التشابه مابين المنظمات اليهودية الصهيونية والمنظمات الاسلامية التكفيرية ــ 1

الارهاب والدين : ـ  الموضوع الاهم الذي يشغل بال الكثيرين هو موضوع الارهاب ذي الصبغة الدينية ... وهذا الارهاب الذي تقوم به بعض الجهات المحسوبة على الدين والمنتسبة اليه بحجة الدفاع عنه وعن المؤمنين به لايمكن تسميته بالارهاب الديني لان الدين هو شرعة الله تعالى وليس شرعة الانسان فلا ارهاب في الدين ولا وجود لمصطلح او لكلمة الارهاب الديني , الدين شرعة الله  ... نعم .. فلما كان الدين شرعة الله ولما كان من حمل شرعة الله  والدعوة اليها وبيانها للناس هم من اجتباهم ربهم واصطفاهم وجعلهم رسل و انبياء وائمة  باذنه فلا وجود للارهاب فيه , فالدين هو افشاء السلام والشارع سبحانه هو الرحمن الرحيم والمرسل صلوات الله عليه هو المبعوث رحمة للعالمين , ولا يظلم الله الانسان مثقال ذرة ويضاعف الحسنات ويمحو السيئات وهو اللطيف الرؤوف بعباده , واناته وحلمه يسبقان غضبه قريب مجيب عفو شكور وخبير بصير عليم حكيم حجته بالغة واياته عظيمة ورزقه عميم , لاملك الا ملكه ولا مشيئة الا مشيئته ولا حسيب ولا رقيب الا هو عالم الغيب  والشهادة ذو الجلال والاكرام  , الانبياء والائمة :  وكل انبياء الله ورسله والائمة الهداة المهديين كانوا الكاظمين الغيظ العافين عن الناس و المبلغين الهادين المنقذين الرحماء الحاكمين بالقسط المحبين للفقراء والمستضعفين الناصحين للجاحدين والمستكبرين يسعون لانقاذ اعدائهم من اهوال العذاب ومن الخسران المبين و حججهم بالغة والحكمة زادهم والموعظة طريقهم  والرافة  والعفو سلوكهم   وصبرهم عظيم ومعاناتهم وتضحياتهم كبيرة ليدعوا الانسان  الى سعادة الدارين ولعمل الخير ونبذ الشر وللالفة والمحبة والتاخي و التراحم , تحملوا الوان الاذى والعذاب من اقوامهم السادرين في جهلم وغيهم وغرورهم وظلمهم لانفسهم وللناس واستعبادهم وقهرهم وتحملوا السباب والشتائم والسخرية وعناد الكافرين واصرارهم على النيل من اتباعهم  فلم يتركوا طريق الهداية والارشاد والنصح والبيان مؤمنين صابرين محتسبين متكلين على الله متيقنين من نصره وعونه غير ابهين لكثرة اهل الباطل وقلة الناصر ولم يستوحشوا طريق الحق ولم تاخذهم فيه لومة لائم متمسكين بحبل الله عارفين سنته لا يطلبون الا عفوه ورضاه لا يظلمون ولا يعتدون ولا يكرهون الناس على شئ ولا يبغون عرض الحياة الدنيا ولا يطلبون اجرا ولا جاها ولا علوا ولا استكبارا , ولم ياخذ الله الظالمين الجاحدين الكافرين ويجتثهم من الارض الا بعد اصرارهم على كفرهم وظلمهم واستكبارهم وقهرهم للناس وعدوانهم وقتلهم للمؤمنين ومحاربة انبيائه ورسله وجحودهم باياته وتكذيبهم لرسله وكانوا عميا صما بكما لا يفقهون حديثا لاهين عابثين فاسقين جاهلين طاغين , الجهاد في الاسلام :  واذن الله للمؤمنين بالجهاد ودفع الاذى والظلم عن انفسهم ضد من طغى واستكبر واعتدى وتجبر وعادى دين الله ورسله وانبيائه وجمع جنده واعد عدته وشهر سيفه واصر على العدوان , والجهاد جهادان اولهما الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس وثانيهما الجهاد الاصغر وهو قتال الاعداء والدفاع عن الاسلام ضد المعتدين الظالمين , فاما جهاد النفس فهو مثلما سماه الرسول الاكرم (ص) الجهاد الاكبر لانه ضد شهواتها والمعاصي وتعديها حدود الله وتعلقها بالدنيا وملذاتها  ومن اجل تكاملها ايمانا وورعا وقربا من الله فلا شهوة سلطة  او ظلم  واستعباد للاخرين ولا جور وقتل وانتهاك للحرمات ولا عدوان على الناس ولا كذب واحتيال وفساد وكنز للاموال ولا استئثار ولا استعلاء ولا اكراه ولا اضطهاد  ولا ازدراء للاخرين ولا فسق ولا فجور ولا ذل او هوان او مداهنة الظالمين والتزام الحق والعدل والمساواة بين الناس ونصرة المستضعفين والابتعاد عن الحرام كله وكل ما يوجب غضب الله وسخطه ,  فهذا الجهاد هو مراقبة الانسان لنفسه ومحاسبتها كي لا تخرج عن حدود الله وتلتزم باوامره ونواهيه ولا تعتدي ولا تظلم ولا تفسق ولا تستسلم وتنقاد لشهواتها وهواها وحب الدنيا فتركن للشيطان وتنسى الله ويخبو ايمانها فتكون مع الظالمين الذين خسروا انفسهم وضلوا ضلالا بعيدا ... وهو اعمار الارض ونشر الخير فيها وقيم العدالة والمساواة والامن والامان والسلام  والعمل على ما ينفع الناس ويوحدهم ويؤاخيهم ويسعدهم ويرغد عيشهم ويصفي وينقي قلوبهم وضمائرهم متوادين متراحمين يبغون رضا الله ومنه ورزقه وخيره وفضله كله , واما القتال او الجهاد الاصغر فهو للدفاع وحماية الاوطان والاعراض والحرمات ورد المعتدين والغاصبين والمستكبرين   و ليس في  الجهاد  عدوان على الاخرين  وليس فيه طلب للدنيا ولا احتلال ولا طغيان ولا قهرولا اذلال او اكراه  بل هو خالص في سبيل الله وحده سبحانه وما اذن به وحدد لنا حدوده ووضع لنا احكامه  ومواضعه وشروطه ,  والله غني عن عباده فلو امن من في الارض جميعا مازادوا في ملكه شيئا ولو كفروا ما نقص منه شيئا ومن امن وجاهد وعمل الصالحات فلنفسه ومن كفر وظلم وطغى فعليها وهو جامع الناس ليوم لا ريب فيه ليروا اعمالهم ويقضي بينهم  ولا يظلمون فتيلا , وهو القهار الجبار المهيمن ولا يخرج عن حكمه وسلطانه احد لا طاغ متكبر ولا سلطان جائر ولا ينفع الظالمين مكرهم ولا جندهم ولا اموالهم ولا حصونهم ولا عديدهم وعدتهم . ولو تاملنا جيدا في تعاليم الدين واحكامه فليس فيه عبودية الا لله وحده وهذا المعنى يدل على عزة الانسان وحريته فلا يستعبده الاخرون مهما علوا وتجبروا ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه  وطاعتننا مقصورة لربنا ومن اجتباهم ربهم فعصمهم عن الهوى والزلل  فلا نذل ونخزى فهم  المبلغين عن الله المصطفين الابرار العارفين المؤمنين بالله والعاملين بسنته وحكمه والمؤتمنين على دينه الحق فجعلهم سبحانه وتعالى اولى بالمؤمنين من انفسهم والاسوة الحسنة وسفن النجاة لا يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق بقربه ودنوه من رب العالمين  , و لعل ابلغ الكلام هو ما قاله ولخصه الامام علي عليه السلام وهو يناجي ربه سبحانه وتعالى ( كفى بي عزا ان اكون لك عبدا وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا ) وهذا القول فيه معنى عظيم لكل من تمعن فيه وادرك محتواه ... وديننا يؤكد ان من قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا والقتل العمد عقاب فاعله جهنم  خالدا فيها ابدا , وفي ديننا لا اكراه ولا اجبار ولا السيوف المسلطة على الرقاب حتى تؤمن ولا التهديد والوعيد والبطش والتنكيل وقطع الارزاق والحصار وقتل الناس وارهابهم حتى يؤمنوا  بل الحكمة والموعظة الحسنة ولا احد من البشر وكيل  اوحسيب وقاهرومسيطر  بل الله وحده وهو سبحانه الهادي وهو الذي يزكي الانفس ويعلم ما تخفي الصدور وهو الرقيب والقاضي بالحق والشاهد والشهيد .. وحسن الخلق هي صفة المؤمن , وامان الناس منه وحبه لهم وسعيه في قضاء جميع حوائجهم وعونهم ومصاحبتهم وسؤاله الدائم عنهم هي من علامات الايمان .. وكذلك ليس في الدين تمايز بين البشر على اساس قومي وعرقي او الوان بشرتهم وثرواتهم ومناطقهم  وليس هناك شعب الله المختار والكل متساوون واحرار واكرم الناس عند الله اتقاهم اي الاكثر خشية من الله والتزاما بحلال الله وحرامه واكثر الناس عدلا ورحمة بالاخرين واكثر الناس حكمة و فهما  وعلما بشرعة الله وتطبيقا لها واكثر الناس بعدا عن التعلق بالدنيا وغرورها والشهوات واكثرهم تواضعا وطاعة لانبياء الله ورسله فهم ابعد الناس عن الظلم والطغيان وطلب الدنيا وملذاتها واكثر الناس اخلاصا في عبوديتهم لله وحبا له ولمن اجتباهم ربهم واصطفاهم . ماهو الارهاب : اذن لا ارهاب في الدين ولا يمكن تغطيتة وتفسيره على اساس ديني  بل هو انحراف كامل عن الدين وتحريف له وبالتالي خروج عن احكامه وشرعته ومقاصده والارهابيون هم اشقى الناس واكثرهم خسرانا لانهم كذبوا على الله وضلوا ضلالا بعيدا فجعلوا من لفظ الجلالة ومن الرسالة السمحاء ومن دعوة الانبياء عنوانا لجرائمهم وقتلهم الابرياء من الناس وعباد الله المؤمنين وعاثوا في الارض خرابا واصروا على طغيانهم وقسوتهم واحقادهم واضطهادهم وقهرهم للناس وتهجيرهم وانتهاك كل المحرمات والمقدسات مع الاستعلاء والكبر وتحقير الاخرين وارعابهم والتنكيل بهم , اي انهم قاموا بكل ما يخالف شريعة الله ودعوة الانبياء وكانوا جنودا للشيطان ومطيعين له بكل سكناتهم وحركاتهم واعمالهم .  ولاننا نتكلم عن الارهاب المتخفي بزي الدين او الذي يرفع الدين شعارا له فان اوضح نموذجين عليه هما الارهاب الصهيوني المتخفي خلف الديانة اليهودية والارهاب التكفيري المتخفي بالاسلام وكلا الديانتين من ارهابهما براء , ولكونهما يتخذان من الدين شعارا لهما وينحرفان عنه تماما فاننا نرى اوجه التشابه الكثيرة بينهما والتطابق والتماثل في الافكار والسلوك والاهداف , والارهاب هو نهجهما والصفة الملازمة لكل فعالهما .                                                                                                                             واذا كانت قد مرت عدة عقود من الزمن على بداية الارهاب الصهيوني بصورته العملية في فلسطين ودول الجوار وقد سبق عمليات الارهاب التكفيري الحديث  فانهما يعملان سويا وبتحالف بين حواضنهما والداعمين لهما من الدول الكبرى والاقليمية ويتبادلان الادوار بينهما لمزيد من الاجرام والتخريب وخصوصا في الساحتين العربية والاسلامية  ...فالافكار الصهيونية والتكفيرية ليست  مجرد افكار وطروحات نظرية بل هي ممارسات ارهابية دموية وقهرية واستعلائية انتشرت واصبحت ذات نتائج كارثية لامم وشعوب  واوطان , وهذه الطروحات والمخططات والمتبنيات الموجودة في كليهما تتشابه الى حد بعيد وكلها تعني تحويل الدين الى اداة تسلطية قمعية بشعة وتغييب كامل للمفاهيم الانسانية والحقوقية وقيم العدالة والحق وتهميش العقل وحجب الانوار الايمانية وتسييد الباطل وظلاميته لتكون الدنيا محكومة بالجهل المطبق والظلم والشر والغرائز الحيوانية المتوحشة فلا يبقى مكانا للانسان فيها فيقتل ويذبح وتدمر حياته المدنية فيسعد بذلك ابليس وجنوده ...واصل الارهاب هو حالة استكبارية يتاله فيها الانسان و يخرج فيها عن عبوديته لربه وينسى ملكه وعزته وسلطانه ويوم عن خالقه الملك الحق العادل الحساب  ويصغره في ذاته فيجعل من نفسه الحقيرة الامارة بالسوء والمليئة بالشهوات والكبر والغرور  بديلا و السميع البصيروالرحمن الرحيم  ليكون هو الاله وهو الحسيب وهو الامر الناهي المتكبرعلى الناس والمستعبد لهم والمستبد في طغيانه  فلا تبقى عنده حرمات او مقدسات واي قيم ويعمى عن جرمه وبشاعة عدوانه ولا يابه لسخط الله وغضبه ويعمل على تعطيل وتحريف ما انزل الله سبحانه من القران والانجيل والتوراة ومحاربة الانبياء والاولياء والصالحين من عباده الذين اجتباهم ربهم لحمل رسالاته و بيانها للناس والدفاع عنها والدعوة الى طاعته وعبادته سبحانه  ...وهو الفهم الخاطئ المتطرف المنغلق والشكلي  للدين حسب ظنون وادعاءات بعض الذين يحسبون انفسهم علماء اومشايخ او حاخامات اوقساوسة ولهم دور وادراك وتاويل وتفسير لا يصح غيره وهو فوق علم ودور الانبياء والاوصياء لان هؤلاء بشر ويخطاون وقد ماتوا وانتهوا ولا دور لهم وعلى الجميع الانقياد والطاعة  لهؤلاء الادعياء الذين نصبوا من انفسهم امراء للمؤمنين او حماة للسامية وللدين ...ولو سمعت تفاسير بعض هؤلاء المشايخ عن الله لهالك ما تسمع فهو عندهم مثل كل شئ تصويرا وتجسيما وليس كما يقول ربنا ليس كمثله شئ وهذا القول بتفسيرهم  قد يكون بكبر الله عن الاشياء فهو لايشبهها وبالتالي هم ينسفون التوحيد نسفا فكل محددود معدود حتى وان كبيرا , واما الحديث عن ذاته وصفاته فترى منهم العجب العجاب , وكل فعال محمد (ص) ونطقه عندهم  فهي عن الهوى لانه  بشر مثلهم ومثلما يخطئون ويذنبون ويطيشون ويعتدون على الاخرين فان محمدا(ص) كذلك وليس كما يقول ربنا عنه وهو ليس مجتبى من ربه ولا ينطق عن الهوى وليس هو الاقرب الى ربه والاكمل في شخصة والاعظم في ايمانه وتسليمه فكان قاب قوسين اوادنى وليس حاملا لاعظم امانة ورسالة وما ادبه ربه فاحسن تاديبه وبالتالي عندما يقولون عن محمد (ص)ذلك فقد يكون منهم من هو افضل منه  !! ومن يؤمن بعصمة سيد الكونين وتطهيره من الذنب و الرجس بامر ربه ومنه وفضله وباذنه وقدرته سبحانه وتعالى فهو كافر ومشرك !! فهو بشر حاله من حالهم ياكل ويشرب فكيف يكون معصوما باذن ربه . فالصحابي الجليل ابو سفيان وامير المؤمنين المفدى معاوية او ابنه الاكمل والاورع يزيد هم اعظم ممن اجتباهم ربهم وطهرهم تطهيرا بدءا من محمد وال بيته ومرورا بكل الانبياء  صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين !   من هنا يبدا الانحراف عن الدين وعن شرعة الله وسنة انبيائه ويبدا مسلسل القهر والضلالة والارهاب والركون للدنيا وسلطة ومكر الظالمين , فعندما تخفى التوراة و ما انزله الله تعالى فيها ويكتبها الذي يريد ان يتسلط ويجعل من نفسه الها وحاكما ورجل دين ويقول انها كلمات الله والواح موسى (ع) وتبدا نزواته وشهواته  هي التي تسيطر عليه ويمكر ويخدع ويضلل المحيطين به والاتباع  عندها يبدا الظلم والطغيان وتنشا كل المصائب والمحن وعندما يقولون ان يد الله مغلولة وليس هناك من انبياء ومبعوثين من غير بني اسرائيل ومن بعد موسى وانهم هم المتحكمون والمسيطرون وانهم المختارون والمميزون عن غيرهم ولهم ان يفعلوا ما يشاؤون  فعندها تبرز مبادئ  الجريمة والقتل والاستعلاء وتنشا وتتشكل الحركات السياسية الارهابية المنظمة التي تطبق هذه الافكار فكانت الصهيونية وجرائمها المعروفة , ويبدا التحريف والانحراف عندما يتسلل الى الخلافة الاسلامية او السلطة فيها من هو مستعد لفعل اي شئ للحصول عليها وهدفه او كل تفكيره منصب لجعلها وراثية لبني امية وابعاد بني هاشم عنها ومصورا النبوة والخلافة والدين امرا دنيويا بحتا (ملك دنيوي وحسب) ومحتجا على ربه ومن اصطفاهم وجعلهم خزائن علمه ولسان حاله يقول ان الامرة والسلطة والقيادة لنا ونحن السادة وكان الاولى ان ينزل الله قرانه على رجل من القريتين عظيم وليس على هذا الرجل الهاشمي الامي حسدا من عند انفسهم وثارا منه وحقدا على كل من امن واتبع الرسول (ص) وعلى اهل بيته فيبدا يذكي نار الفتن ويمارس كل اساليب الخديعة والمكرو التاويل المحرف للقران و وضع الاحاديث الملفقة عن رسول الاسلام وجعلها من سنته ويشهر سيفه ليقتل كل من يقف في وجهه ويخوف به ويرهب الناس ويشتري بماله من يشتري ليكونوا منفذين لكل اوامره .. ان الفتنة وتاجيجها واثارتها واذكاء نيرانها ونشرها هي اداة وطريق التحريف وبالتالي يضيع الحق ويعم الباطل ويتسلل الى حكم الامة جهالها والظالمين والماكرين  وعبيد الدنيا وطلابها  فيصبح الدين اداة للقمع والقتل والاضطهاد والتضليل , وهكذا امام كراسي الحكم وامام شهوة السلطة وامام الثار من رسول الله واصحابه واهل بيته يبدا التحريف الاول والاكبر في رسالة الاسلام وشرعة الله بجعل الخلافة والحكم وراثيا وحكرا لمن افنى عمره لمحاربة رسول الله ودين الله وصحابة رسول الله واهل بيته اي ابي سفيان واولاده , فهذه الدعوة للملكية الوراثية لبني امية وتنفيذها بقوة السلاح  وجعلها من سنة الله ودينه هي الخروج الاكبر عن الدين وعن شريعته والتحريف الاعظم فيه ولا يمكن لاي مسلم ان يجد في دين الله وشرعته حجة وحكما لها ووصية لرسول الله فيها او اي دعوة واشارة اليها بل يجد العكس تماما ولا اريد ان ادخل في التفاصيل ! وليس هذا فقط بل حتى الخلفاء من بعد رسول الله لم يسنوا ويشرعوا هكذا شرعة ونظام خلافة ولم يسيروا فيها ويدعوا اليها وبذلك نعرف ان الاموية والامويين ليسوا من السنة  وليسوا من السلف الصالح ( فلا هم سلفيون ولا هم اهل السنة والجماعة ) ... ولا ننا نعيش الان في زمن اثارة الفتن بين المسلمين وزمن الارهاب التكفيري لقتل المسلمين وتشويه الدين لناخذ حادثين فقط من التاريخ لنعرف مدى الانحراف الكلي عن الدين في زمن الفتنة وفي زمن الارهاب .. ففي زمن الفتنة برزت لنا مجموعة تسمى الخوارج فارسلوا رجلا منهم تحت شعار لا اله الا الله محمد رسول الله وباسم الاسلام ليقتل من قال عنه رسول الله (انت مني بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدي ) وقال عنه في معركة الخندق ( نزل الايمان كله الى الكفر كله ) وفي خيبر(.. يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ) و..و.. وكل ما ذكره الله تعالى في القران عنه وما خصه على لسان نبيه به فياتي اشقى الاشقياء ابن ملجم ليقتل عليا باسم الدين  وهو في عمى تام وجهل مطبق وكفر وخروج كامل عن الدين ! فاي محنة للدين وللامة اكبر من هذه واي تحريف وخروج عن حكم الله وشريعته اكبر من هذا !!.فباسم الدين قتلوا اول رجل امن بالدين وبنبوة محمد (ص) وخليفته وامام المسلمين وسيد الاوصياء فماذا بعد ذلك من ضلالة ومن خسران مبين !  وهل يدركون ويفهمون اي قرب ومنزلة  ومقام لعلي عند الله تعالى وعند رسوله الكريم ؟ وهل من هؤلاء القتلة الجهلاء والاشقياء عبيد الدنيا والشيطان من يعرف دين محمد (ص) ومقام محمد (ص) ويعرف الله ؟ ولهذا الموضوع حديث اخر وتفصيل اخر حول معنى مقام الانبياء والاوصياء ودرجاتهم ومنزلة كل واحد منهم عند الله تعالى  وهل في ذلك التفضيل وتلك الدرجات مساس باي احد منهم او انتقاص وهل في ذلك التفضيل لمن خصهم الله واجتباهم  انتقاص من المؤمنين بالله الاتقياء  واصحاب الانبياء والاوصياء .؟  .. وفي زمن الارهاب فقد نصب معاوية ابنه يزيد اميرا للمؤمنين وخليفة للمسلمين فماذا فعل واي دين لديه ؟.. ولنا ان نتصور ان من تم تنصيبه للخلافة يخرج عن شرعة الله كلها ولا يعرف منها شيئا فكيف يكون الجرم والارهاب والتحريف للدين ؟. ان بوابة الارهاب  فتحت هنا وما ابشعه من ارهاب واي سنة قذرة اسس لها هذا الخليفة الحاقد على الدين ؟ ان اول عمل قام به هو التاسيس للارهاب والتنكيل برسول الاسلام بقتل اهل بيته وبضرب الكعبة بالمنجنيق واستباحة المدينة المنورة والاقتصاص من اهلها ... ولناخذ كربلاء مثلا على جرمه وخروجه عن شرعة الله .. فالحسين بن علي ليس كغيره من الرجال واهل بيته ليس كمثلهم احد وقربه من رسول الله وايمانه وورعه وعلمه ومقامه لا يدنو منه احد .. هو حبيب رسول الله وابنه والله من قال عنه ذلك في اية المباهلة ولسنا نحن من نقول وان كان نسبا هو ابن الزهراء وما ادراك ما  الزهراء هي بضعة رسول الله وبنت خديجة الكبرى وسيدة نساء العالمين , فسبط الرسول هذا وحجة الله على خلقه ومن طهره الله واذهب عنه الرجس وابن مكة والمدينة وابن زمزم والصفا وابن سيد الكونين وسيد الوصيين ومن قال عنه رسول الاسلام حسين مني وانا من حسين وغيرها من الاحاديث الكثيرة وخصه بكل الحب والعناية والرعاية وهو الذي لا ينطق عن الهوى وكل فعل وقول له من الله  فماذا فعل به وبجسده الطاهر وبال بيته هذا الخليفة الضال والمنحرف ؟.. لقد امر بقتله وكل ال بيت النبي وسبي نسائه وحز الرؤوس وان تترك الاجساد المقطعة  بلا دفن في الفلا  ! وليس هذا فقط بل امر بالرؤوس المقطوعة ان ترفع على الرماح وبصحبة النساء الاسارى المسبيات وان يدار فيها في كل المدن ليراها الناس من العراق الى الشام ! وايضا  ليس هذا فقط بل في مجلس خلافته والمسماة اسلامية وامام اعين الناس والاسارى تقدم له الرؤوس واولهم راس الحسين ليشفي حقده من رسول الله بضرب او العبث بهذا الراس الشريف بعصاه !! فباي دين وشريعة يؤمن هذا الخليفة واي بشاعة جرم يرتكب واي اساس للظلم ينشر ويؤسس !! فهل هذا الخليفة يؤمن بنبوة محمد (ص) وهل يعرف الله وشريعته وحدوده ؟  فصدق رسول الله حين قال (حسين مني وانا من حسين ) فكل ما لدى الحسين من محمد (ص) وحفظ رسالة محمد(ص) ومنع تحريفها وزوالها كانت بتضحية  الحسين وبيانه وشهادته .. وارجعوا الى خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد لتعرفوا اي فعل شنيع ارتكبه  الخليفة المنافق هذا.. وما يهمنا قوله ان التكفيريين الارهابيين في زماننا يسيرون بخطى هذا الضال المنافق فنرى من فعالهم ما نرى وللحديث بقية .