قبل مدة شكا لي بعض الاصدقاء المقربين من ماتعرضه بعض المسرحيات والاعمال الدرامية من اعمال تتصدرها هجمة استخفاف باللهجة الجنوبية الهدف منها اضحاك المتلقي كذلك استعراض بعض المواقف وفبركتها وعادة ماتكون مضحكة تنسب لابن جنوب العراق ، نعم كان هذا الصديق يشكو بمرارة بالرغم من انه لاينتمي الى اية محافظة جنوبية بل بغدادي الاصل والولادة ، ووجه عتبه الشديد لكتاب ومؤلفي تلك الاعمال ومن يجسدها من الممثلين الذين غالبيتهم العظمى تنتمي للمحافظات الجنوبية وشدد على ضرورة ان نكتب بصحفنا بل ونستنكر مثل هذه الحالات الدخيلة التي تهدف الى الاستخفاف بابن الجنوب العراقي متناسين ان غالبية محافظات الوسط والجنوب انتجت وخرجت كبار الاسماء العراقية اللامعة في شتى مجالات الحياة فخرجت المثقف والفنان والرياضي والطبيب والبروفسور والاكاديمي مثلما خرجت محافظات المنطقة الغربية واقليم كردستان والعاصمة بغداد الاف النجوم والاسماء والطاقات الكبيرة التي شكلت حظورا كبيرا في المحافل العربية والدولية ولو قلبنا اسماء تدير مؤسسات صحية في ارقى مستشفيات العالم نجد ان اصولها عراقية وبامتياز كذلك لو تصفحنا الانجازات الثقافية والفنية والعلمية في دول اوربا والوطن العربي نجد ان اصولها عراقية وبامتياز ، نعم القائمة تطول وتطول بالاسماء العراقية التي حققت لها انجازات في شتى مجالات الحياة كانت مفخره للعراق وتاريخه العريض والطويل في مجال العلم والمعرفة ، يقينا ان الناصرية والعمارة والبصرة وغيرها من محافظات العراق كانت ومازالت تنتج اسماء نجوم في شتى المجالات الحياتي لتكون فخرا لمحافظتها والاهم للعراق ، ويقينا ان الاستخفاف ببعض الكلمات التي تنسب للهجة الجنوبية ومعها مواقف الهدف منها كما اشرت اضحاك المتلقي تزيد من ابن الجنوب اصرارا على التمسك بنسبه وحسبه وهو يحقق الانجازات تلو الانجازات في المجالات الثقافية والفنية والرياضية والصحية والعلمية والتي تسجل باسم العراق لتكون فخرا لتاريخ العراق ، نعم ارى ان صاحبي محق ان مثل تلك التصرفات التي ليست ولادة اليوم بل ظهرت واستفحلت في زمن النظام السابق عندما انتشرت ظاهرة الاعمال الشعبية الدرامية وكيف كانت تصب في مصب الاستخفاف باللهجة الجنوبية التي ورثها ابنائها من الاباء والاجداد ومازالت وستبقى اللهجة الجميلة التي يتداولونها رغما عن بعض الذين يستغلونها بمواقف سخرية ، تحية لمحافظاتنا الجنوبية والوسطية والعربية والشمالية التي تتمسك بعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها وبلهجتها وانجازاتها التي يسطرها ابناء تلك المحافظات والمناطق وان ماجرى ويجري من محاولة الاستخفاف من لهجتنا هب هواء في شبك وهي فقاعة سرعان ماتنفجر وتذهب في ادراج الرباح ليبقى المواطن الجنوبي يفتخر بعراقيته ولهجته مثلما يفخر بما قدمه ويقدمه من منجز في مجالات الحياة المتعددة .
مقالات اخرى للكاتب