دَم مُراق . . في شوارع العراق






كنت أنوي الكتابة اليوم بدون عنوان ، لأن كل العناوين التي يمكن أن تُكتب أمام إراقة الدم لامعنى لها . . . فلا قيمة لشيئ أمام روح الإنسان الذي كرّمه الله تعالى في خلقه .

فجميعهم يستنكرون ويشجبون ويندّدون كل يوم بما يحدث بالعراق من إراقة للدم الزكي بالشوارع ليختلط بالاسفلت ويجف عليها بدون ثمن او قيمة او رفّة جفن لأحدٍ منهم .
الكل لديه الحلول . . الكل يعرف الاسباب . . الكل يعرف المتسبب . . والكل يلتزم الصمت الرهيب أمام مايحدث خوفاً على نفسه او منصبه او مصلحته او مكانة حزبه او كتلته ، او ليُساوم الآخرين بملفّات يحتفظ بها للحصول على إمتيازات أكبر ، وسلطة أعظم .
لكننا اليوم نقول للجميع . . تأكدوا أنكم ستُحاسبون بالدنيا قبل الآخرة ، لأن الشعب قد ملّ منكم ووصل لنهايته ، وأن غضبة الشعوب تُطيح بكل الجبابرة ، والأمثلة أمامكم كثيرة .
يكفي سكوتكم عن المجرمين الذين يُريقون دماء العراقيين . . فأن الساكت عن المجرم شريك متضامن معه في جريمته ، وينطبق عليه نفس عقاب المجرم .
فسحقاً للعملية السياسية التي يُدفع ثمن بقائها وإستمرارها دم من الشرفاء والأبرياء ، وسحقاً للسياسيين الذي يُجاملون بعضهم تارة ، ويهاجمون بعضهم تارة أخرى حسب ماتقتضيه المنافع والمصالح .
وهي دعوة لصاحب القرار للضرب بيد من حديد على كل من سوّلت له نفسه المتاجرة بأرواح العراقيين وبدون مجاملة او تهاون ، لأنها فعلاً الفرصة الأخيرة لأصحاب القرار ، فبعدها لاقيمة لأحد او لسياسة امام الدم المُراق في شوارع العراق .
والله من وراء القصد .