ذبح على الطريقة البغدادية


قد يفترض البعض ان ديمقراطية الشرق الأوسط لا تعطي الحريات و تفرض السيطرة على حرية التعبير, الحرية في طبيعتها ليست مطلقة و لا تعنى أن نفعل ما نشاء من دون ضوابط , وفعلها يطابق المبادئ التى تقوم عليها حقوق الإنسان من الكرامة والمساواة وحرية المعتقدات , وسلطات الدول تتدخل لحماية حريات كل المواطنين بلا استثناء و حرية التعبير ليست مطلقة , والدول ذات الديمقراطيات العريقة لا تسمح بتجاوز حق المجتمع ولا تقف مكتوفة الأيدي حين تستغل حرية التعبير للتحريض على القتل وترويع الآمنين ونشر الأفكار الدينية المتشددة .

شهدت بريطانيا جريمة بشعة ضحيتها رجل بوليس فى منطقة وولويتش شرق لندن. الملاحظ أن الجريمة تمت نهاراً وأمام أنظار ومسمع المارة وقد تبين أن مرتكبى الجريمة مواطنان بريطانيان مسلمان إصيبا ونقلا إلى المستشفى , تعلما الأفكار المتشددة من بعض الوعاظ الذين ينادون بالقتل و العنف والأنتحار . وبالنتيجة تضاعفت حالات الاعتداء على المسلمين , و شهدت 150 حادث أعتداء خلال اليومين التاليين للجريمة. وما فعلته السلطات البريطانية بالتصدى لهذه الأعتداءات على المسلمين , و قوات الشرطة قامت بالقبض على 22 بريطانى بتهمة الأعتداء على مسلمين سواء كان الأعتداء مباشراً أو من مواقع الانترنت,وقام البوليس بزيارة أحد الأشخاص لتحذيره من الأستمرار فى النشاط التحريضى الذى يمارسه على الشبكة العنكبوتية , وقبضت شرطة منطقة بريستول فى جنوب غرب بريطانيا على شابين بتهمة مخالفة قانون النظام العام لقيامهما بالتحريض العنصرى ضد المسلمين , وقال المفتش ايد ياكسلى من شرطة أفون وسمرست (إن تعليقات هذين الشابين كانت تستهدف مسلمى المنطقة وإن مثل هذه التعليقات لم تعد مقبولة بل هى تلحق الضرر بمجتمع بريستول). و تم توقيف مواطنين بتهمة تهديد مسلمين فى أحد مطاعم شرق لندن حيث تم عرضهما على المحكمة ,و القبض على مواطن يدعى أدم روجرز 28 سنة بتهمة إرسال رسالة بها سباب وشتائم للمسلمين عبر شبكة الانترنت و سيقدم لمحكمة برايتون في إقليم ساسكس فى جنوب شرق بريطانيا.
من الواضح أن بريطانيا لا تتسامح مع مواطنيها الذين يسيئون إلى ديانة أخرى هى الإسلام بل تقدم كل من يحرض على العنف لمحاكمات عاجلة ، رغم أن مرتكبى الحادث مسلمان, و سبق أن ارتكبت مجزرة لن ينساها البريطانيون وهى التفجيرات التى وقعت فى لندن فى 2005 م حيث قتل 50 شخصا وأصيب أكثر من 700 مواطن تنسب لمتطرفين مسلمين , وعاقب الاتّحاد اليوناني لكرة القدم جيورجوس كاتيديس (20 عاماً) لاعب وسط أيك أثينا بالإيقاف مدى الحياة عن جميع الأنشطة المتعلّقة بالمنتخبات الوطنية , بعد قيامه بتوجيه تحيّة نازيّة للجماهير في إحدى المباريات , وأعتبر التصرّف يشكّل استفزازاً شديداً وإهانة لكلّ ضحايا النّازية وانتهاكاً للصورة السلمية والإنسانية للعبة , ورغم اعتذاره وتبرير مدربه , أنّه شاهد هذه التحيّة على الإنترنت أو في مكان آخر وفعلها دون أن يعرف معناها , وكان يبكي في غرفة تغيير الملابس , السبب فى هذه المواقف إن الديمقراطيات تحترم مبدأ سيادة القانون وتدرك جيدا أن الممارسات التحريضية من شأنها تهديد إستقرار البلاد , بينما لا يزال في العراق من يحرض علناً بدعم أقليمي للعنف والقتل والتهجير ومحاربة الفكر بقوة السلاح بأجندات وافدة من خلف الحدود ولا تقبل تطبيق القانون وتخالف الحريات والحقوق العامة دون محاكمات عاجلة ,وحتى قيل ان ذبح البريطاني على الطريقة البغدادية .