في تطور تكتيكي لافت ولأول مرة منذ بدأ عمليات التحرير الذي يخوضها الحشد الشعبي والقوات الامنية ومنذ ثلاث سنين تقريبا كانت اسلحة داعش معروفة لدى المقاتل العراقي الذي خبر كل تكتيكات داعش القتالية والتي تعتمد اكثر ما تعتمد على السيارات الملغمة والاشخاص المفخخين الانتحاريين حتى وصول القوات العراقية الى نهايات تحرير مدينة الموصل في الجانب الايمن وفي الجهة الغربية الحدودية لسوريا في منطقتي البعاج والقيروان ظهرت نوعية أخرى من الاسلحة الداعشية الامريكية الصنع من نوع صاروخ تاو الموجه الذي يستخدم ضد الدروع والعربات المصفحة والسواتر الكونكريتية ,,
هذا السلاح (التاو) صنع أمريكي يصيب أهدافه بدقة من صنع شركة هيوز الامريكية ويعتبر في كل الاحوال سلاح استراتيجي استخدمته القوات الامريكية اول مرة في فيتنام في العام 72 ضد العربات والدبابات الروسية وفي أحيان كثيرة يحسم هذا النوع من الصواريخ المعركة خاصة تلك التي تدخل فيها العربات المسرفة ,, زود الجيش الامريكي حلفاءه حصرا بهذا النوع من السلاح لاهميته كالسعودية والامارات والاردن وايران سابقا وكوريا ودول حلف الناتو وتلك الدول التي ترتبط بتحالف مع امريكا كذالك ان هذا السلاح المهم يعتبر غالي الثمن لذالك لايمكن ان يصل للعصابات والمنظمات الارهابية بسهولة حتى لو اهدي من قبل دول تمتلكه يتم ذالك بموافقة أمريكا المصنع الرئيسي .
في العراق استخدم هذا السلاح ابان الحرب العراقية الايرانية وكانت تلك الصواريخ تطلق من منصات متحركة ومسيطر عليها من قبل القوات الايرانية ضد الدروع العراقية وفعلا اعطب هذا السلاح الكثير من العجلات المسرفة المصفحة ,,تمتلك ايران وقت ذاك الكثير من هذا السلاح المستورد لحساب الجيش الايراني في عهد الشاه الحليف المقرب للغرب والذي كان يسمى شرطي الخليج وقت ذاك .
في العراق وعلى مدى كل سنوات التحرير ضد داعش لم تستخدم داعش هذا السلاح ضد القوات العراقية واكتفت بالسيارات المفخخة والانتحاريين لكن الذي يحصل اليوم ظهور هذا السلاح بيد مقاتلي داعش ولاول مرة ضد قوات الحشد الشعبي التي تتحرك الان نحو تحرير مدن القيروان والبعاج على الحدود السورية واستخدم بكثافة ضد القوات العراقية حتى أن المفاجئة ان بعض من هذه الصواريخ أطلقت بحرفية منقطعة النظير واصابت أهداف لها باريحية والمفاجئة الاكبر ان بعض منها أطلق على تجمعات بشرية مقاتلة (اشخاص) وهذا الامر ينم عن ان داعش ربما يمتلك عدد كبير من هذه الصواريخ الغالية الثمن والمحسوبة الاستخدام والا كيف يطلق مثل هذا النوع من الصواريخ الامريكية على اشخاص اذا لم تكن عصابات داعش تملك الكثير اولا وتخشى بعد دحرها من استيلاء قوات الحشد الشعبي عليها بعد دخول تلك القرى والمدن .
السؤال المهم لماذا الان ؟ وكيف وصلت تلك الصواريخ ليد قوات داعش ؟
الجدير بذكر معلومه مهمة أن هذه الصواريخ استخدمت في سوريا على يد قوات الجيش الحر السوري بشروط أمريكية صارمة في مدينة (حلب) ضد الدبابات السورية وفي منطقة (النجار) بالذات وبشروط أهمها تصوير فيديو لكل اطلاقة صاروخ يتوجه نحو الهدف كذالك مطلوب اعادة مظروف الصاروخ بعد اطلاقه .
اعتقد أن ظهور هذا الصاروخ ثانية بيد داعش كان بامداد أمريكي ولمنع قوات الحشد الشعبي من تحرير المدن العراقية المحاذية للحدود السورية لأبقاء الحدود مفتوحة بين الطرفين وعلى الاقل تأخير حسم اغلاق الحدود العراقية من قبل قوات الحشد التي تجد نفسها جادة بالتزامن مع تحرير مدينة الموصل بجانبها الايمن الذي لم يتبقى الا 5% منه ,,هذا التكتيك المهم ارادت من خلاله قوات داعش ومن يمدها تعويض السيارات المفخخة التي سيطرت على معامل تفخيخها القوات العراقية في مدينة الموصل والمدن الاخرى وكذالك قلة الانتحاريين العرب والاجانب الذين يقودون تلك السيارات وأنتهاء اسطورة الانتحاريين الداعشيين بسبب توقف تدفقهم نحو العراق ومدنه وهذا واضح وجلي في عدد العمليات الانتحارية في بغداد والمدن الاخرى .
اذن تحاول قوات داعش تأخير وكسب الوقت بأستخدام تلك الصواريخ وتعويض مفخخاتهم وأنتحاريهم باستخدام اسلحة جديدة اصبحت هي ايضا غير ملائمة في القتال بعد سيطرة الطيران العراقي من طائرات القوة الجوية وطيران الجيش على ارض المعركة .
مقالات اخرى للكاتب