حتّى تكون سعيداً

 






المؤمنون بالله سبحانه وبأي دين سماوي دانوا يشعرون بالسعادة حين تلامس أرواحهم نفحات القرب، ومع ذلك قد تنتابهم ساعات حزن وإكتئاب بما يتصل وعلاقاتهم بالناس، إلاّ الأنبياء فإنّهم دائماً في دائرة الأمل إذ يرون وعد الله حقّاً ناجزاً وإن زُرعت دروبهم بالأشواك والإحباطات.
وأمّا الذين لا يؤمنون بالله سبحانه فهل لهم أن يكونوا سعداء؟ 
من محفزّات السعادة هو الإيمان بالله ولكن ليس هو العامل الوحيد، إذ أنّ الإنسان بإمكانه أن يخلق السعادة من خلال تبديل برامج في عقله وهي التي تدعوه الى تحميل الأشياء فوق ماتحتمل.
ماهو المانع من أنّنا نحاول المرّة بعد الاُخرى ونرابط بصبر وأناة ونعطي لذلك أسقفاً زمنية لكلّ قضايانا في الحياة قبل أن نعلن إفلاسنا، ويطوينا القنوط، ويلفّنا اليأس بلبوساته القاتلة! 
مثلاً لماذا لا نغفر للذين أخطأوا بحقنا، قبل أن نطلب من الله أن يغفر لنا ذنوبنا التي نصفها بأنّها ، تهتك العصم، وتنزل النقم، وتحبس الدعاء، وتقطع الرجاء و....؟!
فإذا كنّا غير قادرين على أن نعفو ونصفح ، فكيف لنا أن نعيش سعداء؟ فمحفّز سعادتك هو أن تعفو وخصوصاً إن كنت قادراً على أخذ حقّك وتأديب من أساء بحقّك!.
وإذا كنت (جينياً ) تنطوي على الحقد وسوء الظنّ والتجريح والإكفهرار، فأين هو عقلك وأين هي الضرورات الإنسانية والدينية؟
فلن يُخلق الإنسان مجبوراً ومقهوراً بميول فطرية، وقد إمتلك الإرادة الحديد والعقل الرشيد لتحجيم هذه الميول السلبية.
وإذا إبتليت بمجتمع يدعوا للعنف والبغض فمن السعادة بمكان أن تنأى بعقلك وروحك وإحساساتك بعيداً عنه، وإذا إبتليت بأصحاب سوء فأين أنت من هويتك الشخصية التي لا ربط لها بهوياتهم، كي تشعر بالسعادة من خلال هويتك وهم يعيشون الشقاء. 
وقبل أن تكره فهل مارست الحبّ بكلّ أبعاده وصوره ، وجرّب كلّما ألحّ عليك فعل من الأفعال فهل جرّبت مايضادّه؟ بذلك تتحرّك إرادتك لتصنع سعادتك.