الامام الكاظم ثورة الانسان ضد اعداء الانسان |
لا شك ان الامام الكاظم في الدعوة الى حقوق الانسان والتحدي من اجل العدل والحق هو امتداد لدعوة وتحدي الامام الحسين والامام على وبالتالي امتداد لدعوة وامتداد الرسول الكريم محمد وهذا دليل واضح على ان اهل البيت هم الامتداد لرسالة ونهج الرسول الكريم محمد ص فهذه المكانة التي وصلوها وهذه المهمة التي اتخذوها ليس مجرد لانهم من بيت الرسالة بل وصلوها نتيجة لجهدهم وتضحيتهم ونكرانا لذاتهم ووضعوا انفسهم في خدمة الناس كل الناس ومن اجلهم حيث تخلوا عن اي مصلحة ذاتية ومنفعة شخصية فكانوا يجوعون من اجل ان يشبع غيرهم ويموتون من اجل ان يحيا غيرهم ويتعبون من اجل ان يرتاح غيرهم وهذه صفة من صفاة كل اهل البيت لهذا كانوا صوت مظلوم وصرخة كل محروم ومنارة لكل حر وقوة كل انسان يطالب بحريته وحقه فأهل البيت عاشوا لغيرهم وماتوا لغيرهم هذا هو نهجهم وهذه هي رسالتهم لهذا احبهم كل انسان حر يملك وعي كل انسان يرغب في حياة حرة كريمة من مختلف الاقوام والاديان والمعقدات في كل مكان وفي كل زمان وهكذا نرى حب اهل البيت يزداد ويتسع كلما ازداد الانسان وعيا ومعرفة فاذا كان حب اهل البيت محصورا في مناطق واقوام محدودة نرى اليوم نهج اهل البيت ومحبي اهل البيت يزداد ويتسع في كل العالم وبشكل مستمر في الوقت نرى نهج اعداء اهل البيت يتقلص ويضمحل تدرجيا لهذا نرى الكثير من اهل العلم والمعرفة اكدوا بان نهج اهل البيت بدأ الان فهذا عصر وزمان نهج اهل البيت اي عصر الانسان وقيمه الانسانية السامية وبداية افول نهج اعداء اهل البيت اي اعداء الانسان اعداء القيم الانسانية فنهج اهل البيت لا يقتل المقابل لان من اهم اصول نهج اهل البيت لا يبدأ بقتال ابدا لكنه يقول كلمة حق ضد الحاكم الظالم يوضح ويبين ظلمه وجوره ويدعوه الى الاصلاح لا خوفا منه ولا رغبة ويصر على هذا النهج من اهم مبادئ اهل البيت هو الخروج على الحاكم الظالم يعني انتقاده معارضته وعدم السكوت على ظلمه وجوره لا شك هذا الاسلوب غير مقبول من قبل الحكام الطغاة فيقوم بسجنه بتعذيبه بذبحه الغريب ان اهل البيت يرون في السجن والتعذيب والموت في سبيل الحق وانقاذ الناس من الظلم والجور سعادة وراحة لا مثيل لها ويعتبرونه فوزا عظيما ونجاحا كبيرا فهذا الامام علي عندما ضربه المجرم عبد الرحمن بن ملجم بأمر الطاغية معاوية بالسيف على رأسه صاح فزت ورب الكعبة وصرخ الحسين والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما فاهل البيت لم يدعوا الى قتل الاخرين ولم ينافسوا الحكام على حكمهم ولا على اموالهم فهم اكبر واعلى من كل حكم ومن كل مال لكنهم كانوا يدعون الى الاصلاح الى الحق الى العدل الى الحرية الى المساوات بين الناس جميعا انهم اهل علم وخلق انهم اهل عمل وتقوى انهم دعاة خير ونور وحب وسلام لهذا نرى اعداء الانسان الذين لا يملكون علما ولا خلقا ولا عمل ولا تقوى واهل شر وظلام وكره وحرب ناصبوهم اي اهل البيت العداء واعلنوا الحرب عليهم وقرروا ابادتهم والقضاء عليهم وذبح كل من يقترب منهم ووضح السدود والموانع والقيود لمنع الناس من التقرب منهم ومن اهل البيت الامام موسى الكاظم هذا الصابر المحتسب كل الذي يريده الحق والعدالة والمساوات كل الذي يريده ان لا يرى محروم فقير فالفقر في نهج اهل البيت كفر انكار لله ولرسوله ولرسالته لا شك ان هذا النهج يغضب اعداء الله اعداء الانسان يغضب المجرم الفاسد المفسد هارون الرشيد فامر باعتقاله ونقله من المدينة مدينة جده الى البصرة وسجنه لدى واليها عيسى بن جعفر المنصور فحبسه سنة فكتب عيسى بن جعفر الى الرشيد يقول فيه اما ان تنقله الى سجن اخر وتسلمه الى واليا اخر والا فاني ساطلق سراحه لاني من خلال تحقيقاتي معه فلم اجد اي مبرر لسجنه فامر الرشيد بنقله الى بغداد فحبسه عند الفضل بن الربيع ثم عند السندي بن شاهك ومع ذلك نرى امير الفاسدين والشاذين والمنحرفين خائف مرعوب فامر السندي بسم الامام الكاظم ثم قام السندي بعد ان سمه لفه في بساط فامر اربعة من شرطته الجلوس على وجهه حتى مات خنقا هكذا اعتقد المجرم هارون الرشيد تخلص من صرخة الحق والنور لا يدري انه زاد في صرخة الحق والنور ان البقاء على الايمان مرتكز فالكافرون مضوا والمؤمنين بقوا |