الاعلام وزعزعة الاستقرار الامني |
تجلت صورة العلاقة الوثيقة بين الإعلام والحرب النفسية من خلال متابعة التغطية الإعلامية لعدد من الوسائل الإعلام العربية وخصوصاً القنوات الفضائية للاحداث والمتغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة بعد (الربيع العربي) ، اعطى دلالات واضحة وجلية كبيرة عن امكانية الإعلام من رسم سيناريوهات الفوضى الوهمية واسقاطها على الواقع باساليب الفبركة والتضليل والتشويش ، مما كانت سبباً اساسياً في اسقاط حكومات واحداث فوضى سياسية وزعزعة الأستقرار الأمني وخلخلة الوضع السياسي وزرع الفتن والفرقة بخلق عناوين الانقسام المجتمعي القبلي أو الطائفي أو الفكري من خلال طرح الأفكار التي يمكن ان تخترق النسيج المجتمعي وتحاول بعثرت مكوناته ، معتمدة بذلك على النظريات الإعلامية وارتباطاتها بخلق الرأي العام من خلال اعلان حرب نفسية خفية بمؤازرة الدوائر المخابراتية لتمرير اغراضها وفق حسابات المصالح السياسية الدولية واعتمادها على دراسات تحليلية مستفيضة علمية لطبيعة الفئة المستهدفة من المُتلقين (من شعوب المنطقة) لتلك الرسائل الإعلامية التحريضية بعيداً عن القيم المتعارف عليها في الممارسة المهنية الإعلامية واخلاقياتها واعرافها ، حيث مازالت تلك الوسائل تتبع ذات المنهج والأسلوب والأدوات بعدما تنهي وظيفتها في بلد لتبدأ بنفث سمومها الإعلامية على بلد آخر ، ولاحظنا التغطية الإعلامية لتلك الوسائل اتخذت اساليب تختلف من بلد الى آخر ولكنها تصب بالنهاية في هدف واحد لخدمة اجندات دولية عدائية لدول المنطقة من أجل خلق توازنات جديدة تخدم مخططاتها وتوجهاتها ، حيث مازالت تحاول سرقة جهد الثوار في مصر وخلق الأنقسام بين التيار الأسلامي والعلماني فيها وزرع الفرقة القبلية والعشائرية في ليبيا والعمل على استمرار الحراك في اليمن وسحب المبادرة من الثوار في اليمن بتوافقات خارجية وافشال تجربة التيار الأسلامي في تونس ، واستمرار تركيزها الكبير لفاعلياتها وتسخيرها الأمكانات الهائلة لزرع الطائفية بين ابناء الشعب في سوريا بعد الأحتجاجات على النظام هناك ، وبدأت اليوم بتشغيل منظومتها الإعلامية نحو العراق وخلق صراع وهمي بين ابنائه على ذات الأسس التي اعتمدت عليها في تغطياتها السابقة ، أي بث الحياة في جسد الطائفية الميتة التي طمرها الشعب العراقي مستغلة الاحتجاجات ومطالب بعض فئات الشعب ومحاولة حرفها عن اتجاهاتها الصحيحة نحو مسارات بوصلتها الخبيثة ، وعليه لابد من تفنيد ذلك الصراع الوهمي ودحر مخططاتها وتفويت الفرصة عليها برد إعلامي وطني عراقي متمكن من ادواته لإسكات صوت تلك الوسائل الباطلة .
|