اختيار الشريك السياسي بين خيال ساستنا التركمان والواقع |
قبل ان ادخل في خضم في موضوع متشعب ( موضوع خوض الانتخابات .. اساسيتها .استراتجيتها...خيارتها) لابد من معرفة جدوى الدخول في الشراكات السياسية بين الكتل و الاحزاب السياسية المختلفة في اي زمان او اي مكان وفي اي بقعة من بقاع العالم وليست فقط في العراق و في الوقت الحالي . في العادة تكون الغرض من الشراكة السياسية بين الاحزاب السياسية هي الوصول الى سدة الحكم او للحصول على الغالبية وان الاغلبية في مرفق سياسي او اداري معين يصبوا الشركاء اليه بذات الهدف وباختلاف العدد. وعليه ومن اجل انجاح اي فكرة في اي شراكة سياسية لابد ان تكون نتيجة الشراكة هي الوصول الى الهدف المنشود والتي من اجلها تم الدخول فيها. وبعكس ذلك فان الشراكة السياسية لاي حزب او احزاب لا يمتلكون حضوة و حضور للوصول الى الهدف المعين تعتبر ضربا من الانتحار السياسي وسوف تكون النتيجة الخسارة المؤكدة وخيبة امل كبيرة ستودي بالنتيجة الى ان جميع الشركاء سوف يخسرون ما لديهم من قاعدة الجماهرية الذي كانوا يعتمدون عليهم قبل الانتخابات. وخير دليل واثبات على ذلك فان تحالفنا الاخير نحن التركمان من خلال الجبهة التركمانية العراقية مع قائمة متحدون في الانتخابات المحلية والتي جرت مؤخرا وبالاخص مع كتلة عراقيون بقيادة اسامة النجيفي بدون وجود او توفر اي استراتيجية انتخابية او توفر حسابات او دراسة مستفيضة للهدف المنشود والتي على ضوئها دخلنا الشراكة فسنلاحظ ماذ جرت وماذا حصلت في المحافظات التي دخلنا فيها بالشراكة. اولا. محافظة بغداد - قائمة متحدون حصلت على سبعة مقاعد في بغداد وجميعها ذهبت للحزب الاسلامي المنضوي تحت متحدون ولم يحصل كتلة النجيفي على اي مقعد. ثانيا. محافظة صلاح الدين- حصلت قائمة متحدون على خمسة مقاعد و ايضا ذهبت جميعها للحزب الاسلامي و لم يحصل الكتل والاحزاب الاخرى المنضويةضمن قائمة متحدون على اي مقعد . ثالثا . محافظة ديالى - فقد حصلت قائمة متحدون على عشرة مقاعد منها تسعة للحزب الاسلامي وحصلت قائمة اسامة النجيفي على مقعد نسوي واحد فقط ضمن الكوتا النسوية. واذا ما عدنا الى مبدا الشراكة السياسية مع كتلة عراقيون (كتلة النجيفي) والتي دخلنا فيها الانتخابات ليس بارادتنا بل لاسباب وضغوطات معلومة للجميع فيتبين بانها كانت سياسة انتخابية غير مدروسة وخاطئة في كل محافظة شارك فيها النجيفي وخسر فيها خسارة فادحة وهي المناطق ذات التواجد التركماني خاصة في ديالى و صلاح الدين وهنا اود ان اشير بان الشراكة في الانتخابات السابقة و القادمة قد باتت واضحه للجميع بان الجبهة التركمانية سوف تستمر بالتحالف مع اسامة النجيفي دون النظر الى النتائج والعواقب للاسباب التي ذكرتها. وعليه فمن الان احذر جازما باننا اذا دخلنا في الانتخابات المقبلة في محافظة نينوى فانني على يقين باننا سوف نحصل على مقعد يتيم , مع علمي ويقيني التام ان شانا او ابينا فاننا نحن التركمان سوف نحصل على هذا المقعد اليتيم حتى و ان خضنا الانتخابات بقائمة مستقلة لوحدنا . وفي المحصلة النهائية فان الشراكة السياسية للجبهة التركمانية العراقية مع شخص اسامة النجيفي كانت شراكة فاشلة و متعثرة و مؤثرة سلبيا وخيبة امل جماهيري ليست علينا فقط بل حتى على قائمة النجيفي ودخولنا في المستقبل في اي شراكة ستعتبر انتحار سياسي اخر للجبهة التركمانية العراقية كالتي سبقتها في ديالى وبغداد وصلاح الدين مبديا خشيتي وريبتي بان يكون هذا هو الهدف المنشود من اللذين يقررون او يضغطون علينا للدخول الى مثل هكذا شراكات. وفي الختام وعلى ضوء ذلك فاننا التركمان بحاجة ماسة وملحة الى اعادة ترتيب اوراقنا من جديد وعلى جميع تشكيلاتنا وتنظيماتنا السياسية ومجتمعاتنا المدنية والرائ العام وقفة جدية لافشال هكذا نوع من المخططات الفاشلة مسبقا ورفض ومنع الدخول في شراكات غير مجدية مبنية على مبداي الخيال والاحلام الوردية لان ذلك ستعرض وجودنا ومصيرنا في العراق الى التهديد وكما انه ثبث لنا اثباتا قاطعا بان الموجود على ارض الواقع مختلفة جملة وتفصيلا عن تخيلات ودراسات المهتمين بالسياسة التركمانية الحالية في الداخل او في الخارج. |