تحت ذرائع الديمقراطية والتعددية ومفاهيم اللامركزية والفئوية يلهث البعض للسعي على تمزيق وحدة الصف الصحفي العراقي من خلال الاعلان عن نقابات وجمعيات واتحادات تندرج كلها تحت مسميات الصحفيين العراقيين في محاولة واضحة ومكشوفة لالغاء الدور التاريخي لنقابة الصحفيين العراقيين الام.
ليس من حق احد ان يقيّم عمل نقابة الصحفيين العراقيين وتاريخها الحافل الا الصحفيين انفسهم ممن عاصروا هذه النقابة ومن حق الصحفي العراقي وحده فقط ان يضع علامات الاستفهام او الاعجاب لدور النقابة وبالتأكيد ليس هناك عملا مهنيا نقابيا خال من الاخفاق او السلبيات مثله مثل النجاح والتألق والابداع، الا ان الاصح والاكثر نجاعة عندما نصطف معا لتقويم الاخفاق والسلبيات وندعم النجاح بدلا ان تشهر سكاكيننا لتمزيق الجسد الصحفي العراقي تحت ذرائع شتى.
ان انبثاق وتاسيس منطمات المجتمع المدني بعد 2003 وتنوع عمل هذه المنظمات شكل انعطافة مهمة في الحياة الديمقراطية للعراق الجديد لكن ما يحز في القلب ان يسهم البعض ممن يؤمنون بالعمل الجماهيري والمجتمعي بتشتيت الجهد وتمزيق وحدة الصف لاغراض شخصية او حزبية او فئوية او لتحقيق وجاهة او مكانة ما على حساب الاهداف النبيلة لتلك المنظمة او النقابة والسعي لتشويه تاريخها دون اسباب مهنية.
ان الاختلاف بين الاراء ووجهات النظر بين صحفيي العراق وبمختلف مشاربهم لا يعني ان نوزع اعدادهم بمنظمات واتحادات ونقابات متعددة مختلفة التسميات والاغراض، بل يتطلب منا كنخبة واعية وصناع قرار وكسلطة مؤثرة الجلوس وجها لوجه لفلترة عيوبنا واخطاءنا والعبور الى جادة العمل الايجابي الذي يخدم عائلة الصحافة العراقية.
ان وجود اتحادين و نقابتين وجمعيات للصحفيين لاشك يجعل من الاسرة الصحفية مشتتة وممزقة وتذهب بجهد خدمة الصحفيين العراقيين وتطلعاتهم في مهب الريح وبما يحول دون تحقيق اي هدف نبيل من اهداف الصحفيين ويجعلهم في حالة تندر امام بقية شرائح المجتمع العراقي الذي ينظر الى الصحفي العراقي كقدوة وصانع قرار وباني مجتمع ومن خلاله يسعى كل عراقي ان يدافع عن حقوقه.
انا لست من مناصري نقابتنا العتيدة ولا من الواقفين بالضد من الاتحادات والنقابات والجمعيات الصحفية الاخري بل انا من اشد الداعين لترميم البيت الصحفي العراقي والحفاظ على وحدة العائلة الصحفية العراقية الواحدة ومن اشد الداعمين لمن يدعو الى الغاء كل هذه المسميات والخروج بنقابة موحدة قوية قادرة على التصدي لكل مشاكل الصحفي العراقي وتحقيق ما يصبو له من امال وتطلعات بلغة الحوار الحضاري ومن خلال صناديق الانتخابات النزيهة واستنادا الى قوانين نقابة الصحفيين.
من المهم ان لانفرط بمكاسب نقابة الصحفيين التي حققتها للصحفي العراقي سواء على صعيد البلد او على الصعيد العربي والاقليمي ومن يرى ان النقابة قد قصرّت او اخطأت او تجاوزت فعليه ان يرصد كل هذا و يقدم الامثل والافضل عنه افضل بالتاكيد من تشتيت الصحفيين وافكارهم والامهم وامالهم بنقابات واتحادات متعددة.
مقالات اخرى للكاتب