لماذا تهاب قطر العراق، وكيف صدرت الارهاب اليه، ودعمته اعلاميا وفكريا وماديا؟؟ |
العراق تايمز / أصبح من الواضح أن الجميع يدرك ان النظام القطري نظام ديكتاتوري بالاساس، تستند على قونين قمعية وديكتاتورية في حق كل من سولت له نفسه ان يعبر تعبيرا مخالفا لسياسة الحكم، بالاضافة الى انها دولة تنتهك حقوق الأقليات دون ان تتقيد بمواثيق حقوق الانسان فردا او جماعة دون أن يثار ذلك في قنوات التعليمات الأميرية الفضايية او الأرضية منها. النظام القطري أقدم على على هدم المساجد الشيعية والحسينيات وآخرها مسجد الصفار، ومسجد وحسينية الإمام الحسن بالدوحة، ومنع استقدام خطباء للحسينيات الموجودة الى جانب التضييق على علماء الشيعة القطريين. فضلا عن ذلك، قامت قطر بإغلاق المركز الثقافي الشيعي وسحب ترخيصه، إضافةً الى انتهاكها لحرمة مقابر المسلمين الشيعة وهدمها قبل بضعة اشهر. هذا الى جانب انتهاكات أخرى جسيمة في حق الأقليات الوافدة من الخارج. والمقصود من المرور عبر هذه النقاط هو توضيح صورة النظام القطري الحقيقية والتي تتسم بالإستبداد. وقبل هذا كله وجب التذكير ان قطر تحكمها عشيرة أو عشيرتين تعادي بالضرورة أي دولة مجاورة أو قريبة بدأت تظهر فيها ملامح الديموقراطية والحكم المدني. اذا ما وجد اعلام حر او حر نسبياً في دولة مجاورة تجد فيها الدولة المستبدة تهديداً لأمنها ما دام أمنها قائم على قدسية الحاكم و حرمة مساءلته، وفي هذا السياق، يمكن فهم دعم قطر لما من شأنه زعزعة الإستقرار في بلد كالعراق. وانه لمن المؤكد أن هامش الحرية والحكم المدني في العراق يفوق بكثير دول المنطقة العربية الشرق أوسطية بإستثناء لبنان الذي له وضع خاص. العراق في نظر الباحثين يعد أكثر قابلية لدمقرطة شاملة وحقيقية على الرغم من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد وعلى الرغم من ان الذين يشغلون كرسي الحكم في العراق ليسوا أكفاء، ولكن تبقى بلدان الخليج أهمها قطر ترى في العراق تهديداً للوضع القائم حيث تهيمن فيه عشيرة واحدة على مقدرات الوطن باكمله. واذا ما نظرنا للاسباب سنجد ان هذا التخوف من العراق هو تخوف "معقول" إذا ما حاولنا ان ننظر بجدية تهديد البلدان السائرة نحو دمقرطة شاملة بما يصاحب سيرها من ثورة على المستوى الإعلامي و الحقوقي و الجيوسياسي. من هذه المعطيات يمكننا أن نفسر رغبة قطر في ضرب إستقرار العراق. ولعل اكبر برهان هو الدور الإعلامي و الفتوائي وأخيراً بطريقة لم تعد قابلة للإخفاء، وهو الدعم المالي و العسكري للجماعات الإرهابية المختلفة التي تقتل وتسفك بالعراقيين. ويتلخص الدعم القطري للارهاب في العراق في طرق مختلفة، اولها ان قطر اختارت ان تتبنى اعلاميا خلق فعاليات و أنشطة وترويج ملفات وتبني مصطلحات تدعم التيارات الإرهابية، وفي المقابل تقوم بتجاهل وإهمال قضايا وأحداث وملفات تخص المنطقة خاصةً العراق التي مجرد تناولها و تسليط الضوء عليها يساعد في مكافحة الإرهاب. و يرى الدكتور جاسم الحبجي في بحث "الإعلام والإرهاب .. قناة الجزيرة نموذجا" أن قطر تدعم الإرهاب في العراق من خلال قنوات إعلامية أهمها فضائية الجزيرة، بحيث قامت بتوفير منبر إعلامي عالمي للتنظيمات الإرهابية في العراق ما زاد من قوتها و تأثيرها. فكانت " أول قناة قامت بعرض فيلم قام فيه الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي بذبح مقاول أمريكي يعمل في العراق، ثم تلى ذالك عرض جميع أفلام الذبح الأخرى التي قام بها الإرهابيون، حيث توسعت لتشمل العراقيين من الحرس الوطني والجيش والشرطة والمدنيين العزل والزوار لتكرس بذلك ثقافة القتل والإرهاب وتصبح المروج الأول للإرهاب في العراق". كما أن استضافة الجزيرة لمتطرفين إسلاميين ليتكلموا عن ثقافة الذبح ويصفوها بالمقاومة وفر مساحة مهمة لتبرير القتل والذبح". وقال الدكتور على فعالية الخطاب المتطرف الذي روجته الجزيرة بقيام أحد المتطرفين ومنذ فتره مبكرة لسقوط النظام البائد في العراق بالتحريض من خلال الجزيرة على استهداف خطوط أنابيب البترول والبنى التحتيه للبلد، وهو ما حصل بالفعل فيما بعد ولا زال يحصل. قناة الجزيرة القطرية قامت بتبني مصطلحات إعلامية تحريضية و ترويجها مثل "المثلث السني" و"الجنوب الشيعي" و"الشمال الكردي " و"ما يسمى بمجلس الحكم " وغيرها من المصطلحات التي تحاول أن تقسم العراق وفق كيانات سياسية أو طائفية أو عرقية.،و كل هذا يعد دعماً للإرهاب و حشداً للرأي العام لصالحه و ايهامه بما هو خلاف للواقع. واذا ما اردنا ان نتناول مسالة التجاهل فهو استمرار قطر في تجاهل مواضيع مثل المقابر الجماعية والجرائم الصدامية في العراق و التي اهمالها الإعلام القطري بعدما أثار شخصية وهمية حول صدام كقائد قاوم الغزو فمات " شهيداً ". و كذلك موضوع ذبح المواطنين العراقيين على الهوية و تفجير الزوار والمقامات المقدسة وغير ذلك.اما بالنسبة للدعم الارهابي الفتوائي فهو كان يتمثل بالاساس في غتاوى يوسف القرضاوي التي تعتبر أن الديكتاتور صدام حسين مات شهيداً مع تستر الاعلام القطري واهماله كلياً جرائم صدام، و استضافته في مقابل ذلك لشخصيات تبارك العمل المسلح ضد الحكومات المنتخبة في العراق، فإننا سنحصل على صورة واضحة حول تشجيع قطر للأعمال الإرهابية في العراق مستغلةً عامل الفتوى الدينية. هذا الأمر يتجلى بوضوح أكثر في الساحة السورية حيث رأينا كيف استطاعت إلى فتاوى القرضاوي الشهيرة التي تبيح قتل المسؤولين السوريين و حتى المتعاونين و المتعاملين مع النظام من علماء و عامة وموظفين و غيره. و قد نفذت فتاوي القرضاوي بصفته الواعظ الرسمي و العالم الأكبر في قطر على الأرض فرأينا أحداث ارهابية راح ضحيتها إبن الشيخ حسون والعلامة البوطي وآخرين من عامة الشعب السوري. فهذا النوع من الفتاوي يدعم الإرهاب في البلدين المذكورين عن طريق توفير الغطاء الديني له. بالنسبة للدعم المادي، فبلا شك ان الحديث عن القاعدة اليوم هو ذات الحديث عن تنظيم طالبان و جبهة النصرة و تنظيم دولة العراق الإسلامية والقاعدة في بلاد الرافدين وغيرها من التنظيمات الموالية للقاعدة والحاملة لإديولوجيتها. زانه من غير الممكن أن يكون الواحد مع القاعدة وضد باقي التنظيمات المذكورة و العكس صحيح. لقد كانت قطر على الدوام ملاذاً آمناً لقيادات من تنظيم القاعدة مثل خالد الشيخ محمد طوال التسعينيات بحسب منظمة مشروع التحريات حول الإرهاب الذي يرأسه الصحافي الأمريكي ستيفن ايمرسون. و قد إستفاد قادة من القاعدة مما يعتبر دعماً مادياً من خلال الموافقة على اقامتهم و ما يتعلق بها من حماية و تسهيلات. و قد وظفت قطر في مؤسساتها متآمرين مع تنظيم القاعدة مثل تيسير علوني الذي عمل لدى الجزيرة و ادين بجرائم دعم و إيواء لعناصر القاعدة من طرف القضاء الإسباني الذي حكم عليه ب 7 سنوات سجناً. و كذلك توظيفها لسامي الحاج و هو متهم آخر بدعم القاعدة أفرج عنه من سجن غوانتانمو بعد مفاوضات مع الدولة القطرية. ليس هذا أمر يتعلق بالماضي فحسب، فقد ذكرت يومية "ذي باكستاني دايلي" الباكستانية الصادرة بتاريخ 5 أبريل 2013 أن العاصمة القطرية الدوحة أصبحت تستضيف مكتباً جهوياً لتنظيم طالبان. و كانت اليومية المذكورة استندت على مصدر موثوق من محيط الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. و كانت قناة السي إن إن في نشرتها حول مساعي الجزيرة شراء شبكة الكايبل التلفزية الأمريكة بتاريخ 23 أبريل 2013 وصفت الجزيرة القطرية بالقناة الإرهابية. وصف نالته الجزيرة من قناة فرانس 24 بتاريخ 23 يناير 2013 بناءً على تقرير معنون "هل قطر تؤجج الأزمة في شمال مالي" و التي تحدثت عن دعم مالي تلقاه أعضاء القاعدة من الدوحة. و كانت الواشنطن بوست نشرت تقريراً عن دعم قطر المادي لصالح عبد الحكيم بلحاج قائد الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة و المصنفة كتنظيم إرهابي من طرف الولايات المتحدة و يشتبه في قيامها بدور مهم في تجنيد و إرسال شباب من ليبيا و تونس لزعزعة الإستقرار في سوريا. هذا إلى جانب تقارير عديدة أخرى نختم منها بتقرير النيويورك تايمز بتاريخ 21 دجنبر 2012 الذي يتهم قطر بدعم جماعة النصرة في سوريا التي توالي تنظيم القاعدة و هي كذلك مصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية من طرف الولايات المتحدة. خلاصة القول، وبعد كل النقاط التي حاولنا تبيانها يصعب الارتيبا في حقيقة علاقة قطر بالارهاب، كما يصعب ان نتصور قطر ستبقى صامتة دون افتعال و تأجيج الحساسيات العرقية و الدينية ثم دعم المجاميع الإرهابية المتطرفة إعلامياً و فتوائياً و مادياً حتى تصبح تجارب الإنتقال الديموقراطي في العراق تعني القتل والتفجير و ينفر منها شعوب المنطقة. |