من منكم لم يمر بتجربة الحب ويتمنى ان تمضي حياته مليئة بالحب والسعادة والاستقرار ولكن هل يستمر الحب كما نتمنى ونخطط له ؟
هل ستكون هناك منغصات تجعل من هذا الحب مر المذاق و تعصف به الأزمات بين الحين والحين ليتحول الحب الجميل الى قنبلة موقوتة بين لحظة واخرى تنفجر , الكثير من الشباب في بداية حياتهم لديهم تجربة او اكثر في الحب قد يستمر اذا ما كان أساسه الوفاء والصدق والإخلاص ويتكلل بالزواج اذا ما وافق الأهل على ذلك لتبدأ رحلة حياة جديدة , ولكن الى متى يستمر هذا الحب والإخلاص من قبل الطرفين ؟
والى متى تبقى حياتهم الزوجية خالية من المشاكل وتدخلات أهل ونزوات الزوج ومغامراته العاطفية ؟
السيدة (ص ) البالغة من العمر اكثر من أربعين عام كما تذكر في رسالتها انها متزوجة منذ أربعة عشر عام بعد علاقة حب استمرت أربع سنوات وقد رزقها الله بأربع اطفال , لكن حياتها في السنوات الأخيرة أصبحت جحيم لا يطاق بسبب تصرفات زوجها وعلاقاته النسائية التي جعلت من البيت أشبه بالبراكن ينفجر في اي لحظة بسبب توتر الأوضاع بينهما بعد استمرار زوجها بمغامرته العاطفية خارج البيت وارتباطه بشكل شرعي او غير شرعي بامرأة ثانية تجاوز عمرها الخمسين وهذه المرأة فرضت سيطرتها على الزوج وتدخلت بحياته وبطرق مختلفة , اتصلت بالزوجة مما جعلها تفقد أعصابها وتلجا الى الاهل لكن على ما يبدو ان الامور أخذت منحى اخر , وكل الحلول لم تكن كافية بعد فقدان الثقة وعدم تنازل الزوج والاعتراف بالحقيقة لذا اتخذت الزوجة قراراً بإنهاء تلك العلاقة الزوجية لتمحي كل ذلك الحب من قلبها لتعيش ما تبقى من حياتها لأطفالها وبيتها .
إحدى الدراسات توصلت ان الحب لا يمكن ان يستمر بعد الزواج اكثر (18 شهر) ولكن تبقى المودة والترابط بين الزوجي مستمرة وان اغلب الأزواج وبنسبة كبيرة لديهم علاقات مع نساء اخريات سواء كانت قبل او بعد الزواج ويبقى الرجل يميل للتغيير او يبحث عن حب جديد يحاول من خلاله ان يجدد حياته او يجد له نافذة اخرى للحياة بعيدا عن مسؤولياته والروتين اليومي الملل , مع ان الرجل لديه الحرية في الارتباط واقامة علاقات خارج اطار بيت الزوجية عليه ان لا ينسى او يتناسى عائلته ومدى رعايته اليها وتوفير كل وسائل الحب والراحة والاستقرار وارتباطه الاسري وعليه ان لا يترك رغباته ونزواته تسرقه منهم وبالتالي يخسر عائلته من اجل لحظات طائشة لا تعادل لحظة من لحظات سعادة عائلته وراحتها .
اكثر من قرأت رسالة السيدة (ص) وتمعنت ما بين السطور اجد امر مهم جدا ان الزوج اعطى للمراة الثانية ( العشيقة ) ما لا يجب ان يعطى وهو رقم زوجته وام اطفاله الاربعة وهذا بحد ذاته سلوك سيئ وتصرف يدل على عدم شعوره بالحب والاهتمام بزوجته وكرامتها مما سبب لها جرح كبير بعد اتصال العشيقة المباشر بها وإزعاجها من خلال رقم هاتفها وكذلك من محاولة ازعاجها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) , كل هذه الامور تعطي للزوجة الحق بمنح نفسها حرية التصرف وتدخل ذويها ومعرفة الاسباب التي جعلت منه يهرب من منزله ليبحث عن ملاذ اخر للحب في احضان امراة ثانية وربما ثالثة من يعلم , لعلنا لم نستوضح الاسباب من الزوج لنعلل الاسباب لعله يبرر تلك التصرفات وما رافقتها من منغصات للزوجة والتي لها تاثير مباشر على نفسية وسلوك الاطفال ومستقبلهم وعلى الام ان لا تحرمهم من حنان الاب مهما كانت الأسباب حتى لا يشعروا بفقد وغياب الاب وان تكون هناك زيارات بين فترة واخرى من اجل ادامة التواصل بين الاطفال وابيهم لعله يعوضهم ما فقدوه من حنان ورعاية ابوية رغم احتضانهم من قبل امهم وتوفير كل ما تستطيع من اهتمام وحب من اجل عدم شعورهم بما جرى بين الوالدين ومشاكلهم العائلية التي ادت الى انفصالهم .
بحقيقة الامر ان مشكلة السيدة (ص ) ليست الاولى ولا اخيرة في مجتمعنا لكنها قد تختلف بعض الشئ بعلاقة الحب قبل الزواج التي استمرت اربع سنين ولكن على ما يبدو ان هذا الحب فقد بريقه في الاشهر الاولى من الزواج واستمرت حياتها خالية من الحب ولكنها لابد من ان تستمر مالم يكن هناك سبب مسوغ للانفصال حتى أدركت خيانته او علاقته بامرأة اخرى .
بكل تاكيد ان الخيانة الزوجية لا تتوقف عند زوج السيدة (ص) او غيره فهناك الاف القصص عن الخيانة الزوجية ومن يعتقد ان الرجل فقط من وقع فريسة الخيانة الزوجية خاطئ مثلما للرجل هفوات ونزوات للمرأة أيضا وسيكون لنا حديث في وقت لاحق عنه .
مقالات اخرى للكاتب