المعروف عن الديمقراطيه انها حكم الشعب بالشعب و الشعب مصدر السلطة, وأول من عبر عن الديموقراطية ( أفلاطون) وانها مصدر السياسه وخير مثال في تطبيق الديمقراطيه هي الثوره الفرنسيه . عند اندلاعها وكان شعارها الحرية،الإخاء، المساواة وبعد ذلك ادخلت الديموقراطية في دستورها بعنوان حقوق الإنسان في المادة الثالثة ,الأمة مصدر السيادة ومستودعها وكل هيئة وكل شخص يتولى الحكم إنما يستمد الحكم منها كما موضح في دستورها الصادر عام 1791م . فنصّ على أن السيادة ملك للأمة ولا تقبل التجزئة ولا التنازل عنها واغلب بلدان اوربا طبقت الديمقراطية واعتبرتها مصدر القوة في اتخاذ قراراتها بكافة مفاصل الدولة.
والعراق لم ينعم بالديمقراطية منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 ,الا في فترات محدودة ابان الحكم الملكي كذلك حكومة عبد الكريم قاسم والتي لم يمهلوها طويلا بل عاجلوا الزعيم بالاغتيال ثم المؤامرة السوداء في 14 رمضان عام 1963 فطبقت الديكتاتورية بشكل همجي اضاقت الشعب الويلات والمقابر الجماعية .الا ان جاء يوم الفرج عام 2003 وهو يوم التغيير .
وبعد التغيير جاءتنا الديمقراطية معلبة مسلفنه اعطت للشعب كجرعة واحدة , ومن خلال هذه الديمقراطية تشكلت احزاب ودكاكين وكانتونات سياسية ولكل حزب ايديولجياته واجنادته الخاصة او اجندات خارجية يمتثل لها هذا الحزب او ذاك ! وهذه جاءت نتيجة غياب قانون الاحزاب والذي لم يقر للان في البرلمان كون هم انفسهم مستفيدين من غياب هذا القانون كي لا يكشف عوراتهم .
فنرى ان قادة الاحزاب ومن خلال الديمقراطية وحرية الراي تحولوا الى قادة شوفينيين متعصبين لاحزابهم وعرقهم ودينهم وبدوا بتشكيل ميليشيات خاصة تدافع عن ايديولوجياتهم والغاء فكر الاخر .واشاعوا ثقافة القتل وهدر الدم من خلال النعرات الطائفية التي هم بثوا سمومها واشعال نار الفتنه وذلك تنفيذا لاجندات اسيادهم ومن يدعمونهم .
ان ثقافة القتل والارهاب المدعوم من الخارج يتحمل مسؤوليته البرلمان اولا لانه تقاعس عن اصدار قانون الاحزاب , والارهاب لم يصدر من الخارج وانما تنامى وولد من رحم الاحزاب والا ماهي الموارد المالية لاي حزب ان يمتلك فضاءيات واعلام وصحافة ودفع الاموال لاعضاءه !.
كل يوم تفجير وكل يوم قتل وسفك دماء ولن نرى القاتل الحقيقي قد نال عقابه , وان امسك به فعلا فبعد ايام يهرب من السجن وذلك نتيجة الاختراق الامني كون كل حزب له شرطة او جنود يساعدون على ذلك خدمة لاحزابهم .
الى متى الشعب العراقي يقتل ؟ والى متى هذه الفوضى والدمار ؟ الى متى الفراغ الوزاري ؟ ومتى نرى حقيبة وزارية كاملة ؟ فهل هذه الديمقراطية التي اوعدتمونا بها ! عجبي انكم تفسرون الديمقراطية وتصوغونها على مقاساتكم والحقيقة انكم ديمقراطيون في الفساد وسرقة المال العام والكذب على الشعب والدليل عشر سنوات وقد اخفقتم في كافة الخدمات اضافة الى سرقة قوت وكمية الشعب .
|