Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
خمسون عاما وما زلت اتذكر برعب 8 شباط 1963 الانقلاب الاسود الاكثر دموية في تاريخ العراق الحديث
الجمعة, شباط 1, 2013
اياد الجصاني

( * ) بقلم : اياد الجصاني

ذكريات شخصية من ثلاثة فصول :

 

1 -  مؤشرات خطيرة تؤكد على قرب وقوع الانقلاب

 

 

لا شك ان اكثر العراقيين  ممن تقدم بهم العمر مثلي يتذكرون النكبة الكبرى التي حلت بالعراق في مثل ذلك اليوم الذي لا يمكن ان ينساه العراقيون  في الثامن من شباط  عام 1963 قبل خمسين سنة .  ولا ادري كم منهم سيقدم للقراء ما يتذكره عن ذلك الحدث الكارثي  ؟ او من من قادة العراق اليوم سيتذكر تلك النكبة  او من من المنظمات او الاحزاب العراقية ستقيم اجتماعا يعيد للعراقيين هذه الذكرى من اجل استخلاص الدروس والعبر ؟ او هل ان الجماهير المحبة للزعيم قاسم وقيام الجمهورية ستقف في 8 شباط هذا الشهر في تجمع مهيب امام بوابة وزارة الدفاع  لقراءة الفاتحة ؟ اوهل ستمر وسائل الاعلام في العراق المشغول بمحنة مظاهرات اهل الانبار وبهاجس المؤامرات على الذكرى مر الكرام ؟!  لست هناك بصدد الحديث عن اسباب قيام الثورة او عن الزعيم عبد الكريم قاسم  وسياسته ، نجاحه واخطائه والمشكلات التي واجهها سواء داخل العراق او خارجه ولكنني ساقتصر الحديث هنا عن ذكرياتي التي كانت تدور حول ما وقع لي شخصيا وما لها من علاقة بهذا التاريخ ارويها بكل امانة للتاريخ راجيا من رئاسة تحرير صحيفتكم الكريمة نشرها وان يتحلى القارئ الكريم بالصبر على متابعتها  . اما من يريد الاطلاع على الجانب السياسي الاخر فما عليه الا الرجوع الى مقالاتي المتعددة المنشورة بهذا الخصوص . ولقد  دفعني الى كتابة هذه السطور بالاضافة الى ذكرياتي الشخصية هو اطلاعي على ما جاء في اعترافات جون بيركنز عميل المخابرات الامريكية السابق في الشرق الاوسط الذي تحدث في احد مؤتمرات السلام في سياتل بواشنطن عام 2006 عن : كيف تم تنظيم  صدام حسين الذي سماه " ابننا " ، كعميل للمخابرات نفسها وتدريبه مع البعثيين على اعمال ارهابية نفذ من خلالها عملية اغتيال الزعيم قاسم في شارع الرشيد عام 1959 بالاضافة الى العديد من العراقيين في شوارع بغداد وغيرها من مدن العراق في بداية الستينيات.  كما تطرق بيركنز في حديثه  وبكل صراحة الى ان المقصود كان  العمل على  قلب نظام الزعيم  قاسم الذي وقف بقوة في وجه جشع شركات النفط العاملة في العراق وقام بتحرير الاراضي العراقية  من سيطرة الشركات ذات الامتيازات الكبيرة في العراق  وفرض عليها الضرائب . وقال بيركنز ان قاسم كان هدفه الاول تحرير ثروة النفط من سيطرة اخطبوط الشركات الغربية وتسخيرها لاعمارالعراق واسعاد العراقيين الهدف الذي وصفه بيركنز بالنبيل ولكنه اكد على ان القرار كان قد تم اتخاذه للقضاء على الثورة و للتخلص من قاسم ( ** ) .                         

كنت في بداية الستينيات من القرن الماضي التي تحدث عنها العميل بيركنز شابا  في مقتبل العمر تخرجت حديثا من جامعة بغداد عام 1958واحلم بالكثير . تم  تعييني مدرسا للغة الانجليزية في ثانوية الاعظمية ببغداد حيث تعرفت على مديرها  ممدوح الالوسي وهو عضو في الحزب الشيوعي العراقي ومن الشخصيات التي تموج حيوية ونبلا ودفاعا عن الزعيم قاسم والجمهورية مثل اكثرالوطنيين الديموقراطيين العراقيين من الشيوعيين والتقدميين وغيرهم ما عدا من كان ينادي بسقوط نظام قاسم من الوحدويين القوميين والبعثيين  الذين كانوا يرفعون شعار الوحدة المستورد من مصر عبد الناصر الذي كان يمدهم بالدعم ويجهزهم بالسلاح الى جانب اموال امراء وشيوخ الخليج كالكويت والسعودية الدور القذر الذي ما زالت تمارسه هذه الدول اليوم الى جانب قطر والمخابرات البريطانية والامريكية واسرائيل وشركات النفط التابعة لها في سوريا والعراق كما نرى . كلمة حق اقولها وبكل امانة اني لم اشعر يوما ولم اسمع من مديري كلمة واحدة عن الحزب الشيوعي او بضرورة الانتماء  اليه على الاطلاق ولم انتمي حتى اليوم الى اي حزب في العراق رغم اتهام البعثيين لي ولغيري باننا شيوعيون دون وجه حق وهو الاتهام المبرمج الذي روجته المخابرات الامريكية  لتصفية كل الوطنيين الذي وقفوا ضد مصالح امريكا وعملائها في العراق او في العالم  . وكاكثر العراقيين المخلصين للجمهورية والمؤيدين لقاسم  كنت لربما اشعر بحب وتقدير لشخص هذا الانسان الذي وصفه عدوه بيركنز بالنبيل الذي كان يقود العراق والعراقيين لتحقيق العدالة ويعمل على توفير سبل العيش الكريم لهم بعد قيام الثورة في تموز 1958. .                                                                                                             

 بعد حادثة اغتيال الزعيم قاسم الفاشلة في شارع الرشيد عام 1959التي شارك فيها صدام حسين بتخطيط من المخابرات الامريكية كما جاء في حديث بيركنز ، ازدادت في بداية الستينيات بالذات هجمات البعثيين ووقعت اغتيالات كثيرة في شوارع بغداد وغيرها من مدن العراق كما ذكرت. اجبرت على طلبت نقلي الى مدرسة اخرى نتيجة ما لاحظته من مطاردة المدرسين العاملين في ثانوية الاعظمية ومديرها وتهديدهم بالقتل . نقلت الى ثانوية الكاظمية وبعد ايام وانا اصل الى المدرسة مارا بالمستشفى الواقع بداية الشارع ، شاهدت سيارة ممدوح الالوسي  تنتشر على ابوابها الدماء وعندما سالت اخبرت بان ممدوح الالوسي قد  تم اغتياله اليوم في سيارته . لم انس تلك الصدمة التي هزت مشاعري . في العام 1962 بدات اشعر بان الايام القادمة سوف لن تمر بسلام على ابناء العراق من امثالي . زارني احد الايام زميل لي هو ناظم جواد تخرج معي من نفس القسم بدار المعلمين العالية . وبعد تعيينه مدرسا في بغداد صدر امر فصله من الوظيفة  ومطاردته نظرا لممارسته اعمالا ضد حكومة قاسم حسب مخططات حزب البعث الذي ينتمي اليه . زارني في داري الواقعة في الكاظمية  متعللا بالرغبة في القاء التحية على الوالدة ، حيث مقر عملي هناك رغم انه كان يكرر اتهامه وادانته لي باني شيوعي . كرمته رغم علمي بخطورة الموقف. عصر اليوم نفسه خرج صديقي من الدار بصورة مفاجئة واخبرتني امي التي كنت اعيش معها انه  غادر مستعجلا ناسيا سترته معلقة  بقرب باب الحمام . خرجت لانظر فيما لو ان شيئا ما يدور في الخارج قرب الدار ولكني وجدت سيارة متروكة . لم اهتم للامر . لكن السيارة  ظلت واقفة لاكثر من يومين  . بدات الشكوك تراودني ووجدت من اللازم ان اقترب من السيارة واعرف ما شأنها . كانت ابوابها غير مقفلة . فتحتها ووجدت فيها منشورات ضد الحكومة كما وجدت قائمة باسماء رجالات في الشرطة والجيش مع مواقعهم يشاركون في خطة لقلب النظام في سترته المعلقة .  ناديت احد طلابي الذي والده يمتلك كراجا لتصليح السيارات في الكاظمية . جاء معي ونظر الى محرك السيارة واذا بالاسلاك التي تحرك السيارة قد رفعت من البلكات حتى لا تتحرك السيارة من مكانها . لا ادري هل كان صديقي  الوفي هذا يريد ان يدل الشرطة التي تطارده الى السيارة الواقفة امام داري حتى يلقى القبض علي  وعلى والدتي ؟ لا اشك في ذلك لان الغدر شيمة البعثيين . جن جنون امي  التي اخبرتها  اني سوف اذهب واقدم هذه الاوراق للزعيم قاسم شخصيا . لكنها اصرت على ان تحرق الاوراق والسترة في الدار وتنقل السيارة فورا من امام الباب الى مكان بعيد  لانها وهي الام الحكيمة اكدت لي باني سوف لن انجو بعد التحقيق والتعذيب من هذا الذنب واني ساظهر بمثابة المشارك في المؤامرة .  اقنعتني امي وتم اللازم .  ولكني ما زلت اشعر بالذنب لعدم تقديم المنشورات والاسماء الى الزعيم في حينه لثقتي بان الامر عرضي ولا يمكن وقوعه . وصل الطالب وشغل السيارة ركبنا سوية  وذهبنا بها  الى الموقف المجاور للمطعم التركي قرب ساحة التحرير في الباب الشرقي وعدنا الى الدار في الكاظمية . لم اجد اثرا لناظم بعد تلك الحادثة . ولكني بقيت افكر كم ان قاسم كان انسان مخدوع بفرط الرحمة والعدالة والغفران وحب العراقيين . الم يطلق سراح من دبر عملية اغتياله عام 1959 ؟  ولكن صدق من قال اذا انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا !                                                                     

لقد شعرت في العام 1962 بان الوضع الامني بدأ يتدهور في الكاظمية بل في عموم بغداد وان العمل ضد النظام قائم على قدم وساق . وعندما  حل الصيف وانتهى العام الدراسي قررت السفر الى خارج العراق بتشجيع من والدتي. كانت هناك مشكلة تواجهني وهي صعوبة الحصول على جواز السفر اولا وموافقة الحاكم العسكري ثانيا في حينه . وتشاء الاقدار ان يكون احد طلابي وهو نائب ضابط  في ثانوية جمعية بيوت الامة المسائية التي ادرس فيها ليلا في الكاظمية قد ظهرت نتيجته اخر العام مكمل في اللغة الانجليزية  ويحتاج الى ثلاث او اربع درجات للنجاح وجاء الي طالبا بادب مساعدته لان ترقيته متوقفة على نجاحه في ذلك العام الدراسي ، لم اتردد باعادة تصليح دفتر امتحانه ومساعدته للحصول على الدرجات المطلوبة واعتباره ناجحا وبموافقة مدير المدرسة شخصيا . جاء الطالب مرة اخرى ليقدم الشكر ويقول لي اطلب مني ما تريده فقد اكون على استعداد لتقديم خدمة لك . وبما  انه يعمل في سلك الشرطة فقد قلت له اني بحاجة الى جواز سفر للسفر الى تركيا لقضاء عطلة الصيف المدرسية . وقد رد علي بانه على استعداد لعمل اللازم وما علي الا تقديم الصور والمستندات المطلوبة وفعلا وصلني الجواز مع موافقة الحاكم العسكري على احدى صفحاته الذي ما زلت احتفظ به . وبعد ايام بعت سيارتي الخاصة بمبلغ 390 دينارا قدمت لوالدتي منها ما يجب واخذت الباقي ليعينني على بقائي في الخارج . ودعت والدتي وانسانة نبيلة كانت تأمل زواجي منها وتركت بغداد مسافرا بالقطار عبر حلب الى اسطنبول. لم انس مساعدة ذلك الطالب لي الذي اخرج لي جواز السفر ولم انس مساعدة الطالب النبيل الاخر الذي شغل السيارة المشبوهة التي تركها صديقي البعثي الوفي امام منزلي .  واصلت السفر الى النمسا ووصلت الى فيينا التي قررت البقاء للدراسة في جامعتها .

 

2 -  نجاح الانقلاب الاول ووقوع الابادة

 

انقضت اشهر قليلة اي الفصل الشتوي من دراستي في جامعة فيينا عام 1962 ، وفي العام الجديد وفي اليوم الثامن من شهر شباط 1963 بالتحديد المصادف ليوم الجمعة ايضا على ما اعتقد سمعت وانا جالس في غرفتي المستأجرة عند عائلة نمساوية من راديو صغير كان معي بالحدث الذي كنت اخشاه . سمعت بخبر الانقلاب الدموي في بغداد . ولا شك انها مشيئة الله عزل وجل الذي وهبني الفكرة على ترك العراق قبل اشهر قليلة من وقوع ذلك الانقلاب المشئووم  لان بعد صدور البيان الذي هز ضمير العالم وهو البيان رقم 13 الصادر عن "مجلس قيادة الثورة" والذي فوض أفراد الحرس القومي مليشيات البعثيين الفاشيين صلاحية تصفية كل من يخل بالأمن، بدأت المطاردات الجماعية على أشدها لكل ما هو ديمقراطي ويساري في العراق . ففي تلك الأيام  تحول العراق كله الى سجن كبير، والى ساحة مطاردة وإرهاب واعتقالات وتعذيب وإعدامات تطبيقا للبيان المذكور. فقد اغتال الانقلابيون المجرمون الثورة الخالدة وصفّوا العشرات من قادتها والابرياء الاخرين وعلى رأسهم الزعيم قاسم . وتحدثت مع نفسي قائلا لا ادري كيف كان سيكون مصيري ذلك اليوم لو كنت ما ازال مدرسا بثانوية الكاظمية ببغداد وانا من عمل مع ممدوح الالوسي في ثانوية الاعظمية سابقا. ولقد اخبرتني امي بعد عودتي للعراق عام 1966 بانها رات من شباك الدار التي كانت تسكنها في الكاظمية  ان شاحنات اي لوريات كانت تمر محملة باكياس الحنطة تتساقط منها لكثرتها ولكنها دققت في الرؤيا وشاهدت انها كانت تنقل جثثا للشهداء المغدورين وقالت احمد الله واشكره دوما  على انك غادرت العراق !!

مرت امامي تلك الدقائق التي كنت ارافق بها الوفد المشارك في احتفالات اعياد  ثورة تموز المعني في زيارته  وزارة الدفاع واقوم بمهمة الترجمة ما بينه وبين الزعيم قاسم الذي ما زال وجهه الهادئ وفي يده منديل ابيض صغير وابتسامته العذبة وصوته الرقيق وكلماته الحلوة وهو في بدلته العسكرية  وكانه رجل دين وليس عسكريا ، مرت هذه الخواطر وهي مرسومة امام عيني وفي اذني وضميري حتى اليوم . واكاد اجزم ان طيبة قاسم وكرم اخلاقه وتحليه بروح التسامح صفات لا تصدق ونادرة بين العراقيين على الاطلاق قدمها لمن اعتدوا عليه او عملوا ضده مثل صدام حسين وناظم جواد واخي حامد المعلم الذي القي القبض عليه في كربلاء وهو يوزع مناشير ضد  حكومة قاسم وتم اطلاق سراحه  بعد حكاية والدتي عن زيارتها الخرافية للزعيم قاسم في وزارة الدفاع وطلبها العفو عنه وهي تبكي امامه الامر الذي ابكى الزعيم واستجاب لطلبها فورا نزولا عند رغبة الوالدة بعد ان  تعرف الزعيم على منزلة اهلها في الناصرية المدينة  التي عمل قاسم قائدا  لاحدى الفرق فيها سابقا . حزنت ذلك اليوم حزنا شديدا عندما سمعت بخبر الانقلاب الدموي وما لحق بالمواطنيين من ابادة  في بغداد ومدن العراق الاخرى  .  بكيت بمرارة ويا لمأساة العراقيين التي بدأت بمجئ البعثيين الى الحكم  الامر الذي دعاني ان ابقى خارج العراق منذ ذلك الحين لاني شعرت مع نفسي ان ابواب التاخر والدمار ستلحق بالعراقيين الذين خضعوا لحكم الحزب الدموي الفاشي . 

 

3 – نجاح الانقلاب الثاني ومحاولات فاشلة  بالعودة للوطن  

 

عللت نفسي بالعودة للوطن بعد الاستقرار الذي شهده العراق عند تولي رئاسة الوزارة ناجي طالب الذي تربط عائلتي علاقات  وثيقة مع عائلته وبالاخص مع اخيه حمودي الحاج طالب الذي هو زوج احدى خالاتي بالناصرية . انهيت دراستي في النمسا صيف 1966 بعد حصولي على الماجستير في الترجمة عام 1965 والماجستير في العلاقات الدولية من الاكاديمية الدبلومسية في العام الذي بعده في فيينا وحزمت حقائبي وانا متردد ولربما خائف ايضا . اخذت القطار السريع الى اسطنبول ومنه الى بغداد احلم طول الطريق البعيد في تحقيق  ما كنت اصبو اليه في الوطن. واعترف انه كان اكبر خطأ اقدم عليه في حياتي لان برونو كرايسكي وزير الخارجية النمساوية آنذاك الوزير اليهودي النبيل في الحكومة النمساوية  اشار الى بقائي في النمسا بعد ان كرمني بالموافقة على قبولي في الاكاديمية الدبلوماسية وحصولي على منحة من حكومته  وانا اول خريج عراقي وعربي من هذه الاكاديمية العريقة في فيينا (***). وبعد وصولي الى بغداد قدمت طلبا للتعيين في وزارة الخارجية ولكن اشترط دخولي امتحان خاص . دخلت الامتحان  مع العديد من المتقدمين ولم يؤخذ بشهادتي وتخصصي ولكن النتيجة كانت مخيبة للامال . اعلنت النتيجة عن تعيين اخ لرئيس الجمهورية الاسبق عبد السلام عارف واخت لاحد السفراء العراقيين وفشل كل المتقدمين الاخرين ومنهم اسمي ايضا  . ومنها عرفت ان الامر صعب التحقيق مما دعاني ان اترك كل المحاولات. تقدمت للعمل  كمحاضر بتدريس اللغة الالمانية والترجمة في كلية اللغات بجامعة بغداد التي عادلت شهادتي في الترجمة بالماجستير . واصلت التدريس ولم تهتم الجامعة بالعمل عل تعييني في الكلية وبوجود كفاءة نادرة جاءت اليها بالمجان . حاضرت اسبوعيا لعشرين ساعة بسعر دينار واحد للمحاضرة اي ان ما تقاضيته كان ثمانين دينارا شهريا لم تكن كافية للعيش ذلك الوقت . انتهى العام ومرت الاشهر ولم يصدر تعييني في الكلية. مللت هذا التاخر وعدم الاهتمام من رئاسة الجامعة ومنذ ذلك الوقت والمسئوولين في وزارة التعليم العالي يعاملون اصحاب الكفاءات بكل سلبية واحتقار والا لماذا لم تهتم جامعة بغداد وتصدر تعييني مباشرة في الكلية بعد معادلة شهادتي منها.

وفي يوم وانا اراجع البنك في بغداد واذا بشخص يضرب بلطف على ظهري من الخلف . التفت واذا بي ارى صديقي القديم صاحب قصة السيارة ناظم جواد . ويا لها من مفاجأة . لم يطل الحديث كثيرا معي الا انه اصر على البقاء معه ودعوتي للغداء . لم يكن للبعثيين زمن وزارة ناجي طالب من شأن يذكر الا انهم ما زالوا يخططون للانقضاض على السلطة في العراق . اخذني معه بسيارته الجديدة الى شقة جميلة يملكها في عمارة قرب الجسر الجادرية . اجلسني في صالة هي اشبه ما تكون بمكتب لوزير او سفير . وبدأ يقول لي انه عاد الى العراق من الخارج منذ اشهر بعد ان عين سفيرا في بيروت على اثر نجاح الانقلاب على الزعيم قاسم وقص علي كيف انه شارك في المفاوضات مع الكويتيين للحصول على الدعم المعروف واستلام مبلغ ثلاثين مليون دينار كثمن لترسيم الحدود وتنازل البعثيين عن اراضي عراقية للكويتيين اضافة الى استلامه شيك بمليوني دينار كان امير الكويت قد سلمه له شخصيا ليقدمه لرئيس الجمهورية عبد السلام عارف .  كما اخبرني ان خلافا وقع مع الرئيس عارف بخصوص الشيك او غيره الذي غضب على ناظم وعلى صديقه طالب شبيب وكيف اعتقلهم وارسلهم مخفورين في طائرة جارتر الى القاهرة . وقال لي ايضا انه في صدد اتمام  كتابة مذكراته التي سيرد اسمي فيها لما قدمته له من خدمة اخوية لا توصف . ولا ادري اين هو الان واين مذكراته . كما اكد لي ان انقلابا قريبا سيقع وسيعود البعثيون للسلطة وسوف يعود سفيرا للعراق ولربما في الجزائر . بدأ يتحثت ويقرأ في مذكراته وانا انصت اليه جالس امامه وهو في مقعد السفير الوفير العالي خلف طاولة كبيرة وانيقة . وبعد اكثر من نصف ساعة وهو يقرا، وصل الى نقطة غاية في الحساسية وهي كيف ان البعثيين في 8 شباط  1963 عندما حصاروا وزارة الدفاع ارسلوا في طلب عبد الكريم قاسم بعد ان سلم نفسه وكيف اقتادوه من وزارة الدفاع الى مقر الاذاعة في الصالحية حيث ينتظره الثوار المتامرون ضد حكمه . وعندما وصل الى حكاية دخول عبد الكريم قاسم واهانته وجلوسه ومحاكمته وصدور الحكم ضده بالاعدام وتم اطلاق النار عليه ، توقف ناظم عن القراءة فجأة وهو ينفجر صارخا باعلى صوته وهو يضرب بيده على طاولته .. لقد قتلناه لا ... لا .... كيف قتلناه ... لماذا ... لماذا قتلناه ؟؟؟  واجهش بالبكاء ووضع راسه على طاولته الانيقة . ولقد دهشت واصابني الموقف بذهول لا يوصف . وبعد ان انتهت عاصفة الضمير التي لم تكن مفتعلة بل طبيعية احساسا بالذنب و بعمق الجريمة التي اقترفها الرفاق دون الاحتكام للقوانين والعدالة بل الى اسلوب البرابرة في اقتراف ابشع جريمة وباخس اسلوب لم يرق للثوار الوطنيين ان كانوا وطنيين . لم افاتحهه بموضوع السيارة التي تركها في باب بيتي عند زيارته لي عام 1962 وهي محملة بالمنشورات ضد الحكومة لاني وجدت في الموقف امامي ما يكفي على الاعتراف بالذنب الاكبر .

وعندما عدت الى الدار بعد دعوة  هذا الصديق سالتني امي عن تاخري فرحت اقص عليها حكاية لقائي بناظم وما قصه علي وعن ما وصل اليه وكيف اصبح سفيرا للعراق بعد اغتيال عبد الكريم قاسم . ضربت امي يدا بيد  وراحت تقول : "هاي.. هاي.. وي.. وي .. ابن جواد العارض الدرويش يصبح سفير لانه شارك في قتل عبد الكريم قاسم واياد الذي ابوه من كبار موظفي الدولة وجده الحاج علي الثامر السعدون من اعيان المنتفك وهو الاستاذ الجامعي وخريج الدبلوماسية لم يحصل على وظيفة في الخارجية . والله زمان طايح حظه وصدق المثل القائل : ان اقبلت باض الحمام على الوتد وان ادبرت بال الحمام على ابن اسد . اي يا ابني عيش وشوف هاي الدنيا غدارة  واحذر من غدر هذا اللعين البعثي مرة اخرى ". وبالفعل وبعد ان سافرت صيف 1968 الى القاهرة لقضاء عطلة الصيف هناك وقع انقلاب البعثيين الثاني في تموز 1968 كما قال لي صديقي ناظم الذي اتمنى ان يكون حيا ويقرأ هذه السطور . لم اعد الى بغداد بل الى فيينا التي اصبحت مقري وملاذي الاخير منذ 50 عاما رغم تكرار زياراتي الى بغداد عند عملي في الكويت القريبة لسنوات فيها . ولقد سمعت ان هذا الصديق اصبح بالفعل سفيرا للعراق من جديد ولكن في الصومال لكنه طرد من الخدمة لخلافه مع القائد الضرورة فيما بعد او هرب بعد اقترافه جريمة ما  مثل الكثير من سفراء صدام حسين كمنذر الونداوي البعثي الذي عين سفيرا في العاصمة الفرنسية باريس عند زيارة صدام حسين المعروفة الى شيراك امين العاصمة الفرنسية عام 1974 حاملا معه في الطائرة اسماك دجلة   لشويها في باريس على طريقة المسكوف في ابي نؤاس نظرا لارتباط عضوية الصديقين في الماسونية العالمية ( ****) .       منذر الونداوي هذا كان صديقي تخرج معي  من ثانوية الناصرية في العام 1954.  التحق بكلية الطيران ، وبعد تخرجه ضابط طيار قام بقصف وزارة الدفاع يوم الانقلاب في 8 شباط 1963. وبعد نجاح الانقلاب وتم اعدام الزعيم قاسم، ترأس الحرس القومي واشرف على ابادة الوطنيين العراقيين حسب بيان مجلس قيادة الثورة المذكور في مقر النادي الاولمبي بالاعظمية  . وبعد ان نقل منذر  سفيرا الى البرتغال ،  اختفى فجأة عن الانظار.  وبناء على ارتباطاتي الشخصية ، وجدناه في بداية التسعينيات قد اقام في ماربيا الجزر التي يسكنها كبار الفنانين والاغنياء بعد ان غير ملامح وجهه بلحية طويلة يقضي اوقاته ليلا في الملاهي ولعب القمار في كازينو الروليت بالجزيرة حتى الصباح . ولا شك ان هناك صفقة كبيرة تثير الشكوك عن  قصة اختفائة المشبوهة هذه  .                 .            ومن الجدير بالذكر وفي العام 1974 الذي عين فيه الونداوي سفيرا في باريس ، ويالعظمة الدولة التي يمثلها سفراء امثال ناظم ومنذر وامثالهم ، كنت قد انهيت الحصول على الدكتوراة من فرنسا وصادف ان صدر قانون عودة اصحاب الكفاءات في بغداد نفس العام الذي تعزز فيه واستقر حكم البعث  في العراق في عصر الرخاء الذي ارتفعت فيه اسعار النفط في العالم بعد حرب اكتوبر 1973 وانهمرت على الخزينة العراقية مليارات الدولارات .  تقدمت بطلب شمولي بالقوان المذكور للعودة الى الوطن . قبل طلبي  وعينت بكلية الادارة والاقتصاد في جامعة البصرة ولكن لسوء الحظ ان البعثيين عيونهم ما زالت منتشرة في كل مكان  يسّخرون المدرسين الوافدين العرب للتجسس على زملائهم العراقيين وهذا ما حدث لي عندما اصطدمت مع مدرسين مصريين في نفس الكلية يحصلون على ثلاثة اضعاف الراتب الذي اتقاضاه ولا يتقنون جملة واحدة بلغة اجنبية . وبعد ان شعرت بالتهديد وقرب القاء القبض علي ، فضلت الهروب من جديد ولكن الا باجازة نهاية الاسبوع من الجامعة الى الكويت فقط . قدمت الطلب وحصلت على اجازة المغادرة التي تسمح لي بالخروج من الحدود الى الكويت ولم يكن لي من بعدها اية محاولة للعودة الى الوطن الا بعد احتلال العراق الذي فسح المجال امام اصحاب الكفاءات للعودة بموجب صدور قانون اعادة تعيين المفصولين والمتضررين السياسيين رقم 42 لسنة 2005 الذي بموجبه  حاولت من جديد ان ارفع شكواي للمسئولين بوزارة التعليم العالي لاعادة الاعتبار لي وللحصول على حقوقي السابقة اثناء عملي بجامعة البصرة كمتضرر سياسي عام 2008 وانجزت معاملتي حسب الاصول وقدمت للجامعة كل اسباب الموجبة التي  تؤيد الضرر الذي لحق بي واضطراري للجوء الى خارج العراق  وبشهادة بعض الاساتذة السابقين ، وبعد موافقة عمادة جامعة البصرة واللجنة المركزية بوزارة التعليم العالي على شمولي باحكام القانون المذكور ، لكن للاسف الشديد ان وزير التعليم العالي السابق عبد ذياب ظلمني كما ظلم الكثيرين عندما التف على القرار واحال طلبي الى امانة مجلس الوزراء حيث العديد من رفاقه البعثيين السابقين الذين تجاهلوا موافقة الجامعة وقرار اللجنة المركزية وموافقتها على واقعة التضرر واصروا على رفض طلبي بكل اجحاف وظلم  . معالي الوزيرهذا يتحدث عنه الكثيرون بانه معروف بطائفيته وحقده وسعيد بحرمان مواطنين من اصحاب الكفاءات من حقهم في العودة والحصول على حقوقهم المشروعة ورد الاعتبار لهم وبالاخص ممن هم لا علاقة لهم بالبعث ولكنه رقص فرحا باخبار عودة البعثيين الى اعمالهم وبموافقة رئيس وزرائه .  لن ننسى ان احمد الجلبي رئيس الهيئة العليا لاجتثاث البعث قد صرح في مؤتمر صحافي " تدعو الهيئة العليا لاجتثاث البعث الموظفين السابقين المشمولين بقانون الاجتثاث ممن كانوا بدرجة عضو شعبة وعضو فرقة والراغبين بالاحالة علي التقاعد مراجعة الهيئة لاستكمال اجراءات احالتهم علي التقاعد ". اما عن الاتفاق الذي ابرمه المالكي مع البعثيين فقد كتب امير الكاتب عنه يقول : ان " الاتفاق الذي ابرمه المالكي مع 9000 ضابط هم الدفعة الاولى من اصل 33000 الف ضابط تخرجوا من مدرسة صدام الاجرامية ومارسوا ابشع جرائم القتل بحق المواطنين المالكي لم يعد عابئا بالماضي الصدامي والاجرامي الاسود الذي يحمله تسعة الاف مجرم " .  ورد عليه الناطق الرسمي لحزب البعث ابو محمد  مصرحا :" ان البعث قد تبني خيار المقاومة المسلحة منهاجا لتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي البغيض وإلحاق الهزيمة بالمحتلين وأذنابهم .كم ان العراقيين سعداء لسماع مثل هذه الاخبار فهل ان القادم من الايام تبشر بمؤامرة الانقلاب البعثي الثالث ؟! (*****) .             لم اهتم كثيرا لفشل محاولتي وانما كانت محاولة  من اجل ان ارى هل ان وجه العدالة قد تحقق بعد سقوط الدكتاتورية فعلا في العراق ؟  ولكن كيف تعود العدالة الى  مجتمع ما يزال يقوم على سيطرة البعثيين في دوائر الدولة والمناداة رسميا بعودتهم علنا واستفحال دور المحاصصة والانتماء للاحزاب الدينية وللرشوة والفساد والارهاب الذي حصد العديد من خيرة الكفاءات العراقية الموجودة او العائدة الى العراق منذ 2003 وحتى اليوم . فكيف بربكم يجوز ان يحظى انسان مثلي على اعادة حقوقه في مثل هذه الظروف ومن سيسمع شكوى عراقي مشرد كالآف المشردين والمهجرين  في بلد  ما زال الانسان العراقي فيه يعيش على الهامش بعيدا عن نيل حقوقه الانسانية والاهتمام بكرامته ؟ .  وفي مقالة لي ردا على ما لحق بي من ظلم  نشرتها بتاريخ 13 مارس 2009 بعنوان : " اضواء على عودة اصحاب الكفاءات الى الوطن " علق عليها الدكتور عبد الجبار العبيدي احد الاساتذة المتضررين الذين رفض طلبه ايضا قائلا  : " لقد تغير النظام في العراق بعد 2003 ، ولكن عقل النظام بقي دون تغيير. اليوم نقول للمالكي راقب تنفيذ قوانينك الصادرة بتوقيعك والتي تتباهى بها في كل مناسبة وفي كل حين، فهي تنفذ لبعض المواطنين دون الاخرين، فهل عاد مرة اخرى قانون أصدقاء الرئيس صدام حسين حين غُلب الجاهل على العاقل والمتخلف على الكفوء ونحن لا زلنا من المظلومين ؟ نفذ كلامك الذي وعدت به في مؤتمر الكفاءات واعيد حقوق المظلومين . نريد منك حكما قائماً على المساواة وشعور الناس بحرية الحركة وحرية العمل والقول، نريد منك تحريرا للمظلومين، نريد منك عودة للمهجرين، نريد منك بيوتنا التي اغتصبت من المغتصبين ولا يهمك تقولات الناكثين". ولم احزن لخيبة الامل ولم اعترض على الاطلاق لاني كنت سعيدا  بالسفر الى بغداد وزيارة حبيبتي البصرة التي فارقتها منذ 33 عاما بغية السؤال عن الاحبة القدامى ولقاء الطيبين في جامعتها . وعندما ذهبت لالقاء التحية على زميلي الشاعر المرحوم بدر شاكر السياب الذي عمل معي مدرسا في ثانوية الاعظمية والذي ما زال واقفا هذا اليوم بشموخ على بوابة كورنيش شط العرب سمعته كما لو انه كان يهمس في اذني : " هاي شكو جاي ... جاي بعد خراب البصرة ؟! اي ما تشوف قناة العشار بعدها اكبر محطة للنفايات في تاريخ المدينة ! تترك فيينا وتجي للبصرة ارجع ارجع عيب عليك . وبالفعل رجعت واحمد الله على عودتي سالما (******).

وهذا هو قدري ان اكتب هذه السطور بعد  50 عاما من انقلاب البعثيين اومن سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 واعدام صدام حسين الذي تولى الحكم  الذي استمر لاكثر من اربعة عقود دمر العراق والحق بالعراقيين كل انواع المآسي والالام.  ومهما طال الظلم فلن يدوم . انتهى حكم البعثيين وانتهت احلام وحدتهم واشتراكيتهم وحريتهم المزيفة بنهاية حكم صدام حسين الذي اذل العراقيين ووصل بهم الى اخر مراحل التخلف وزجهم في حروب وماسي عديدة يتذكرها العراقيون على مدى التاريخ وذلك بعد احتلال العراق من قبل امريكا وحلفائها. ويا للعار فلقد القي القبض على القائد الضرورة في حفرة اخرجوه منها كالجرذي ليعلق على حبل المشنقة بعد محاكمته .. الا ان العراق  لم يهدأ ولم يستقر والعراقيون  استمرت معاناتهم ومآسيهم بعد الاحتلال او حتى بعد انسحاب القوات الامريكية المحتلة بل ظلت الهجمات الارهابية بدعم من البعثيين هي طابع الحياة المريرة وانعدام الخدمات هو الشعار الذي يسخر منه العراقيون الى جانب قصص الفساد والنهب الخرافية التي نسمعها كل يوم واستحواذ بقايا عصابة البعثيين في دوائر الدولة على مقاليد الامور وتفشي الظلم وانعدام حقوق الانسان  والمحسوبية  .  وللاسف لقد طفح الكيل وسار العراق بحق نحو الكار ثة  وتعرض للمؤامرات من جديد . ولو ان هناك خيوط مؤامرة تلوح في الافق بعد قيام مظاهرات الانبارالرسالة التي لن يستطيع المالكي تجاهلها ، الا انها تاتي كما ذكرت في مقالتي السابقة عرجاء تقف على قدم واحدة . مقارنة  بمؤامرة البعثيين المتقنة في 8 شباط 1963.  ولكن هيهات ان تتكرر تلك الكارثة التي ستظل ذكراها الماساوية حية في ظمائر الشرفاء من المواطنيين العراقيين . ولقد كتبت عن سيناريو المؤامرة الجديدة بمقالتي  المنشورة  في الاسبوع الماضي ( *******) . والله في عون العراقيين داخل العراق وخارجه على ماساتهم التي لم يعرفوا طريقا للخروج منها بعد . وما عليهم الا الصبرعلى ما اصابهم ."يابني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك  ان ذلك من عزم الامور" . لقمان، صدق الله العلي العظيم              .                .                                                                                                                    

المراجع :                                                                                          

(*)  الدكتور اياد الجصاني : عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا – النمسا ماجستير في العلاقات الدولية ودكتوراة شرف في التاريخ الاقتصادي        

 ( ** ) 1- راجع الفيديو الخاص بجون بيركنز عميل المخابرات الامريكية السابق في اعترافاته الشخصية

                           http://www.youtube.com/watch?v=oARBdBtGenM

 

2- راجع مقالتي بعنوان : عبد الكريم قاسم ذكرى لن تموت ،المنشورة في بابنيوز 9 تموز  2011 في ذكرى ثورة تموز عام 1958 واستقلال الكويت عام 1961 أضواء على سيناريو الفخ الكويتي ! .   الى جانب العديد من مقالاتي حول الوضع في العراق وقضايا الساعة في المنطقة ... رجاء الرجوع الى كوغلة .                                           

3- راجع كتاب حرب الخليج لهيكل الذي يؤيد كلام بيركنز الذي ذكر فيه كيف اجتمع جورج بوش الاب عندما كان مديرا للمخابرات الامريكية وكان برفقته صدام حسين في مكتب عبد الناصر في القاهرة عندما كان صدام هاربا الى مصر بعد الاشتراك في عملية اغتيال قاسم في شارع الرشيد ببغداد عام 1959 .

4- احتلال العراق ومشروع الاصلاح الديموقراطي الامريكي : حقائق واوهام  كتابي المنشور عام 2008 في بغداد

5- النفط والتطور الاقتصادي والسياسي في دول الخليج العربية كتابي المنشور عام 1982 في الكويت                                                                 

(***) راجع مقالتي بعنوان :  "مئة عام على ولادة  المستشار النمساوي الراحل الدكتور برونو كرايسكي  رجل الدولة الذي خلده التاريخ " 27 يناير 2011 في عدة صحف وعلى كوغلة.

 (****)  يحمل صدام حسين رقم العضوية 33 مثل مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق في الماسونية العالمية  ، راجع الوكيبيدا.

(*****) راجع مقالتي بعنوان : سيناريو عودة البعثيين والحاجة الى ميثاق وطني بتاريخ 24 فبراير 2009 التي جاء فيها : من الصواب ان تساهم حكومة  المالكي من خلال البرلمان ، الاعداد لرسم "ميثاق وطني" يتعهد بموجبه جميع البعثيين العائدين او الموجودين فعلا في اجهزة الدولة الجديدة داخل العراق ، عدا من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين في الانقلابات الدموية سابقا او من شاركوا في ادوار الخيانة والتجسس او من اقترفوا الجرائم بحق الوطن والمواطنيين العراقيين واضروا بالصالح العام ونهبوا اموال الدولة او الذين ما زالوا يهددون باعوام الحسم ويعرّضون الوطن للكارثة من جديد ، ان يتعهدوا جميعا وامام الشعب العراقي بوقف الاعمال المسلحة في العراق وان يحترموا الثوابت الوطنية الجديدة حتى يُسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية بشكل سلمي وامين بعد ان ينزعوا عنهم لباس نحن فوق الجميع ويعلنوا عن تخليهم عن النزعة الفوقية وان يتخلصوا من جينات الاغتيالات والانقلابات والتصفيات الدموية ضد معارضيهم ومنتقديهم. ومن هنا سيكون للبعثيين العائدين الحق بالمشاركة في العملية الديموقراطية ويكونوا قد صدقوا مع انفسهم وامام الله بانهم تبنوا الديموقراطية منهجا لا مفر منه وعملوا على الحفاظ على تعزيز الدور الحضاري لعراقنا المعاصر من اجل المصالحة الحقيقية وتحقيق الوحدة الوطنية لهذا الشعب الذي طالت معاناته ونفذ صبره .

 

وراجع ايضا :  قائد في الحرس الجمهوري العراقي السابق يؤكد موافقة الحكومة على إعادة 23 ألف عسكري الحياة 20 يناير 2009:" وامير الكاتب : البعثيون ومحاولة العودة عبر انتخابات مجالس المحافظات جيران 10 فبراير 2009 كتابات 17 فبراير 2009) وهيئة الاجتثاث تدعو بعثيين للحصول علي رواتب تقاعدية الزمان 17 فبراير 2009 و ابو محمد يصرح : صحيفة القدس العربي  في 23 مارس 2008 .

 (******)  راجع مقالتي بعنوان : اضواء على عودة اصحاب الكفاءات الى الوطن  نشرت  في 13 مارس 2009  في عدة صحف .

(*******) راجع مقالتي الاخيرة بعنوان "مؤشرات خطيرة على اشعال الحرب الطائفية والانقلاب في العراق" في  هذه الصحيفة وعلى كوغلة بتاريخ  26 يناير 2013 ..

 

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39178
Total : 101