بالرغم من صرامة و تجهم ملامح وجوههم الكالحة و الخالية من نور الله و من شعاع الطبيعة المشرقة ، فأن بعضا من ساستنا و مسئولينا ، يضحكوننا في بعض الأحيان ، و ذلك بتصريحاتهم الكاريكاتورية ، مع أنهم لا يسعون إلى ذلك قطعا ، إذ إنهم قد محوا من قواميس حياتهم شيئا اسمه الضحك أو الفرح أم الطرافة ، ولكن الظروف و المواقف السياسية الحرجة هي التي تدفعهم أحيانا إلى إطلاق تصريحات سياسية دونكشيوتية ، تبدو في منتهى الطرافة و الفكاهة وكنكتة مثيرة للضحك و القهقهة فعلا ، كتصريح نائب رئيس لشؤون الطاقة السيد حسين الشهرستاني الأخير الذي هدد من خلاله إسرائيل بالويل و عزائم الأمور إذا ما هاجمت إيران عبر أجواء العراق !!!.. ولكن يجب أن نعرف بأن السيد الشهرستاني مسئول عن شؤون الطاقة في مجلس الوزراء ، و أن عملية توفير الخدمات الكهربائية المتواصلة للمواطنين على مدار اليوم ، تقع ضمن نطاق مسئوليته هو بالذات ، و قد سبق له أن وعد بذلك في العام الفائت ، ولكن بلا مصداقية أو نتيجة ملموسة حتى الآن ، بل وقد أزداد عدد ساعات الانقطاع الكهربائي الآن بشكل أكثر مما عليها في العام الماضي !! ، جاعلة حياة العراقيين أكثر مرارة و مشقة ، و من ضمن هذه الحقيقة يجب أن نأخذ تهديد السيد الشهرستاني لإسرائيل ، على أنه جعجعة بلا طحين ، ولا يعدو كونه طرافة مثيرة للضحك فعلا .. و بما أنه قد أضحكنا رغما على إرادته أو رغبته ، فأنه في النهاية يستحق الشكر على هذا الصعيد !!.. فالمسئول الذي يفشل عاجزا عن تحقيق ما وعد به لمواطنيه ، من إنجازات و خدمات مهمة و ضرورية و حيوية كالكهرباء ــ التي تعد عصب الحياة العصرية ـــ ومن ثم يسعى بالتعويض عن ذلك بالنكتة و الطرافة ـــ و أن لم يكن يقصد ذلك ـــ و بإثارة ضحكهم ، فهو يستحق الثناء حقا !!