بعد إن أكملا رسالتهما في هذه الحياة وأرشدنا إلى أولى الخطوات في طريقنا الصحيح ، وكنا في حينها نحسبه ضربا من الخيال أو كلاماً أجوف لا يروق لنا لان زمانهم غير زماننا ، وبعد إن قدر لنا استلام مسؤولية أبنائنا بدأنا نتذكر كلامهما كثيرا ونردده على مسامع أولادنا ،ونلمس تذمرهم الذي كان مرسوما في جباهنا بالأمس .
وصية ..أمي
(أوصيك يا ولدي إن تحافظ على بيتك ،وترعى إخوتك الصغار ، وتدافع عنهم إذا داهمهم خطر ، وان تختار لهم رفقة وصحبة حسنة ، وان لا تبخل عليهم بشي ، و…..الخ ).
وصية .. أبي
( أوصيك يا ولدي بعد إن تحل مكاني بان ترعى حليلة جيرانك وتحفظ سرهم ، وان تحفظ عرضك بحفظ إعراض الآخرين ، وان تختار لإخوتك من النطف أحسنها ، وان تدافع عن بيتك ومالك وان كلفك ذلك حياتك و…..الخ).
لم أجد ذلك الفرق الكبير في كلتا الوصيتين فكلتاهما ينبعثان من سراج واحد ، أهي العشرة التي دامت بينهم لعدة عقود ، أم أنهم لا يملكون غيرها والتي اعتقد إنهما توارثاها جيلا بعد جيل .
أولادي …اعتذر منكم لأني عندما فكرت إن اكتب وصيتي تشتت أفكاري وترهل قلمي فلم يستطع كتابة شيئ جديد لذا ارجو منكم إن تعودوا إلى وصية أجدادكم وتحفظوها جيدا ، وتتكاتفوا مع أبناء جيرانكم كالبنيان المرصوص لان ما يصيب جيرانكم اليوم سيكون غدا دوركم لا محال .
أولادي …فليمسك كل منكم جحرا بيده ويقذف به الكلاب السائبة ويسكت نباحها لكي ينعم إخوتكم الصغار بنوم هانئ وأحلام سعيدة .
أولادي … بيتكم هو حامي عرضكم فرمموا بنيانه بين الحين والأخر ولا تتركوا فيه ثغرة يتسلل إليها الغريب فيعبث بالبيت وحاجياته فلم يكن بعده بيت يجمعكم .أولادي إن كان كلامي اليوم لا يروق لكم فاعلموا بأنكم ستنقلونه بكل أمانة إلى أولادكم غدا .
مقالات اخرى للكاتب