الموقف من الأعمال الإرهابية الأخيرة للتكفيريين في كل من الولايات المتحدة الأميريكية وبريطانيا يتعرض الإسلام والمسلمون اليوم الى حملات تشويه في مختلف دول العالم ومنها الهجوم الإرهابي الذي حدث في مدينة بوستون في الولايات المتحدة الأميريكية، والهجوم الوحشي الذي حدث في منطقة (وول - وش) في جنوب شرق بريطانيا على يد مجموعة من العصابات التكفيرية الإرهابية التي تمارس القتل وترتكب أعظم الجرائم بإسم الإسلام أمام مرأى ومسمع من الناس، فما الذي أستفاد منه الإرهابيون من هذه الأعمال؟! ومن أين لهم من مثل هذا المنهج؟! ونحن بدورنا نتسائل هل أن الله أمرهم بذلك أم الرسول؟ وهل لهم في ذلك دليل أو مسوغ ليرتكبوا مثل هذه الجرائم؟! لقد أفسد أولئك القتلة المجرمون كل المعاني الجميلة التي حملها لهم الإسلام ورسوله الكريم، وبالتأكيد فإن هؤلاء نفر ضال إرتضوا أن يكونوا أدوات بأيدي علماء السوء المرتبطون بحكام أسؤا منهم، لهم مخططات أملاها عليهم حكام دول أكبر.. وكان نتيجة لذلك سقوط الآلآف من الضحايا الأبرياء داخل الدول الضعيفة و إرتدَّ على على الدول الحاضنة والممولة للإرهاب. إن مجموعة ضالة من علماء السلطة في بعض من الدول العربية والإسلامية عملوا على تحريف معاني القرآن وتضييع حدوده وذلك بتبني التطرف مذهباً وإرهاباً، بالتضليل والنبش بالسنة والتفسير بالطريقة التي لاتنسجم مع روح التسامح والحوار التي دعا إليها القرآن فضيعوا وأضاعوا وانحرفوا عن مبادئ السلام التي حملها لهم الإسلام ورسول الإسلام. إننا في الوقت الذين ندين فيه كل أعمال العنف والتطرف فإننا ندعوا كافة المعاهد والجامعات الإسلامية وعلماء الدين وكل المفكرين والباحثين والدارسين للأخذ بمنهج: أولاً: البحث عن قراءة جديدة للقرآن الكريم تتماشى مع الخط العام للإسلام المحمدي الأصيل الذي يدعو الى عبادة الواحد الأحد دون إكراه، والحث على إتخاذ الإسلام والقرآن طريقاً للدعوة الى السلام. ثانياً: تبني قراءة جديدة للسنة النبوية تتلائم وتاريخ السيرة النبوية الداعية الى المحبة والتسامح. ثالثاً: تنظيم تظاهرا ت للمطالبة بإلغاء الفكر التكفيري وكتابة مذكرات موجهة الى حكام الدول التي تتبنى الفكر الجامد. رابعاً: العمل على مواجهة الدعوات التكفيرية والإرهابية الصادرة عن مايسمى بعلماء الدين الذين يتبنون فكراً مُسَيَّساً بعيداً عن روح الإسلام وتعاليمه السمحاء.
كما إننا ندعو الى نقد الفكر الديني المتشدد الذي لايتلائم مع روح الإسلام وروح الأديان السماوية الأخرى ب: أولاً: الدعوة الى تطهير كتب التفاسير والأحاديث من الملصقات والعوالق التي نسبت الى الاسلام ونبيه زوراً وبهتاناً خصوصاً تلك التي يتبناها الفكر الإرهابي التكفيري التي تسئ الى الإسلام ومعانيه السامية. ثانياً: توجيه مراكز البحث والدراسة لنقد الكتب الدينية لتبني فهم حقيقي ومنطقي معقول للقرآن والسنة النبوية تؤمن بمبدأ التعايش والحوار. ثالثاً: دعوة الحكومات والدول والمرجعيات الدينية للمشاركة في دعم هذا المشروع والمساعدة على تحقيق الأمن والسلام العالميين كمنهج حياة. رابعاً: الدعوة لإقامة مؤتمرات وندوات تدعم الإتجاهات السلمية لنهج الإسلام والقرآن والنهج النبوي والعمل على تنشيط الدعوة الى التقريب بين الأديان وبين المذاهب . خامساً: تبني إصدار وتوزيع الصحف والمجلات والكتب التي تؤكد على المنهج السلمي الإسلامي المعتدل. سادساً: دعوة الفضائيات المعتدلة الى المشاركة في مشروع محاربة الإرهاب وإعداد البرامج الخاصة التي تدعم التوجهات السلمية الداعية الى نبذ العنف والتطرف.
|