مات ابو متعب... لم يمت ابو متعب |
منذ نحو عام او اكثر وانا استلم "البشارة" تلو البشارة تـُزف عن موت الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ، والملفت حقا ان احد الاصدقاء الذين زفوا ويزفون البشرى قبل عام هو احد المبشرين قبل اشهر وهو نفسه زفها قبل اسابيع وقبل ايام واليوم ايضا من دون اي حياء لانه ببساطة يفترض فينا الغباء المطلق مضافا اليه مرض الزهايمر ابعدكم الله عن شبحه وشبيحته . شخصيا لا افرح بموت عدو مهما كانت درجة عدائه لي ويتضاعف عدم اكتراثي بخبر موته عندما يكون هذا العدو يطاعن خيلا من فوارسها الشيخوخة والمرض . وقد جر ويجر هذا الموقف علي الكثير من "الويلات " دون ان التفت . قبل اسبوع تلقيت على الفيسبوك بوستا عن نقل رجل دين سعودي الى العناية المركزة بسبب تدهور وضعه الصحي حد الغيبوبة . وكدأب البوستات الفاشلة التي اغرقنا بها الفيسبوك ، انا مطالب بلعن المريض وعشيرته والدعاء عليه بالويل والثبور وعظائم الامور اسوة بدعوات ائمتنا الافاضل في نهاية خطب الجمعة التي لا تبلغ حتى سقوف الجوامع التي يصلون فيها . كل ما فعلته انني دعوت للشيخ الوهابي بان يبرد الله قلبه بحب محمد وآل محمد "عليهم السلام" وتركت البوست المبجل وانا هادىء النفس مرتاح الضمير متوقعا سيلا هادرا من اللعن الذي لن يسلم منه اجدادي الى آدم عليه السلام . رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون وهو قصاب دولي محترف يرقد على سرير "الموت" في المستشفى منذ اكثر من ست سنوات وحتى يقضي الله امرا كان مفعولا . ولك ان تتصور كم من اللعنات تلقى هذا الجزار خلال هذا السنوات ومثلها من الدعوات لرب العالمين بان يجهز على آخر نفس فيه ، من يدري لعل هذه اللعنات والدعوات بالموت الزؤام هي التي امدت في عمر جزارنا حتى اليوم . و ليس اسوأ من شارون صحيا العاهل السعودي - امد الله في عمره - وقد سخرت اموال النفط الهائلة لابقائه على قيد الحياة ولو لدقيقة اخرى ، لكن يؤسفني ان اذكّر بان موت مسؤول في هذا النظام القروسطي لا يشكل اي نصر لاعدائه ، ولعلي ارى العكس تماما فان وجود زعيم كسيح لمملكة النفط هو انفع لاعدائها واضر بها من زعيم جديد تفور في عروقه دماء الشباب ويدخر في راسه مشروعا لادامة الحياة في جسد هذا النظام المنخور ، ثم ما الفائدة التي نتوخاها من وفاة الملك اذا كان النظام الحاكم مستمرا على نهجه ومطبقا سياسته وسياسة ابائه بحذافيرها . ولا اجد هنا غضاضة في القول ان طويل العمر ملك السعودية الحالي هو افضل ممن سبقوه بكثير و بعبارة ادق انه اقل سوءا من الذين سبقوه بفارق فاحش لاني لا ارى فيهم فاضلا ليكون فيهم مفضول . الموت خط على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وقد قهر الله عباده بهذا الحق الأمرّ عليهم من الصبر ، ومن خطاه سهمه اليوم فلن يخطيه غدا و قد مات فرعون ونيرون وستالين و رابين وصدام وكانوا يظنون ان حصونهم حاميتهم فاذا بهم خبر من الاخبار ... واخشى ما اخشاه على الذين لا يفتأون يتبادلون البشائر بموت "ابو متعب" ان ياتي من يستشهد بهذا البيت الجميل بعد ان يقرأ سورة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة : كم من عليل قد تخطاه الردى ... فنجا ، ومات طبيبه والعوّدُ " |