أتابع القنوات الفضائية العراقية ( بشرقيتها ) وغربيتها، فأرى شيوخ القبائل العراقية وهم يتسابقون في الحديث عبر شاشاتها عن الوطن الواحد، والشعب الواحد، والمصير الواحد، والتأريخ الواحد.. والحاج عبد الواحد.. ويسمعونك كلاماً حلواً عن نبذ الطائفية ورفض القتل، وتحريم الدم العراقي، ومنع التفرقة بين الأخوة في الوطن والدين.. فتنام ليلتك مطمئناً، لأنك واثق بأن هؤلاء الشيوخ المحترمين لا يكذبون عليك. ولنفرض إنهم كذبوا عليك، وعلى الدنيا كلها، فهل سيكذبون على الله وهو الذي يعلم ما في الصدور؟ ولعل الذي يجعلك أكثر طمأنينة وتنام هانئاً حالماً، وربما ستحلم ليلتها بقبلة من فم الفاتنة شاكيرا الذي يقطرعسلاً (شنو قابل بيكي الفاهي أحسن مني يبوسها؟) أو تحلم بكأس نبيذ تأخذه برفقة المدهشة أنجلينا جولي، أن السادة الشيوخ المتحدثين عبر شاشات التلفزيون ليسوا من لون واحد، ولا من طائفة واحدة، أو من منطقة واحدة، إنما هم شيوخ عشائر العراق الممتدة من عرب الفلوجة الى عگرگوف (بالمناسبة عگرگوف وين صايرة)؟ أما الأخوة السياسيون العراقيون حفظهم الله وأبقاهم سنداً للفقراء وعوناً للبنوگ الأردنية والأماراتية والقطرية التي سمنت بأموالهم (الحلال)، فإن أحاديثهم عن الوحدة الوطنية تشرح النفس، وتسر الخاطر، بخاصة عندما يتحدثون عن كراهيتهم للإرهاب ورفضهم للقتل. وهنا يجب أن لاننسى قط ما يتكرم علينا به يومياً شيوخنا الأفاضل، من المعممين والأفنديين والمعگلين، والمغترَّين والميشمَّغين (نسبة الى رجال الدين من أصحاب الغتر البيضاء، واليشاميغ الحمُر) وهم يعطرون مسامعنا بأحلى كلمات الحب والود، والتآخي، والسلام بين (مكونات) الشعب العراقي من مسلمين وغيرمسلمين. وليس سراً أكشفه لكم لو قلت بأني شخصٌ محبٌ للتلفزيون، بل ومدمنٌ على متابعة أغلب مايظهر في شاشاته. فأرى الفنانين والأدباء والكتاب والمحللين والرياضيين والعسكريين والنواب والقمرچية والشريفات والعاهرات والتجار والشحاذين والموظفين والطلاب والعاطلين عن العمل والمنظرين في السياسة، والفاشلين في الدراسة، والناجحين في العمل، وطبعاً فإن هؤلاء ليسوا من طائفة معينة، ولامن محافظة واحدة بل هم من جميع الطوائف، ومن مختلف محافظات (القطر) - بالمناسبة ما أعرف ليش البعثيين يموتون على كلمة القطر- ؟؟ والمشكلة أن جميع هؤلاء يتحدثون أيضاً عن رفضهم للقتل، وتحريمهم للدم العراقي والسؤال هنا: إذا كان كل هؤلاء يرفضون القتل، والدم، والتفرقة، والإرهاب والطائفية، لعد بروح أبوكم منو الجاي يقتل بينا كل يوم.. فريد شوقي، لو حسين سعيدة ؟؟؟
|