Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حصاد العرب... وفتن العام الجديد...؟
الأربعاء, كانون الثاني 1, 2014
مصطفى قطبي

 

عام مضى ولفظ أنفاسه الأخيرة، وحل عام جديد، إلا أن هذا العام 2013 الذي ذهب كان عاماً شديد القسوة على الشعب العربي في عدة بلدان.

إنه عام التعذيب الشعبي الذي اتخذ شكلا درامياً سيتجاوز بمئات المرات أي ملحمة قد تكتب عن عام بلغ فيه الضجيج أقصاه، ووصلت الحرائق فيه إلى النفوس قبل أن تبلغ أي مكان آخر، وأن هذه النفوس التي تستعيد اليوم أنفاسها ستجد نفسها بعد مدة ليست بقصيرة أن ما دفعته من أجل غدها وما وعدت به لم يحصل وقد لا يحصل، حيث جميع العوامل تؤكد المسيرة السائرة نحو غايات مختلفة، لأن من خطط وموَّل أراد شيئاً آخر لتلك الشعوب المسكينة التي صدقت الدعوات، بعدما اخترقها الإعلام مثل رصاصة مرت قرب الرأس لم تقتل صاحبه لكنها خلخلته.

فمن بلاد الشام إلى بلاد الروهينقا، مروراً بالعراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس... يغص المشهد بألوان الدم والدخان، وبالقتل والحرائق وبيارق الفرق المتناحرة... وتضج الأنفس بالشكوى من أشكال الظلم والقهر والجوع والرعب، ومن انحطاط أخذ يتفشى ويتفتق عن مكائد وسموم في سياسات وكتابات ووسائل إعلام بلغ بعضُها درجات من التحلل والانحلال والتهافت والتهالك على الصغائر والمهالك..

وربما يكون مفيداً أن نقول: إن الذين ركبوا قطار الربيع قادمين من تونس فمصر فليبيا، فاليمن كانوا جميعاً في قطار واحد. هذا صحيح لكن لم يكن الجميع على هدف واحد، ومن مرجعية واحدة، ومن أمة واحدة. ولذلك جاؤوا على قطار لعبة الأمم بأمتهم، وأهداف الأعداء بثروات بلادهم، وموقعها الجيوإستراتيجي وهكذا فقد كانوا مرتهنين لمن يقود القطار وليس بإمكانهم أن يفعلوا غير ما يؤمرون.

واليوم، فالخراب الذي ينتشر في دول ما يسمى ''الربيع العربي'' يوضح أن ما شهدته وتشهده ليس بثورات وإنما تآمر مفضوح يهدف إلى تهديم المجتمعات العربية وتفكيك روابطها، والعودة بها إلى الدرك الأسفل من مراحل تطور البشرية، ومن ثم تكريس الاستباحة الأمريكية والإسرائيلية، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

فعندما تخسر المجتمعات أمناً يؤمن لها أيامها ولياليها ليصنع لها صحة جيدة، فإن عليها أن لا تثق بمؤسسات ودساتير وقوى نظامية، وبالتالي مستقبلا لا مستقبل له.

وضوح العام الذي مر يأخذنا إلى مرحلة أخرى أعتقد أنها تخطت الممولين والمخططين والمراهنين، وهو أن قادة سقطوا لكن شعوباً لم تسقط، فهل المطلوب في مرحلة لاحقة إسقاط الشعوب كي نأمن التاريخ بكل أبعاده المقبلة. ثم إن هنالك قادة وشعوباً لم يسقطوا فهل بإمكانهم إسقاط التاريخ والحاضر والمستقبل؟ هل يمكن الاعتداء على التاريخ كي نسقطهم جميعا لتحقيق غاية أو غايات؟

المؤلم والمخجل والباعث على الابتئاس، أن أمتنا العربية تقف اليوم بإزاء دورة تاريخية مرعبة ومكتوبة بالدم وحروف الفوضى والانفلات... فقد خرج المارد الفتنوي من قمقمه، واستيقظت الضغائن والثارات القديمة، وانبعثت مجدداً وقائع الجمل وصفين وكربلاء، واتسعت ـ بفعل أكثر من فاعل ـ دوائر العداء والبغضاء بين المسلم والمسيحي، وبين السني والشيعي، ودخلت على خط الأزمات العربية كل الدوائر الاستخبارية والتضليلية والتحريضية الأجنبية.

هي الفتنة التي قيل دائماً إنها أشد من القتل، بل هي القتل الذي يمارس بالكلمات قبل أن يتحول إلى صراع مفتوح. تمتلئ الشاشات بهذا النذير المشؤوم وتقوى مستندة إلى من يلعبها بحرارة ينتفض لها حتى جسد الميت. هؤلاء الذين يغذون فكرة الفتنة ويعلنون الصراع هم بشر من لحم ودم وهم مقيمون في جنباتنا، وهم عرب بكل أسف يحظون برغبات الأجنبي الذي من أصول لعبته الفتنوية أن لا يبقى عربي على صلة بأخيه، وأن يموت الإثنان معاً طالما أنهما يفكران بعقلية مضى عليها أكثر من ألف عام.

لماذا يستحضرون تاريخاً تآكلته الأيام والسنوات والقرون والأعوام حتى غدا من أخطاء ذلك التاريخ الذي وقف عند حادثة السقيفة ولم يتعداها. نكتشف أن العقل العربي ما زال واقفاً هناك وإن امتلأ بالغبار ورائحة النفط، أو هو عقل يتأثر بما يكتب له من خطط كي ينفذها، أو أنه خامل إلى درجة أن منطق العصور المتقدمة لم تصله بعد.

صحيح إنها الفكرة المفسدة للعام وكل الأعوام، لكن العقل الذي اجترحها فاسد ومفسد أيضاً، يظن أن اللعبة الجهنمية التي يسعى إليها ستغير من معالم الاصطفافات، لكنه ينسى إنه الصراع الذي سوف يدوم مائة عام كما قال ''كيسنجر'' في وصفه لصراع المذاهب الإسلامية المقبلة.

لقد غاب ـ أو يكاد ـ العقل السياسي العربي، وغابت معه لغته وفطنته وحضاريته وفاعليته، فيما اكتظت المنابر والميادين والفضائيات بالخطابات الغوغائية، والفتاوى التكفيرية، والثقافات البدائية، والجماعات الوهابية والإرهابية المتعطشة للدم، والمتفرغة للقتل والذبح، والمتخرجة من مسالخ تنظيم القاعدة الذي استعاد ـ بواسطة السعودية ـ سيرته الأولى في خدمة المشاريع والمخططات الأمريكية والصهيونية، وبات يشكل مع أفرعه وأذرعه الوهابية (جبهة النصرة، داعش، الجبهة الإسلامية...) خطراً داهماً على الأمن القومي برمته والمستقبل العربي بأسره.

خلال العامين الأخيرين، تمكنت المخابرات الأمريكية المتسيدة على مثيلاتها في السعودية وقطر وتركيا، من إعادة تكييف وتأهيل تنظيم القاعدة وتوابعه السلفية الجهادية، ودفعه باتجاه العمل في الداخل العربي والإسلامي، ورفع راية العداء للشيعة والنصارى والعلمانيين العرب، واعتبار الجهاد ضد روسيا وإيران والصين أولى منه ضد أمريكا وأوروبا وإسرائيل.

وليس من الغريب أن تبدو السياسات الصهيوأميركية الدافعة لهؤلاء العرب المعنيين واضحة، فالسياسة لا تزال هي السياسة، والعمالة عند الأعراب لا تزال هي العمالة، وتشعر أمام هكذا واقع، أن عالمنا العربي على الخصوص وبعض جواره الإسلامي لم يعد فيه سوى هذه المستويات المتدنية من السقم الفكري والسفاهة اللفظية والانحدار ورسوم الأدعياء و ''عملقة'' الدعاة من كل نوع: من دعاة الحروب المذهبية والطائفية والعرقية إلى دعاة الاستعمار والصهيونية والحزبيات الضيقة والأيديولوجيات الغريبة المريبة، ومن دعاة الشرذمة والتقسيم السكاني والجغرافي، والفيدراليات السياسية الهزلية... وكل من ذلك وأولئك يعيدنا عهود ـ ''ما قبل عقلانية وما قبل جاهلية وما قبل حضارية..؟! ''.

 

ويضاف إلى ذلك دعاة بمعاول صلف وجهل يريدون هدم صرح العروبة التي يتهمونها بما لا يصدق ولا يطاق، وهدم الإسلام المحمدي الصحيح ومحاولة تشويه صورته النظيفة الناصعة، ونقض معمار قيمه ومقوماته وتسامحه ونقائه البهي، والعمل على جعل المسلمين في ''دينين'' والعياذ بالله، دينين يتكلم عنهما دعاة... ''دين السنة ودين الشيعة''؟!

 

وما الكل، سنة وشيعة، إلا من دوحة الإسلام الواحد الذي جاء للناس كافة، ودخله من دخله على أساس من الإيمان بالله وكتبه ورسله وملائكته وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، وباليوم الآخر، يوم نشور وحساب تُجزى فيه كل نفس بما كسبت، وعلى أساس التزم المسلم بأداء الفرائض والعمل بكتاب الله وسنة نبيه، وتجنب المعاصي ما ظهر منها وما بطن، وفق الشريعة وفقه العبادات والمعاملات...

 

أما المذاهب ففقه واجتهاد، رجال مخلصين لم يكن همهم تفريق المسلمين بل سعي مخلص لفهم الدين وتطبيق ذاك الفهم بما لا يخرج مسلماً من الدين... وهناك سعي قائم ومستمر بين العلماء والفقهاء والعقلاء والحكماء من المسلمين المؤمنين العارفين للتقريب بين تلك المذاهب، ونبذ للخلاف والاختلاف... وليس سعيهم ذاك إلى تحويل الاختلاف المذهبي إلى تكفير وتدمير، وخوض حرب بين المسلمين على أسس يقال إنها ''دينية'' وما هي في حقيقة الأمر إلا بسبب خلافات واجتهادات تتصل بأمور سياسية واجتماعية ودنيوية مزمنة غذاها من غذها بحماسة وعصبية، وأضفى عليها البعض صبغات دينية فجعلها تطرفاً وقنابل موقوتة، وأحالها تكفيراً وسواطير وسيول دم وجهل جاهلي؟!

 

وهذا السطح الذي يظهر للعالمين اليوم ويتلامع ربما دل على قمة جبل الجليد من مآسينا المتعددة الألوان والأسباب، وعلى عمق الانحطاط والانحلال والانفلات الذي بلغناه وأوصلتنا إليه سياسات ومؤامرات ومصالح وثقافات ووسائل إعلام ومشيخات ودعاة.


عام 2013 كان في غاية الوضوح بحيث تجلى فيه من يخطط، ومن يدفع المال، ومن يراهن، ومن يفترض سقوطه... فالذين دفعوا وما زالوا الأموال على إسقاط الأنظمة، حجبوا بكل أسف ولو جزءا منها عن إمكانية التنمية في العالم العربي... والذين خططوا، هم من كانت لديهم الأفكار القديمة باغتيال العالم العربي في كل مرة تنمو فيه رغبة في التغيير، إعطاؤه جرعة من التغيير لكن تحت الكنترول.

 

أما المراهنون فهم الصامتون الذين لا نفهم منهم إذا كانوا يقبلون بدور الممولين على المديين القريب والبعيد. ولكن، يجب التنبه له، أن الولايات المتحدة وكل أذرعها الإسرائيلية والغربية، لا تقبل نظاماً له كل هذه المهمات كي يخرج بأقوى مما تتحمل المنطقة مع أنه أصغر من خرم إبرة.

لقد كان الدور الغربي حاسماً في تسريع وتيرة الفوضى حيث وجد من الناحية الاجتماعية أو ما يعرف بالمجتمع المدني الذي كانت مكوناته يملأ أفئدتها الحنق والغضب من مظاهر الظلم والفساد، وتركز الثروة بيد طبقة وسيطرة ذوي السلطة والمناصب على مقدرات الدولة وثرواتها، وجد البيئة خصبة والطريق مفتوحاً ليضع رجله على دواسة الوقود حتى آخرها، نتج عنها بروز أحزاب وجماعات كانت تنتظر مثل هذه اللحظة التاريخية لتتسيد المشهد الذي ملامحه الحالية تؤكد أنه مشهد مرسوم منذ البداية ليكون القادمون الجدد أو المتسيدون للمشهد هم الرقم الصعب في معادلة تحقيق الأهداف من الفوضى الخلاقة، سواء كان هؤلاء القادمون الجدد أو الراكبون لموجة الأحداث مدركين أو مغيبي الوعي أنهم تقع عليهم التزامات يجب الوفاء كضريبة لحالة التمكين.

مضى عام 2013، وبقي لنا ما نحن فيه، وما علينا أن نتجرع صابه ونعاني عذابه، نسوّغ حلوه ومره، فمر حلو بذوق فريق وحلوه مر بذوق آخر، ومصائب قوم عند قوم فوائد؟!

وهكذا هم الخلق في الحروب يتساقون كؤوس الردى ويتبادلون سداد ثارات الدم والأيام دول ''يوم لك ويوم عليك''... ولكنها بمجملها أيام ترتد علينا نحن العرب والمسلمين وبالاً وضعفاً ونكالاً، وترتد كذلك على بلداننا وأمتنا الإسلامية وعلى الدين الإسلام، وعلى القيم وما قد يتبقى للأجيال العربية القادمة على الخصوص من وجود وحقوق وأمل.

وعلى الرغم من بحث الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني والشعب السوري عن فسحة الأمل في انجلاء أدخنة المؤامرات لتصفية كل من الدولة الفلسطينية والدولة السورية لتعلقهما المباشر باحتلال الكيان الصهيوني، فإن الغرب بقيادة الولايات المتحدة رغم الأزمة الاقتصادية التي تعانيها الدول الغربية وأميركا واضطرارها إلى انتهاج سياسات تقشفية، لا يزال هذا الغرب مصراً على تجاهل حقيقة أن مصالحه مرتبطة بعلاقات طيبة مع دول المنطقة وشعوبها وأنظمتها وليس بمعاداتها بمناصرة احتلال صهيوني غاشم والقيام بتسخير إمكاناته ومقدراته التي يتكبدها دافع الضرائب الغربي لقتل وتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، وضرب استقرار المنطقة.

وفي الوقت الذي يعول فيه الشعبان الفلسطيني والسوري على صحوة ضمير هذا العالم تظل الدهشة تأخذنا إلى أن كل ما مر من تداعيات في العام الماضي لم يكن كفيلا لإيقاظ الضمائر المتبلدة، فصناعة الحروب والإبادة والدمار لا تزال مستمرة وتجارها لا يزالون مصرين على توظيف مقدرات شعوبهم لحروب الإبادة والدمار، لا لشيء سوى علاقات شخصية تدفع الشعوب ودولها بسببها أثماناً باهظة.

وإذا كان لنا أن نطمع في التمنيات ونحن نستقبل العام الجديد، فلنا أن نقف عند التمني الذي يحرر الأسرى الفلسطينيين، ويعيد الياسمين إلى دمشق، ويزيل كآبة الشحة والضمور من أنهار دجلة والليطاني والنيل وكل الأنهار العربية التي بدأت تشيخ جفافاً، وأن نسمع هدير بردى الشام مواويل وذكريات، وأن تتزين شجرة الأرز اللبنانية بروح الألفة لتعيد ترتيب أولويات كتل سياسية ما زالت تلهج ليل نهار بأنها الأسمى والأحسن، وأن يكون للريف العربي حظوته بالمزيد من القرى العصرية، وأن يعلن الكثير من اللصوص وقطاع الطرق والقتلة براءتهم من ماضيهم وأن نبتعد من ثقافة العويل!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50027
Total : 101