القبلات وحدها لا تكفي لحل الازمة السياسية |
تصاعدت معدلات العنف الدموي , بشكل غير مسبوق في الاشهر الاخيرة , وبشكل مخيف يدعو الى القلق والخوف والرعب من المصير المجهول , الذي ينتظر الشعب بكل طوائفه الدينية والسياسية . وان القادم سيكون اكثر سوءا وفداحة وخسارة كبيرة . اذا لم يتسارع اصحاب الشأن من الكتل السياسية , التي تتحكم بالقرار السياسي , الى اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة وفورية الى انقاذ العراق , قبل وقوعه في اتون نار الحرب الاهلية , ان الارقام المخيفة التي تشير بوضوح الى تصاعد الخط البياني للعمليات الارهابية , والى عدد القتلى والجرحى خلال الشهرين , نيسان وايار من هذا العام وفق الى احصائيات بعثة الامم المتحدة , حيث اشارت تقاريرها الى . بان شهر نيسان والذي يعتبر اكثر دموية بحجم العنف الدموي منذ عام 2008 , حيث سقط في هذا الشهر 712 قتيل عراقي وعدد الجرحى بلغ 1633 عراقي . وياتي شهر ايار ليكون اكثر دموية من سابقه , اذ سقط 1045 قتيل وعدد الجرحى تجاوز 2239 عراقي , ونتيجة لتصاعد عمليات القتل اليومي , دعت بعثة الامم المتحدة , القادة السياسيين العراقيين الى التصرف بشكل عاجل , لايقاف نزيف الدم الذي لايطاق ,, ان هذا الوضع المؤلم في القتل والدمار , يؤكد بشكل قاطع , بان المنظمات الارهابية والمليشيات المسلحة , تسيطر على الموقف السياسي المتدهور , وهذه الفوضى المأساوية تتحمل مسؤولياتها النخب السياسية المتصارعة على شهوة المال والنفوذ والسلطة . وازاء تداعيات الوضع المتدهور والخطير . والضغط الشعبي العارم بالغليان والسخط الحانق , كان الاجتماع الرمزي , الذي جمع قادة الكتل السياسية والدينية , رغم ان هذا اللقاء الرمزي العام يشكل بادرة ايجابية على اهميتها , لكنها تبقى ناقصة وغير كافية , اذا لم تترجم فعليا على الواقع العملي , ولن تنتج الحل المطلوب , ولم تشفي الجراح العميقة بوقف مسلسل نزيف الدم , إلا اذا قرروا قادة الكتل السياسية بنية صافية وصادقة , بفتح قنوات الحوار وتكثيف اللقاءات بينهم , وتحويلها الى حوار جدي وواقعي وعملي , ويلمسه المواطن كي يشعر بالامان والطمأنينة , ويجب ان يتطور هذا اللقاء الرمزي , الى تفعيل جملة من المبادرات العملية , التي تسهم بمعالجة المشاكل والمعوقات وازالة العقبات , التي تقوض التقارب السياسي , ويجب العمل على |