لو عدنا للوراء الى الحكم الملكي الذي نصب من قبل البريطانيون لوجدنا قد وقع في اخطاء جسيمة دفع ثمنها غاليا الا وهو رحيله بعد حكم ناهز اربعة عقود وهو قيامه باعدام الضباط الاربعة وضباط اخرين ومواجهة نقمةوفقر الشعب بالتعرض للمظاهرات الشعبية وبقاء البلد متخلفا في مجالات عده وتوج هذا التراجع واعطى مبرر الانقضاض عليه باعدام قيادات الحزب الشيوعي فهد وحازم وصارم وقبلها اخماده لوثبة كانون الشعبية
وهذه الاخطاء كما قلت قصمت ظهر البعير لتأتي دولة الجمهورية دولة الزعيم وانتقال الحكم بيد الضباط الاحرار الذين اعطو فرصة للبعض من التمتع بالحياة المدنية والتوسع الاقتصادي والعمراني ولكنه سقط نتيجة قلة الخبرة والحنكة السياسية اولا وثانيا دفع التيار القومي والناصري والبعثي وتأمر المخابرات الاجنبية على الثورة اضافة الى وقوف بعض المراجع الدينية مع هذه التوجهات وحصل الذي حصل وقمعت التجربة
وانا هنا اسرد هذه الوقائع واترك تقييم المرحلة تلك لما تركه لنا بشكل حيادي ولا يمت للعراق باي صلة اترك تقييم تلك المراحل الى حنا بطاطو في مؤلفاته الثلاث وكذلك لقراءة ثورة ١٤تموز الى ليث الزبيدي ومن ثم حسن العلوي
اما حقبة صدام وان بدأها بالانفتاح الشكلي على القوى الوطنية واعطى فسحة من الحريات للتيارات اللبرالية والشيوعية والعلمانية ان تمارس بعض النشاطات الا انه وكما بدأواضحا انه قد خطط لمصيدة ماكرة استطاع بها فتح نار جهنم عليهم من خلال حملات الموت والتهجير لهم واخيرا توج اكاذيبه بما سمي الحمله الايمانية وسعى لكبت المجتمع وبقسوة دفع المجتمع العراقي ثمنا باهضا في تراجع المنظومات القيمية والفكرية من خلال اجهاض الحريات الوطنية وحصل الذي حصل ونتيجة تداعيات مرحلته ومواقفه اجتمعت الارادات المختلفة متعاونة مع الولايات المتحدة الاميركية فسقط غي مأسوف علية
وكان المفروض ان تتعض القوى التي استلمت قيادة الدولة ان تقدم انموذجا جديدا وطنيا تحررياعلو كافة الاصعدة الا انها انغمست برجعيتها مستغلة التحزب الاسلامي لتنقض مرة اخرى على الحريات المدنية ولتشرع لها اسس للفساد المالي مستغلة بساطة الشعب الذي وقف معها نتيجة اصطفافات دينية وعادت هذه الدولة تحارب الفكر المدني امتدادا لما قام به صدام حيث دولة الفوضى والفساد والتراجع على كل المستويات واخذت ترفع معادات كل ما يمت للحريات المدنية وبالذات محاولتها قمع المدنيون والعلمانيون والشيوعيون وابعادهم عن اي سلطة للقرار بالترهيب تارة والترغيب طورا اخر وبالنتيجة فقدت المصداقيةنهائيا
والا ما معنى الشعب يتظاهر لسنوات مطالبا بالاصلاحات والنهوض بالبلد الى مستوى جديد ولكن لا حياء لهذه الدولة اذ ركزت على المحاصصة الطائفية والمناطقية رافعة شعار الاصرار على هذه السياسات مقوضة كل فرص نجاح هذه القوى الوطنية واخرها من خلال التغييرات الوزارية الاخيرة في ضوء المحاصصة والتوجه لاصدار قانون الانتخابات الذي يجرد العديد من القوى من امكانية الفوز لاسباب كثيرة منها ان الدولة بيد ثلة من المستفيدين من البقاء على هذا النظام علاوة فان كل القوى الرافضة للاحزاب السلطوية تعيش حالة من الفقر المادي الذي نعتقد هو الموسس للوقوف بوجه هذه التيارت وبالتالي بقاءه خارج امكانيات نهوضه وصعوده لا نه لا يملك اي ماكنه سوى الاحتجاجات واثبتت التجارب الثورية ان مواجهة السلطات بالطرق السلمية ليس له نفع او اي فائدة مما يتطلب الوقوف على هذه الحالة والابداع في خلق اشكال جديدة من الرفض والمواجهة لتحقيق اماني الشعب
مقالات اخرى للكاتب