أهداف تتحقق بلا خسائر!!

 

كان لنا أستاذ يردد دائما : "سعيد مَن إكتفى بغيره" , خصوصا عندما ينجز له أحدهم عملا ما.

وكان فيلسوفا في رؤاه.

وأحيانا يستخدم العبارة للإشارة  إلى أوضاعنا وأحوالنا بصورة عامة.

فعندما يحتدم النقاش حول ما يجري  , لا يشاركنا , وإنما يطلق حسرةً ويقول: "سعيدٌ مَن إكتفى بغيره"!

وما كان يقوله يلخص ما جرى ويجري وسيجري في منطقتنا.

فهناك أهداف كبيرة تحققت وستتحقق , لقوى ذات أطماع وإرادات ومصالح , وما كلفتها شيئا بالقياس إلى ما غنمته وأنجزته.

إذ تمكنت من إيجاد وتوظيف طاقات وقدرات تحقق أهدافها الكبرى , وبإندفاع وتواصل ووثوب , لا يمكنها أن تمتلكه , وفي ذلك إنجاز خارق وربح لا يقدر بثمن.

فالملاحظ أن المنطقة بأسرها تجري بأقصى سرعتها , وما فيها من الإمكانات نحو وديان الإندثار , وتحقيق ما لا يمكن  لأية قوة أن تحققه.

فما أسعد الذين وجدوا أن ما يريدونه يتحقق وهم في مواضعهم آمنين.

أظنهم سيتصورونها إرادة ربانية , ومؤازرة كونية , وطاقات خفية تأتيهم بأحلامهم وطموحاتهم على موائد من ذهب.

فلم يحصل في تأريخ الصراعات  , أن تتحول مجموعة بشرية بكل ما فيها وعندها , إلى قوة مسخرة لتحقيق أهداف غيرها وبقوة لا تضاهى.

لم يحصل أن تحول المجتمع إلى حالة مناهضة لوجوده وتواصله.

 فينشطر وينقسم , ويكون موجودات متقاتلة , متصارعة , متناقضة تريد محق وجودها بأسره.

إن ما يجري , عبارة عن مسيرة إنتحارية , نحو هاوية الفناء الحضاري, وبملئ إرادتنا ووعينا , وجهدنا ومثابرتنا للقضاء على وجودنا أجمعين!

وسعيدٌ , ألف مرةٍ ومرةٍ , مَن إكتفى بغيره , فهل يرعوي المغفلون؟!