لقد ذبحوا عبد الله الرضيع قبلك يا مريم

 

أنها المرة الثانية التي أكتب فيها عن الحلة ومصائبها ومآتمها واحزانها، الأولى كانت في آذار سنة 2005 عندما قام أرهابي مقبور قادم من دولة مجاورة بتفجير نفسه وصهريج قرب مسجد واسواق مكتضة أودت بحياة أكثر من مائة مواطن برئ أكثرهم من النساء والأطفال وأحدثت دمارا هائلا بالمنازل والممتلكات يعجز عنها الوصف، بسبب ذلك المقال وضعت على القائمة السوداء في مخابرات ذلك البلد، وكلما نزلت في مطار من مطاراته أحجز وجوازي لأربع وخمس ساعات، ويطلب مني بعدها مراجعة الدائرة لأستلام الجواز، ليطرح علي سيلا من الأسئلة والاستفسارات لو تعرض لها مواطن أمريكي لأضطروا للركوع كي يصفح عنهم العم سام، علما أنني لم أكتب غير مهاجمة الارهاب والتذكير ببعض الحقائق، ومن المفروض أن لا زعل من الحقيقة ولكن عندما تكون الدولة ضعيفة يفعل بأبنائها مثل هذا، ورغم كل ما يحصل ليس هناك أحلى من كلمة الحق . اليوم قرأت بقلب دام ماحصل للطفلة مريم، التي أنتقلت الى جوار ربها على طريق الشهادة وهي ترنو ببراءة الأطفال لمن كتبت له السلامة من أهلها محتسبة الى الله، ومعها كوكبة ناصعة من عبيد الخالق القدير، الذي ليس غريبا عليه صنع المعجزات والكرامات كي يدحض الباطل ويرفع من شأن المظلوم، فعندما ظلمت أم عيسى النبي (ع) أكرمها الله بأن أنطق وليدها وكلم الناس في المهد صبيا، ليخرس الذين أرادوا الطعن بشرف مريم الأم، لذا ليس غريبا أن تنطق الطفلة مريم وهي في طريق عرض مظلوميتها على خالقها وأنبياءه ومن بينهم صبي المهد المؤيد من السماء، لتضاف الى سجل ضحايا الجبروت والطغيان الذين كان أشدهم ايلاما ما حصل للرضيع (عبد الله ) سليل شجرة النبوة ومهبط الوحي، الذي نحر بسهم حرملة الوحش، وقبله مثل بصياد الأسود الحمزة الذي أصابته طعنة الغدر التي مازالت تمارس ضد الشعب من قبل الشاذين والأفاكين ليستمر مسلسل أستهداف الطفولة من المحلين ومحرفي الدين في كل الجرائم التي طالت العراقيين رضيعهم وشيخهم بلا تمييز . أن الدين هو الأخلاق وما نزلت الكتب السماوية الا لنشر هذه المفاهيم التي كانت تفتقر لها المجتمعات السابقة، لذا فلا عتب أن يصدح القرآن الكريم ( أذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) فألى عليين يا مريم وكل شهداء العراق الذين سقطوا بأموال الأوباش الشاذين وبايادي الصعالي القذرين من الذين طالت لحاهم وأقذرت أجسادهم وما في داخلهم أعفن وأقذر وهذا ما نهى عنه الاسلام لان النظافة من الايمان.