعدد.

ومن هنا فأن أي نظام حياتي مهما كان نوعه ومنطلقه,  لا يمكنه أن يأتي إلى النجاح , من غير إدراك الإنتماء الواحد للمتعدد الفاعل فيه.

أو أن يكتشف الجوهر الواحد الجامع لعناصره , لكي يصنع سبيكة صيرورته الأقوى.

وهذا المفهوم ينطبق على الأنظمة السياسية, والمؤسسات والقوى والأحزاب , فكل منها لا يمكنه أن يعزز قوته إذا غفل إرادة الواحد الكامنة فيه , وعجز عن إكتشاف طاقة التوحد والتفاعل اللازم , والمحكوم بالجذر الواحد , والأصل الواحد.

وهكذا فأن النظام السياسي في المجتمع, إذا أغفل حقيقة الجامع الضامن للتطور والإرتقاء والتقدم , فأنه سيؤدي إلى تداعيات خطيرة ومدمرة.

وفي بعض الأنظمة , صار إنحراف هذا المفهوم قاعدة الحكم والعمل السياسي , بحيث يتوهم الفرد أنه مقياس للتوحد والتماسك , فيجعل الآخرين أو يدفعهم ويجبرهم بوسائله السلطوية, إلى الإذعان لذاته وحسب, ولتأكيد سطوته عليهم.

ولهذا تأسست الأنظمة الإستبدادية , ووجد الحاكم الطاغية , الذي لا يؤمن حتى بنفسه , وإنما يريد الآخرين عبيدا في مقام حضرته.

ولكي يتحقق النجاح اللازم في الحياة وتتقدم المجتمعات, لا بد لها من فهم هذه الحقيقة , والتي أكدتها المسيرة الحضارية العربية , عندما رفعت راية الوحدانية , وسعت للإرتقاء بالوعي البشري إلى آفاق التوحيد المطلق.

وبذلك تفجرت قدرات الإنسان , وأضاف للحياة ما لم يتمكن من إضافته فبل هذه الثورة في الوعي والعقل والروح والوجدان.

وقد تحققت فكرة الوحدانية في تأريخنا , وترجمها أعلام المسيرة الحضارية.

فهل سنرتقي إلى مضامينها ومفاهيمها المعرفية والأخلاقية الخلاقة الباهرة؟!!