نشطاء مغاربة يرفضون زيارة اردوغان لبلادهم ويصفونه بـ"المجرم"






مراسل العراق تايمز / الرباط


خرج المئات من المتظاهرين  من نشطاء حركة 20 فبراير وحقوقيون مغاربة رفعوا شعارات منددة بالفساد ورافضة لزيارة لرئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان إلى المغرب التي قررها يوم أمس.

المتضاهرون رفعوا وسط العاصمة الرباط شعارات مثل: "الشعب يريد إسقاط الفساد" كما رفعوا لافتة مكتوب عليها "لا لزيارة المجرم أردوغان" ورددوا شعار "تركيا الفاشية.. لا عدالة لا تنمية" تضامنا مع المحتجين الأتراك على حكومة أردوغان.

ومن جهته قرر الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مقاطعة الاجتماع المشترك لرجال الأعمال المغاربة مع نظرائهم الأتراك المرافقين لرئيس الوزراء التركي، طيب رجب أردوغان، الذي حل بالمغرب يوم أمس ، في زيارة رسمية تنتهي اليوم الثلاثاء.

ويضم وفد أردوغان بالإضافة إلى أعضاء الحكومة التركية، وفدا مهما من رجال الأعمال الأتراك والمكون من أزيد من 300 مستثمرا٬ من ممثلي قطاعات النسيج والصناعات الغذائية والسيارات والطاقة والفلاحة والسياحة والبناء.

مصادر مقربة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب  قالت إن أسباب المقاطعة تعود بالأساس إلى عدم إشراك النقابة في الإعداد للقاء الذي قرر أن يجمعهم بنظرائهم الأتراك عشية امس الاثنين بالرباط، مشيرة إلى أن إبلاغهم بموعد الاجتماع كان أياما قليلة فقط عن موعد الزيارة.

وتأسف ذات المصدر من كون هذا الحدث لم يتم الاعداد له بدقة ولم تعطاهم الوقت للتنسيق اللازم لتحضير لعدد من القضايا المرتبطة أساسا بالصناعة والتجارة، مشددة على أن المغرب ينبغي يغتنم هذه الفرصة لمناقشة، عدد من المشاكل الاقتصادية الفعلية التي تواجه اتفاقية التجارة الحرة التي دخلت حيز التنفيذ منذ 7 سنوات، وإيجاد فرص للتنمية المشتركة ومتوازنة بين البلدين.

ووفق إحصائيات رسمية، فإن مجموع الاستثمارات التركية في المغرب بلغت 95,6 مليون درهم سنة 2010، مقابل 81 مليون عام 2009، وهي أرقام ضعيفة ولا تعكس إمكانات البلدين، حيث تربط البلدين، منذ يناير 2006، اتفاقية للتبادل الحر ساهمت في زيادة حجم المبادلات التجارية الثنائية.

وبلغ حجم هذه المبادلات٬ وفقا لإحصاءات مكتب الصرف٬ 6.25 ملايير درهم سنة 2010، أي بزيادة نحو 40 في المائة عن حجم المبادلات المسجلة سنة 2009، أي حوالي 4.5 ملايير درهم.

ولا تشكل المبادلات التجارية مع تركيا سوى 1.4 في المائة من إجمالي المعاملات الخارجية للمغرب٬ مع عجز مستمر في الميزان التجاري من جهة المغرب، بلغ سنة 2010 إلى 1.9 مليار درهم٬ حسب أرقام لمكتب الصرف.

ويصدر المغرب إلى تركيا٬ على الخصوص٬ الحامض الفوسفوري٬ والسيارات المجمعة٬ ومعجون الورق٬ والفوسفاط٬ في حين يستورد منها منتوجات من الحديد والصلب٬ والسيارات المجمعة٬ والثلاجات المنزلية والجرارات والآلات والمعدات الفلاحية.

هذا في الوقت الذي قال فيهعبد العزيز أفتاتي، قيادي مغربي في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم  إن "الخاسر الأكبر من مقاطعة زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمغرب هو المغرب نفسه".

وجاء تصريح أفتاتي هذا على خلفية قرار (الاتحاد العام لمقاولات المغرب) مقاطعة زيارة أردوغان للمغرب.

واعتبر أفتاتيزيارة اردوغان للمغرب “فرصة تاريخية” لتصحيح العلاقات التجارية وتوطيدها مع تركيا، نافيا أن تكون الحكومة خاسرة من مقاطعة الاتحاد العام لمقاولات المغرب للزيارة وبـ"أن الخاسر الأكبر هو المغرب" مؤكدا ان الاتحاد  ليس هو الممثل الوحيدة للنسيج الاقتصادي بل هناك العديد من الجمعيات والغرف المهنية التي يمكنها أن تمثل المصالح الاقتصادية للمغرب.

وقد استقبل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، غشية يوم الاثنين  بمقر رئاسة الحكومة بالرباط رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، وحضر اللقاء علبة اسرار بنكيران، وزير الدولة عبد الله باها وعدد من مستشاري رئيس الوزراء التركي.
وانفرد الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية المغربي بنشر اولى صور المباحثات الثنائية بين زعيمي العدالة والتنمية المغربي ونظيره التركي.

من جهة أخرى، كانت وسائل الاعلام المغربية، ما إذا كان اردوغان سبحظى باستقبال ملكي رغم تنظيم القصر مأدوبة عشاء على شرفه.

وعلى وقع التطورات المتصاعدة في تركيا، قال رجب طيب أردوغان، رئيس الحكومة التركية، إن احتجاجات ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول ستنتهي قبل عودته إلى تركيا، عقب الانتهاء من جولته المغاربية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المظاهرات لا تعرفها كل المدن التركية.
ووجه رئيس الحكومة التركية الاتهام لأحد أحزاب المعارضة الذي وصفه أردوغان بالفاشل في الانتخابات، بتحريك الاحتجاجات والوقوف وراءها، ليعلن لاحقا أن الأمر يتعلق بحزب الشعب الجمهوري المعارض.

وخلال ندوة صحافية عقدها في الرباط مع رئيس الحكومة المغربية في مستهل زيارة رسمية للمغرب، وصف رئيس الحكومة التركية الوضع الحالي في البلاد بأنه أهدأ، وسيصبح طبيعيا خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومن جهته اعتبر رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران قرار الاتحاد العام لمقاولات المغرب في مقاطعة الاجتماع المشترك لرجال الأعمال المغاربة مع نظرائهم الأتراك المرافقين لرئيس الوزراء التركي، طيب رجب أردوغان، الذي حل اليوم بالمغرب، "قرارا سليما وعلى صواب".
وأوضح بنكيران أثناء المؤتمر الصحفي أن الاتحاد العام لم يُشرَك في التحضيرات للقاء المشترك بين رجال أعمال البلدين، مضيفا أن التحضير تمّ فقط بين جمعيتَين تمثل كل واحدة منهما المغرب وتركيا، مشيرا بالقول إن الاتحاد لا يزال يعتبر الشريك الأساسي والمعتمد للحكومة.

وقد أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان احتجاجها على الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، رفقة عدد من رجال الأعمال الأتراك إلى المغرب، معربة في بيان لمكتبها المركزي توصلت العراق تايمز بنسخة منه تعبر فيه، عن تضامنها مع المتظاهرين الأتراك في احتجاجاتهم التي وفتها بالسلمية المناهضة لسياسة الحكومة، "الموسومة بالاستعلاء واحتقار مطالبهم المشروعة"، واستنكارها الشديد لما سمته القمع العنيف الذي يتعرضون له.

وقالت الجمعية الحقوقية في البيان نفسه إن الحكومة التركية بقيادة أردوغان وعوض أن تعمل على نهج الحوار "كما يحدث في البلدان الديمقراطية التي تحترم إرادة شعوبها"، عمدت إلى قمع المتظاهرين وتعنيفهم، الأمر الذي أسفر حسب بيان الـجمعية عن سقوط عدد من الضحايا من شهداء و جرحى، فضلا عن مئات المعتقلين.

ودعا بيان الجمعية الحقوقية المذكورة حكومة أردوغان إلى احترام الحق في التعبير والتظاهر السلمي، مُهيبا بالمواطنين والمواطنات إلى التعبير عن تضامنهم مع "الشعب التركي في انتفاضته السلمية".