سيغتال الحسين عليه السلام برصاص مسدس كاتم |
لو قدر للحسين الشهيد عليه السلام أن يعود للحياة ويحيا في عراقنا الحالي لبعثت معه ثورته وكأنما خلق الحسين عليه السلام للثورة وللتصحيح وخلقت الثورة له إي إنهما حتميتان لا تفترقان في ظل الفساد والانحراف عن كل ما هو صحيح سواء كان ذلك الانحراف في الدين أم في أمور الدنيا وحياة الرعية . وكما الحسين والثورة حتميتان فالفساد والانحراف أيضا حتميتان في كل زمان ومكان . ونستخلص من واقعة كربلاء درسا تاريخيا بليغا لمن يريد أن يفهم الدرس ومن لا يريد سيسجل حضوره في قاعة هذا الدرس دون أن يفقه شيئا منه . والدرس يعطينا الحتمية الثالثة بعد حتمية مسير الحسين عليه السلام والثورة في خطان متوازيان يسيران معا باتجاه صحيح غير قابل للانحراف نحو هدفهما وهو تصحيح الاعوجاج والفساد ومحاربته بالكلمة وبالسيف والحتمية تلك هي لابد من اغتيال الحسين عليه السلام لو فيما قدر له أن يعاد للحياة ليحيا حياته في عراقنا الحالي برصاصة من مسدس كاتم للصوت أو في عبوة لاصقة لإيقاف مشروعه الإصلاحي ولمحاربته للفساد المالي والإداري فلابد لهم من إبعاده عن طريقهم وهذه المرة لا تسجل قضية الاغتيال ضد آل أمية ويزيد بل سيسجل ضد الإرهاب والإرهابيين لكونه عنوان واسع فيمكن أن يسجل ضد البعثيين والبعثيين الصداميين أوضد السلفيين أو ضد أجهزة مخابرات دولية وإقليمية . نحن نعيش هذه الأيام ذكرى ثورة واستشهاد الحسين أبي الأحرار والثوار عليه السلام لنعيشها بتمعن وبتفكر ونستخلص منها الدروس والعبر لا نعيشها بعاطفة دراماتيكية متوارثة فذات الفساد والانحراف موجود اليوم وذات الصراع بين الخير والشر وذات المفسدين وإن تنوعت وتغيرت وجوههم وأسمائهم فبدل يزيد بن معاوية ألف يزيد اليوم وألف شمر بن ذي الجو شن فهم ذات المفسدين سارقي قوت المستضعفين والكادحين . لكن كم من حر بن يزيد ألرياحي في عراقنا اليوم ؟ وكم من زهير بن القين ؟ وكم من جون مولى أبي ذر الغفاري ؟ فعجبي من تلك الجموع الزاحفة نحو كربلاء لإحياء ذكرى تلك الثورة الخالدة والعظيمة لا تقض مضاجع المفسدين سارقي قوتهم . فلعنة ألله على أمة ٍ أجهضت مشروعك الإصلاحي يا أبا عبد ألله ولعن ألله أمة ٍ أجهضت مشروعك في تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة . . .
|